رئيسا السودان وجنوب السودان يقران تسريع تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك

وزيرا دفاع جوبا والخرطوم يعقدان اجتماعين منفصلين أثناء زيارة سلفا كير

الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير لدى استعراضهما حرس الشرف في الخرطوم أمس (إ.ب.أ)
الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير لدى استعراضهما حرس الشرف في الخرطوم أمس (إ.ب.أ)
TT

رئيسا السودان وجنوب السودان يقران تسريع تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك

الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير لدى استعراضهما حرس الشرف في الخرطوم أمس (إ.ب.أ)
الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير لدى استعراضهما حرس الشرف في الخرطوم أمس (إ.ب.أ)

أكد الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أنهما اتفقا على تسريع تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين السودان وجنوب السودان، وتكوين آليات لتفعيل تنفيذ تلك الاتفاقيات، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك، بمناسبة ختام رئيس جنوب السودان زيارة للخرطوم، تعد الأولى له منذ نشوب الحرب في جنوب السودان، والثالثة منذ استقلال جنوب السودان عن السودان.
ووصف الرئيس عمر البشير زيارة نظيره ميارديت بأنها دفع للعلاقات بين البلدين إلى الأمام، وجدد التأكيد على أن حكومته ملتزمة بتنفيذ تلك الاتفاقيات.وقال الرئيس سلفا كير ميارديت للصحافيين إنه اتفق مع نظيره البشير على تكوين آليات لتسريع تنفيذ الاتفاقيات في القريب العاجل، ووعد بتبادل الزيارات بينه وبين نظيره البشير، وأنه سيعاود زيارة الخرطوم في أقرب فرصة، وأن تمتد تلك الزيارة لأيام بدلا من ساعات. ولم يسمح للصحافيين الذين اختيروا من بين مجموعة منتقاة من الصحافيين بطرح أسئلة على الرئيسين، على اقتضاب تصريحاتهما.
من جهته، قال سفير السودان في جوبا مطرف صديق، للصحافيين، إن وزيري الدفاع في البلدين عقدا اجتماعا منفصلا على هامش الزيارة، وإنهما اتفقا على عودة وزير دفاع جنوب السودان للخرطوم في زيارة منفصلة في القريب العاجل، فيما عقد وزراء المالية والتجارة في البلدين ورجال أعمال سودانيون اجتماعا منفصلا.
ووصل الرئيس ميارديت إلى الخرطوم أمس على رأس وفد رفيع يضم وزراء الدفاع والمالية، في زيارة استغرقت ساعات، أجرى خلالها مباحثات مغلقة مع الرئيس عمر البشير، تناولت تنفيذ اتفاقية التعاون الشامل بين البلدين، والتطورات الجارية بجنوب السودان، حسبما ذكر مستشار الرئاسة السودانية الصحافي عماد سيد أحمد في تصريحات سابقة.
وأوضح سيد أحمد أن الزيارة أتت في إطار العلاقات الثنائية، التي وصفها بـ«الآخذة في التطور»، وأنها تستهدف حلحلة القضايا التي ما زالت مثار بحث بين البلدين، وإعطاء قوة دفع لجهود تسوية النزاع والتوتر الذي يسود دولة الجنوب، ومواصلة للجهود الأفريقية الهادفة لإنهاء النزاع في جنوب السودان.
بينما قال سفير جنوب السودان لدى الخرطوم ميان دوت إن الزيارة تعد بداية لاستئناف عمل اللجان المشتركة بين البلدين المعنية بتطبيق اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين البلدين في أديس أبابا في سبتمبر (أيلول) 2012، والذي توقف عقب تصاعد التوتر في جنوب السودان، فضلا عن ملف منطقة «أبيي» المتنازع عليها بين الدولتين.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.