لاجئو ألمانيا يرفعون البطالة إلى 2.8 مليون عاطل في 2017

الارتفاع الأول منذ عام 2013

لاجئ يلتقط صورة تذكارية «سيلفي» مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام أحد معسكرات اللاجئين
لاجئ يلتقط صورة تذكارية «سيلفي» مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام أحد معسكرات اللاجئين
TT

لاجئو ألمانيا يرفعون البطالة إلى 2.8 مليون عاطل في 2017

لاجئ يلتقط صورة تذكارية «سيلفي» مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام أحد معسكرات اللاجئين
لاجئ يلتقط صورة تذكارية «سيلفي» مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمام أحد معسكرات اللاجئين

تتوقع الحكومة الألمانية زيادة معدل البطالة خلال الأعوام المقبلة بسبب تدفق اللاجئين.
وقال متحدث باسم وزارة المالية الألمانية، أمس الثلاثاء، ردًا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية، إن هذا التطور كان متوقعا في «تقرير الربيع» الذي صدر في أبريل (نيسان) الماضي، وبالتالي فإنه ليس مفاجئًا.
وتأتي تصريحات المتحدث على خلفية تقرير لصحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس، الذي ذكر فيه استنادا إلى بيانات من وزارة المالية الألمانية أنه من المتوقع أن يرتفع عدد العاطلين عن العمل العام المقبل بنحو 110 آلاف عاطل في المتوسط ليصل إلى 2.86 مليون عاطل عن العمل بسبب «الهجرة القوية».
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن هذا سيكون الارتفاع الأول في معدل البطالة منذ عام 2013. وأضافت أن الحكومة تتوقع ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بحلول عام 2020 إلى 3.1 مليون عاطل في المتوسط، لكنها تتوقع أيضًا زيادة عدد العاملين بمقدار مليون عامل ليصل إلى 44.1 مليون عامل بحلول عام 2020.
وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن الخطة المالية الممتدة لعام 2020 ستقوم على التنبؤ المقبل لوزارات المالية والعمل والاقتصاد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وكانت وكالة العمل الاتحادية في ألمانيا أعلنت نهاية الشهر الماضي استمرار زيادة نسبة البطالة بين اللاجئين في ألمانيا، وقال عضو مجلس إدارة الوكالة، دتلف شيله، إنه تم تسجيل 141 ألف لاجئ عاطل لدى مكاتب العمل بألمانيا خلال شهر يوليو (تموز) الحالي. وأوضح شيله أن هذا العدد يزيد على ما تم تسجيله الشهر الماضي بأكثر من 10 آلاف شخص، وقال إن «عدد اللاجئين العاطلين عن العمل يزداد حاليًا بمقدار عشرة آلاف شخص شهريًا». وأضاف أن هناك حاليا 135 ألف طالب لجوء أنهوا دورات تعلم اللغة ودورات الاندماج بالمكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين، وأن هناك 32 ألف طالب لجوء آخرين يتم إعدادهم للحياة العملية في ألمانيا في دورات دعم حاليا. وتتوقع وكالة العمل الاتحادية زيادة قوية في نسبة البطالة بين اللاجئين في ألمانيا خلال الأشهر المقبلة. وكان مجلس الوزراء الألماني وافق في يوليو الماضي على برنامج لتوفير مائة ألف فرصة عمل للاجئين عبر الوكالة الاتحادية للعمل. ومن المقرر أن تدعم الحكومة هذا البرنامج على مدار السنوات الثلاث المقبلة بنحو مليار يورو. ويستهدف هذا البرنامج على وجه الخصوص طالبي اللجوء الذين لا يتوقعون الحصول على قرار سريع بشأن طلبات لجوئهم. ومن المخطط زيادة ميزانية وزارة العمل الألمانية العام المقبل بمقدار نحو 8.8 مليون يورو (6.8 في المائة) لتصل إلى 138.6 مليار يورو لتغطية النفقات المتزايدة للإعانات الاجتماعية وإجراءات الاندماج للاجئين. على صعيد آخر، ارتفع مؤشر ثقة المستثمرين في ألمانيا خلال شهر أغسطس (آب) الحالي، في ظل تضاؤل المخاوف من التداعيات الاقتصادية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال معهد الأبحاث الاقتصادية الأوروبي «زد أي دبليو»، أمس الثلاثاء، إن مؤشر ثقة المستثمرين في أكبر اقتصاد بأوروبا عاد للمنطقة الإيجابية هذا الشهر، وسجل قراءة بلغت 0.5 نقطة، بعدما انخفض بواقع 26 نقطة في يوليو الماضي عقب الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) الماضي. وكان المحللون قد توقعوا ارتفاع المؤشر هذا الشهر بواقع نقطتين، في ظل مخاوف بشأن المستقبل الاقتصادي بالإضافة إلى تأثير البنوك المتعثرة في أوروبا على المؤشر. ويشار إلى أن مؤشر زد أي دبليو ما زال أقل من المتوسط الذي يبلغ 24.2 نقطة. وقال رئيس المعهد، أخيم فامباخ، إنه بناء على استطلاع 214 محللا ومستثمرا «تعافى المؤشر جزئيا من صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد».
وأضاف: «المخاطر السياسية داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه مستمرة في إعاقة توقع مستقبل اقتصادي أكثر تفاؤلا في ألمانيا».
وقال المعهد إن مؤشره الذي يرصد الظروف الحالية في ألمانيا ارتفع أيضا في أغسطس الحالي، حيث ارتفع بواقع 7.8 نقطة، بنسبة أكبر من المتوقع، ليصل إلى 57.6 نقطة، وكان المحللون قد توقعوا أن يرتفع إلى 50.2 نقطة.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».