البرلمان العراقي يشكك بفرضية العمل التخريبي في حريق «خدج» اليرموك

طالب بتوسيع دائرة التحقيق في الحادث الذي قضى فيه 13 طفلاً

البرلمان العراقي يشكك بفرضية العمل التخريبي في حريق «خدج» اليرموك
TT

البرلمان العراقي يشكك بفرضية العمل التخريبي في حريق «خدج» اليرموك

البرلمان العراقي يشكك بفرضية العمل التخريبي في حريق «خدج» اليرموك

طالب عضو لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي حسن خلاطي الجهة الأمنية التي أعلنت، أمس، أن الحريق الذي وقع في قسم الخدج، في صالة الولادة بمستشفى اليرموك، ببغداد، والذي أودى بحياة 13 طفلا، إنما وقع بفعل فاعل، وليس نتيجة إهمال من قبل إدارة المستشفى ووزارة الصحة، بتوسيع دائرة التحقيق، والكشف عن الجهة المستفيدة.
كانت وزارة الصحة العراقية قد أعلنت، أمس، أن «التحقيقات أثبتت وجود مواد قابلة للاشتعال بالمكان الذي وقع فيه الحريق، مما يؤكد أن العمل إنما تم بفعل فاعل.. وكانت التقارير التي سبقت تقرير اللجنة الأمنية قد أكدت أن الحريق نتج عن ماس كهربائي، لكن التقرير الخاص بالأدلة الجنائية أظهر وجود آثار مادة بترولية (البنزين)، وهي مادة مسرعة للحريق».
وأوضح التقرير الذي أعدته لجنة من الأدلة الجنائية أنها «لم تلاحظ وجود دلائل على حصول تماس كهربائي أدى إلى حصول الحريق، وهذه الدلائل هي عدم وجود الكرات البلورية في السلك الذي يحصل فيه التماس، وانتفاخ الغلاف البلاستيكي للسلك المغذي لمكان الحادث، ودلائل أخرى تتعلق بحوادث تماس كهربائي، مع العلم أن منظومة إنذار الحرائق كانت في حالة إطفاء من البورد الكهربائي».
واستنتج التحقيق أن «نتائج فحص المبرزات للحريق تأيد وجود آثار مادة بترولية (البنزين)، وهي مادة مسرعة للحريق. وعليه، فإن سبب الحريق هو فعل فاعل، وليس تماسا كهربائيا». وأكد التقرير أنه «لم يتأيد إلى أن الحادث قد حصل نتيجة مواد متفجرة، أو قابلة للانفجار. وعليه، يعتبر أن الحادث عمديا حدث بفعل فاعل، بقصد إحداث الحريق».
لكن عضو البرلمان، عضو لجنة الصحة والبيئة، حسن خلاطي، أكد من جهته، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل الاحتمالات واردة حيال عمل من هذا النوع، ولكن في مثل هذه الحالات فإن السؤال هو: من المستفيد من هذا العمل الذي كانت نتيجته مقتل أطفال خدج لم يتعد عمر أكبرهم ساعات، مما يجعلنا نشكك بكل الفرضيات، ونطالب بمزيد من التحقيقات، مثلما نطالب الخبراء بالكشف عن الجهة التي يمكن أن تكون مستفيدة، مع توسيع دائرة التحقيقات لأننا كبرلمان لا يمكن أن نسكت عن جريمة مقتل هؤلاء الأطفال الأبرياء».
وأضاف خلاطي أن «البرلمان سوف يستضيف اليوم (الاثنين) وزيرة الصحة ومحافظ بغداد ورئيس مجلس المحافظة ومدير صحة الكرخ للاطلاع على هذه القضية، بما في ذلك مشكلة تنازع الصلاحيات التي تكاد تكون هي العائق الأكبر أمام وصولنا إلى الحقيقة، بالإضافة إلى أنه بمقدور أية جهة أن تتنصل، وترمي تبعة ما حصل على عاتق الجهة الأخرى».
وحول ما إذا كانت العملية إرهابية، استبعد خلاطي ذلك، قائلا «إن العمل الإرهابي مستبعد، ليس لأن الإرهابيين لا يقومون بمثل هذه الأعمال الخسيسة، بل لأن بمقدورهم التفجير أمام بوابة المستشفى، حيث يمكن أن يكون الضحايا أكبر. ولذلك، فإننا نرجح وجود جهة مستفيدة مما حصل، في حال كان بفعل فاعل، على الرغم من أن البعض داخل منظومة المسؤولين، وهم وزارة الصحة والمحافظة، يريدون التخلص من دائرة المسؤولية والتقصير، من منطلق أن العمل تخريبي، وليس ناتجا عن قصور»، مبينا أن «القصور واضح، وقد شاهدناه في هذا المستشفى وغيره، كما أن قضية تنازع الصلاحيات أدت إلى حصول مشكلات بين المسؤولين، وهو ما يجعلنا نستمر في البحث عن السبب لأن من يثبت عليه التقصير بسبب الإهمال أو العمل المتعمد يجب أن ينال جزاءه العادل، لكننا ما زلنا نتعامل مع الأمر بطريقة مهنية لأن ما يهمنا هو الوصول إلى الحقيقة، وليس الانتقام من أحد».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم