بدلة بالأخضر.. خيار شخصي وليس من الأساسيات

مناسباته تحددها درجاته

الأخضر كما ظهر في عرض «سالافتوري فيراغامو» هذا الصيف - عندما يكون بدرجة فاتحة يفضل تنسيقه مع ألوان أخرى لخلق ديناميكية تعبق بروح الشباب مثل هذه الإطلالة من «بيرلوتي» - بعض درجاته جريئة للغاية لا تناسب سوى شاب صغير إما جريء أو واثق من أسلوبه - دار «بوتيغا فينيتا» اختارته بدرجة غامقة تقارب الأزرق
الأخضر كما ظهر في عرض «سالافتوري فيراغامو» هذا الصيف - عندما يكون بدرجة فاتحة يفضل تنسيقه مع ألوان أخرى لخلق ديناميكية تعبق بروح الشباب مثل هذه الإطلالة من «بيرلوتي» - بعض درجاته جريئة للغاية لا تناسب سوى شاب صغير إما جريء أو واثق من أسلوبه - دار «بوتيغا فينيتا» اختارته بدرجة غامقة تقارب الأزرق
TT

بدلة بالأخضر.. خيار شخصي وليس من الأساسيات

الأخضر كما ظهر في عرض «سالافتوري فيراغامو» هذا الصيف - عندما يكون بدرجة فاتحة يفضل تنسيقه مع ألوان أخرى لخلق ديناميكية تعبق بروح الشباب مثل هذه الإطلالة من «بيرلوتي» - بعض درجاته جريئة للغاية لا تناسب سوى شاب صغير إما جريء أو واثق من أسلوبه - دار «بوتيغا فينيتا» اختارته بدرجة غامقة تقارب الأزرق
الأخضر كما ظهر في عرض «سالافتوري فيراغامو» هذا الصيف - عندما يكون بدرجة فاتحة يفضل تنسيقه مع ألوان أخرى لخلق ديناميكية تعبق بروح الشباب مثل هذه الإطلالة من «بيرلوتي» - بعض درجاته جريئة للغاية لا تناسب سوى شاب صغير إما جريء أو واثق من أسلوبه - دار «بوتيغا فينيتا» اختارته بدرجة غامقة تقارب الأزرق

لا يختلف اثنان على أنه ليس أول لون يتبادر إلى ذهن الرجل عموما، والكلاسيكي خصوصا، عندما يريد تفصيل أو شراء بدلة. لكن «الأخضر» اكتسب دفعة قوية في السنوات الأخيرة على يد بيوت أزياء كبيرة ومُحترمة، مثل «بوتيغا فينيتا»، و«بيرلوتي»، و«غوتشي»، و«سالفاتوري فيراغامو»، و«بيربري»، وغيرهم.
فقد أجمع هؤلاء على أن الأخضر قد لا يكون الخيار الأول، إلا أنه يُشكل تغييرا مرحبا به في خزانة أي رجل، لا سيما الذين شبعوا - أو ملوا - من الرمادي والأزرق والبيج، ويبحثون عن بدائل.
لهذا، كان الأخضر ضيفا لافتا في عروضهم لهذا الصيف، وبكل درجاته، كما يبدو أنه تسلل بدرجات غامقة لموسمي الخريف والشتاء المقبلين. فقد ظهر في ميلانو وباريس بتصاميم منطلقة تجمع بين الرسمي و«الكاجوال»، وفي لندن ظهر مفصلا بمقصات خياطي «سافيل رو»، من أمثال «جيفس أند هوكس»، و«كايسلي - هايفورد».
أما إذا لم تكن من متابعي عروض الأزياء، فإن مناسبات السجاد الأحمر شهدت أيضًا نجوما شبابا ببدلات بالأخضر الزيتوني الغامق، مثل إيدي ريدماين، وزاك إيفرون، وألفي آلن، وغيرهم، وكانت إطلالتهم ناجحة، تعطي الانطباع بأنه، وعلى العكس من ألوان جريئة دخيلة على خزانة الرجل - مثل الوردي والأصفر المستردي والبرتقالي، مضمون أكثر، ويسهل تنسيقه على شرط اختيار الدرجة المناسبة منه. فالأخضر الليموني، أو الفستقي، مثلا، لا يجب أن يراود ذهن أي رجل، إلا إذا كان شابا يشفع له سنه تجربة آخر صيحات الموضة. في المقابل، كلما زاد عمقا كان أفضل ودخل ليس إلى مناسبات النهار والإجازات فحسب، بل أيضًا مناسبات الأعراس، بدل الأزرق. والجميل فيه أنه لافت، ويفتح المجال لتنسيقه مع إكسسوارات متنوعة، تتمتع إما بالجرأة أو بالرسمية، حسب أسلوبك والمناسبة.
بيد أنه لا بد من التنويه إلى أنه يبقى خيارا شخصيا يُعبر عن أسلوب خاص، وليس بالضرورة من الأساسيات. ومما يشفع له حاليا أن المصممين طرحوه بتصاميم عصرية وشابة، وبدرجات ألوان تتباين بين الليموني والفستقي، وبين الزيتوني والكاكي، وأيضًا بأقمشة مترفة يغلب عليها القطن أو الكتان المخلوط بالكشمير والصوف. ورغم أن هذه التصاميم موجهة أساسا لزبون شاب يحب التميز ومواكبة الموضة، فإنها تتوجه أيضًا لرجل ناضج وواثق. فالأخضر ليس جديدا على الجنتلمان الإنجليزي، الذي يمكن القول إنه أكثر من استعمله وأتقنه، لا سيما عندما يكون من التويد، قماشه المفضل للخريف والشتاء. فقد كان - ولا يزال - يستعمله في نزهاته الريفية، ويكتفي في الربيع والخريف به كـ«بلايزر» ينسقه مع بنطلون بلون وقماش مختلفين.
هذا المزج بين الأقمشة، والتلاعب بالقطع لخلق مظهر متجدد في كل مرة من خلال الألوان، يرحب به المصممون، حتى عندما يطرحون بدلات متكاملة منه على منصات العرض. فهم في هذه الحالات يقترحون أفكارا أكثر مما يفرضون أسلوبهم عليك، خصوصا أن أغلبيتهم يتفقون أن جرعة قليلة منه كافية.
1 - وهذا يعني بدلة بتصميم بسيط، مع إكسسوارات قليلة عوض الإغراق فيه، نظرا لصعوبة ترجمته في الحياة العادية التي تتطلب كثيرا من الجرأة والثقة.
2 - بعد اختيار الدرجة المناسبة منه، فإن القاعدة الذهبية الثانية هي الإكسسوارات وألوانها. البعض يفضل أن تكون الإطلالة بلون واحد من الرأس إلى أخمص القدمين، أي الاكتفاء بتنسيق درجاته المختلفة. والمشكلة هنا أنه ليس كل الرجال يتقنون هذا الأمر، رغم أن الأمر يبدو سهلا من الناحية النظرية، لأنهم في التطبيق يكتشفون أن الإبقاء على درجاته متناغمة مع بعض، وقريبة من بعض، يحتاج إلى دقة وخبرة.
- الطريقة الأخرى هي تنسيق بدلة بالأخضر، بقميص أبيض أو أزرق سماوي، وربطة عنق رفيعة باللون الأسود. وعوض حذاء بلون أخضر غامق، يمكنك اختيار حذاء بتصميم رياضي باللون الأبيض، ليضفي عليك حيوية، ويمنحك إطلالة ديناميكية.
- إذا كنت تريد ارتداء البدلة في مناسبة مهمة، فإنها يجب أن تكون غامقة، مع تنسيقها مع حذاء بلون بني أو أسود، وربطة عنق بلون أخضر غامق أيضا.
- الخطأ الذي يمكن أن يقع فيه البعض هو المبالغة في استعمال الإكسسوارات، مثل إضافة منديل الجيب وربطة العنق والدبوس وغيرها، بينما كل ما تحتاجه الإطلالة هو إكسسوارات بسيطة وقليلة.
- حتى عندما تكون البدلة بلون أخضر غامق، فإنها تنتمي إلى خانة التصاميم الشبابية، والدليل أنها غالبا ما تأتي بصف أزرار واحد. فهذا التصميم الشبابي يجعلها متعددة الوجوه والاستعمالات. يمكن مثلا استعمال السترة وحدها كـ«بلايزر»، مع «تي - شيرت»، ومن دون ربطة عنق، أو مع ربطة خالية من المبالغات، سواء فيما يتعلق بالنقشات أو الألوان المتداخلة. ويمكن أيضًا استعمال البنطلون مع كنزة صوفية



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.