دينا موسى وجه مصري يبحث عن الموضوعية في {الحرة}

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن «كلام مصري» برنامج لكل المصريين من مختلف الأعمار

دينا موسى
دينا موسى
TT

دينا موسى وجه مصري يبحث عن الموضوعية في {الحرة}

دينا موسى
دينا موسى

تقدم الإعلامية دينا موسى على شاشة قناة الحرة الأميركية، برنامجًا أسبوعيًا يحمل اسم «كلام مصري» من القاهرة، البرنامج سياسي اجتماعي لمدة ساعة يختص بالشأن المصري ويتضمن فقرة مخصصة أسبوعيًا للقرى والمحافظات، ويناقش «الشأن الداخلي، ويتابع كل ما يجري في الشارع المصري، ويهم المواطن في جوانب حياته كافة».
ودينا موسى إعلامية شابة عملت مذيعة نشرات إخبارية من قبل في كل من قناتي «سي بي سي» و«الجزيرة»، وتقول في حوارها مع «الشرق الأوسط»: جذبتني الموضوعية والتوازن في هذه القناة، والمشاهد العربي يعي ذلك جيدًا، وتضيف: انضمامي لقناة «الحرة» في هذا التوقيت هو الخيار الأمثل فهي قناة لها انتشارها في العالم العربي، ما يخدم مسيرتي المهنية. وجاء الحوار على النحو التالي:
* كيف بدأت حياتك المهنية مذيعة؟ هل أصبحت عند لحظة معينة علي يقين أنك اخترت الوظيفة المناسبة؟
- بدأت في قناة «الساعة» بمقرها الرئيسي هنا في القاهرة، أتذكر تفاصيل أول يوم لي بوصفي قارئة نشرة في ديسمبر (كانون الأول) 2009 الذي كان من أهم الأيام في حياتي على الإطلاق. حصل ذلك بعد وفاة أختي الصغرى بنحو شهر، وكنت أتمنى من الله أن يمكنني من رسم ابتسامة ولو صغيرة، على وجه أمي، شريكتي في الحياة ومصدر قوتي الوحيد. مديرة القناة وقتها فاطمة بن حوحو التي أدين لها بالفضل، هي من آمنت بي في هذة الفترة الصعبة من حياتي، وهاتفت أمي قبل أول نشرة لي بدقائق وقالت لها: (دينا هتكون على الهوا في نشرة الثالثة افتحي القناة) لم أخبر أمي في اليوم السابق لأَني كنت أودّ أن أعد لها مفاجأة. أتذكر جيدا من وقفوا في غرفة التحكم لكي يتابعوا كل التفاصيل معي ويمدونني بالقوة، أتذكر زميلي في القناة وقتها المذيع ربيع بركات كان يحثني على التدريب تحت الهواء وألا أستسلم لحالة الحزن، نعم أتذكر كل هذه التفاصيل... لحظات كثيرة مرت تيقنت أنني اخترت الوظيفة الصائبة. كل حدث مهم يمر وأكون فيه وسيطا بين ما يجري وبين المشاهد وأكون قد ساهمت في نقل الحقيقة، أتأكد أنها الوظيفة المناسبة، وفي كل مرة نلقي الضوء على مشكلة ما ويتم حلها بسبب تغطية أو تقرير إخباري أتأكد أنها الوظيفة الصائبة بالطبع.
* ما أول قصة تفتخرين بتقديمها؟ ومتى بثت؟
- أول قصة مهمة قدمتها كانت عن الطالب الأزهري محمد عصام العطار المتهم بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي في عام 2007. في أول جلسة ذهبت مبكرا لمقر المحاكمة وأثناء دخول سيارة الترحيلات التي تقل المتهم تحدثت معه مدة دقيقة تقريبا، قلت له محمد أنا اسمي دينا موسى أعمل مراسلة لبرنامج العاشرة مساء (كان هذا البرنامج في 2007 مِن أهم البرامج وأكثرها تأثيرا ومشاهدة في مصر، أريد أن أسمع قصتك منك أنت محمد. وبعدها بدأت إجراءات الجلسة وكان لها زخم إعلامي واهتمام محلي وعالمي ليس فقط لطبيعة القضية، بل لأن المتهم أيضا كان حاصلا على الجنسية الكندية، وطالبا أزهريا، وبدأت أولى جلسات المحاكمة وعندما سمح القاضي للمتهم بالتحدث، طلب المتهم أن يقابل السفير الكندي في مصر، ومقابلتي، هنا بدأ القاضي يقول فين دينا موسى؟؟ في البداية لم أقف أو أعلن عن نفسي ولكن بعد إصرار القاضي وقفت وقلت له أنا يافندم، كان موقفا غريبا بالطبع بالنسبة لي وتمكنت يومها من أخذ تصريحات حصرية من المتهم الذي حُكم بسجنه لمدة 15 عاما.
* هل يمكن أن تحدثينا عن برنامج «كلام مصري» الذي تقدمينه عبر شاشة «الحرة»؟
- كلام مصري برنامج أسبوعي يبث مباشرة كل يوم جمعة، نقدم فيه كل ما يخص الشأن المصري، وما يهم المصريين. لا يقتصر فقط على السياسة بل نقدم قضايا اجتماعية واقتصادية، والجديد أيضا فقرة مخصصة للمحافظات أسبوعيا ما خلق لنا تواصلا من نوع جديد مع أهالي هذه المحافظات ومع رواد مواقع التواصل الاجتماعي ولهم معنا فقرة ثابتة، كلام مصري بالفعل برنامج لكل المصريين من مختلف الأعمار.
* ما الفرق بين تجربة العمل في قناة «الحرة» والقنوات الأخرى؟
- معروف لدى الجميع الوضع الإعلامي الحالي سواء في مصر أو خارجها أما نحن في قناة «الحرة» وفي برنامج «كلام مصري» فملزمين أن نستضيف جميع الأطراف. من غير المسموح أن نجري حلقة غير متوازنة أو غير حيادية. نقدم كل الآراء، ولا يتدخل أحد فيما نقدمه، طالما التزمنا الحياد والتوازن والمهنية في التناول مهما كان الموضوع. يذكر أن مقر «الحرة» الرئيسي في الولايات المتحدة، و«كلام مصري» يبث من القاهرة. فارق التوقيت تقريبا 7 ساعات، وكان من الممكن أن يشكل عقبة أثناء التحضيرات أو البث المباشر لكن التواصل مع فريق فيرجينيا على مدار الساعة، والفريق متعاون في شكل دائم وجاهز لدعمنا والمساهمة في حل مشكلاتنا، وهذا جوهري وأساسي لنجاح البرنامج.
* من كان قدوتك في الإعلام؟
- محليا حمدي قنديل، عالميا كريستيان أمانبور.
* من كاتبك المفضل؟
- كثيرون، لكن محليا أتابع كتابات محمد المخزنجي ويعجبني فيها المزج بين العلم والأدب، ومن الأدباء نجيب محفوظ وعلاء الأسواني، وعالميا في الصحافة توماس فريدمان وفريد زكريا وديفيد إغناتيوس وبول كروجمان وفي الأدب ماركيز.
* كيف تنجحين في تقسيم وقتك؟
- من المهم العمل على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة، وهذا ما أحاول دائما القيام به. كما أن للقراءة النصيب الأكبر في حياتي بحكم مهنتي، وأحرص على أن أمضي وقتا مع أمي وإخوتي والأصدقاء، وهوايتي المفضلة الرياضة، فهي مهمة للتخلص من ضغوط الحياة الكثيرة.
* هل في رأيك أنه من المهم على نحو خاص وجود الصحافي المتخصص في تغطية أخبار معينه مثل أن تكون لدية معرفة خاصة بتنظيم القاعدة أو العراق أو أفغانستان؟
- بالطبع التخصص هو سر من أسرار النجاح في هذه المهنة، خصوصا في ظل التطور السريع جدا والمتلاحق، لأن التخصص يعنى الإلمام بأدق التفاصيل.
* ما المدونة المفضلة أو الموقع الإلكتروني المفضل لك؟
- بلا مبالغة، أقرا كل ما يتاح لي وفي كل المجالات وكل المواقع والوكالات، مهم جدا أن يكون المذيع على دراية بطريقة تفكير الجميع.
* ما نصيحتك للصحافيين في بداية حياتهم؟
- القراءة ثم القراءة والتحري عن الحقيقة وألا يستعجلوا، لأن النجاح مقترن بالعمل المستمر، ونحن أصحاب هذه المهنة نعمل على مدار الساعة بالمعنى الحرفي.
* هل تستطيعين وصف ما تعنيه عبارة صحافي ناجح أو إعلامي ناجح؟
- من يقدم الحقيقة للجمهور من دون تحيز أو رتوش.
* في رأيك ما أنجح قصة إخبارية قدمتها حتى الآن؟
- لا أستطيع أن أحكم ما هي أنجح قصة إخبارية قدمتها، ولكنني أستطيع القول إن ثورة 25 يناير (كانون الثاني) والأعوام التي تلتها، خلقت أفقا جديد للإعلام، وأنا وغيري كنا جزءا من هذا التغيير وقد شاركت في تقديم قصص إخبارية ناجحة حاولت من خلالها نقل الحقيقة كما هي كأحداث محمد محمود وماسبيرو وغيرها.



«واشنطن بوست» لن تؤيد أي مرشح للرئاسة الأميركية

باتريك سون شيونغ (أ.ب)
باتريك سون شيونغ (أ.ب)
TT

«واشنطن بوست» لن تؤيد أي مرشح للرئاسة الأميركية

باتريك سون شيونغ (أ.ب)
باتريك سون شيونغ (أ.ب)

في كل انتخابات رئاسية وعامة تشهدها الولايات المتحدة، كان للمؤسسات الإعلامية الأميركية على الدوام نصيب من تداعياتها. وفي العادة أن جلّ المؤسسات الاعلامية كانت تنحاز لأحد طرفي السباق، حتى في بعض الانتخابات التي كانت توصف بأنها «مفصلية» أو «تاريخية»، كالجارية هذا العام. بل وكان الانحياز يضفي إثارة لافتة، لا سيما إذا «غيّرت» هذه المؤسسة أو تلك خطها التحريري المألوف، في محاولة للظهور بموقف «حيادي».

غير أن الواقع كان دائماً يشير إلى أن العوامل التي تقف وراء هذا «التغيير» تتجاوز مسألة الحفاظ على الحياد والربحية وتعزيز المردود المالي. إنها سياسية بامتياز، خصوصاً في لحظات «الغموض والالتباس» كالتي يمر بها السباق الرئاسي المحتدم هذا العام بين نائبة الرئيس كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي والرئيس السابق دونالد ترمب مرشح الحزب الجمهوري.

مقر «اللوس أنجليس تايمز» (أ.ب)

«واشنطن بوست» لن تؤيد أي مرشح!

يوم الجمعة، أعلن ويليام لويس، الرئيس التنفيذي وناشر صحيفة «واشنطن بوست»، التي يملكها الملياردير جيف بيزوس، رئيس شركة «أمازون» العملاقة، أنها لن تؤيد أي مرشح رئاسي لا في هذه الانتخابات، ولا في أي انتخابات رئاسية مستقبلية. وأضاف لويس، في مقال: «نحن نعود إلى جذورنا بالإحجام عن تأييد المرشحين الرئاسيين... هذا من تقاليدنا ويتفق مع عملنا في 5 من الانتخابات الـ6 الأخيرة». وتابع لويس: «ندرك أن هذا سيُفسَّر بطرق مختلفة، بما في ذلك اعتباره تأييداً ضمنياً لمرشح واحد، أو إدانة لمرشح آخر، أو تنازلاً عن المسؤولية... هذا أمر لا مفر منه. لكننا لا نرى الأمر بهذه الطريقة. إننا نرى ذلك متوافقاً مع القِيَم التي طالما دافعت عنها صحيفة (واشنطن بوست)». واختتم: «إن وظيفتنا في الصحيفة هي أن نقدّم من خلال غرفة الأخبار، أخباراً غير حزبية لجميع الأميركيين، وآراءً محفزة على التفكير من فريق كتّاب الرأي لدينا لمساعدة قرائنا على تكوين آرائهم الخاصة». إلا أنه في بيان وقّعه عدد من كبار كتّاب الرأي في الصحيفة، بينهم ديفيد إغناتيوس ويوجين روبنسون ودانا ميلبنك وجينيفر روبن وروث ماركوس، وصف الموقّعون القرار بأنه «خطأ فادح». وتابع البيان أن القرار «يمثّل تخلّياً عن المُعتقدات التحريرية الأساسية للصحيفة... بل في هذه لحظة يتوجّب على المؤسسة أن توضح فيها التزامها بالقيَم الديمقراطية وسيادة القانون والتحالفات الدولية والتهديد الذي يشكله دونالد ترمب على هذه القيم...». ومضى البيان: «لا يوجد تناقض بين الدور المهم الذي تلعبه (واشنطن بوست) بوصفها صحيفة مستقلة وممارستها المتمثّلة في تقديم التأييد السياسي... وقد تختار الصحيفة ذات يوم الامتناع عن التأييد، لكن هذه ليست اللحظة المناسبة، عندما يدافع أحد المرشحين عن مواقف تهدّد بشكل مباشر حرية الصحافة وقِيَم الدستور».

مقر «الواشنطن بوست» (آ. ب.)

... وأيضاً «لوس أنجليس تايمز»

في الواقع خطوة «واشنطن بوست» سبقتها، يوم الأربعاء، استقالة مارييل غارزا، رئيسة تحرير صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، كبرى صحف ولاية كاليفورنيا، احتجاجاً على منع مالك الصحيفة، الملياردير باتريك سون شيونغ، مجلس التحرير من إعلان تأييد هاريس. وهذه الخطوة أشاد بها ترمب، وعلّقت حملته، في بيان، بأن «زملاء هاريس في كاليفورنيا يعرفون أنها ليست مؤهلة للوظيفة». غارزا كتبت في رسالة استقالتها «أن الصمت ليس مجرد لامبالاة، بل هو تواطؤ»، معربة عن قلقها من أن هذه الخطوة «تجعلنا نبدو جبناء ومنافقين، وربما حتى متحيّزين جنسياً وعنصريين بعض الشيء». وأردفت: «كيف يمكننا أن نمضي 8 سنوات في مهاجمة ترمب والخطر الذي تشكّله قيادته على البلاد ثم نمتنع عن تأييد المنافس الديمقراطي اللائق تماماً الذي سبق لنا أن أيدناه لعضوية مجلس الشيوخ؟»، في إشارة إلى هاريس. من جانبه، كتب سون شيونغ، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أن هيئة التحرير «أتيحت لها الفرصة لصياغة تحليل واقعي» للسياسات التي يدعمها كل مرشح خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، وعلى مسار الحملة الانتخابية، كي يتمكّن «القراء (أنفسهم) من تحديد مَن يستحق أن يكون رئيساً»، مضيفاً أن الهيئة «اختارت الصمت»!

هل الدافع تجاري؟

بالمناسبة، سون شيونغ يُعد من الداعمين للديمقراطيين عموماً، يرجح البعض أن يكون الدافع وراء موقفه الاعتبارات التجارية، ومنها جذب مزيد من القراء، بمَن فيهم الموالون للجمهوريين، لرفع نسبة الاشتراكات والدعايات والإعلانات، عبر محاولة تقديم الصحيفة بمظهر وسطي غير منحاز. كذلك، سون شيونغ، الطبيب والقطب في مجال التكنولوجيا الحيوية من منطقة لوس أنجليس، الذي ليست له أي خبرة إعلامية، كان قد اشترى الصحيفة التي يزيد عمرها على 140 سنة والشركات التابعة لها، مقابل 500 مليون دولار عام 2018. لكن خسائر الصحيفة استمرت، ما دفعه إلى تسريح نحو 20 في المائة من موظفيها هذا العام. وذكرت الصحيفة أن مالكها اتخذ هذه الخطوة بعد خسارة «عشرات الملايين من الدولارات» منذ شرائها.

ترمب يدعو لإلغاء تراخيص الأخبار

ما حصل في «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز» سلّط حقاً الضوء على التحديات التي تواجهها المؤسسات الإعلامية الأميركية وسط الضغوط المتزايدة عليها، وتحويلها مادة للسجال السياسي.

وفي الواقع، تعرّضت وسائل الإعلام خلال العقد الأخير للتهديدات ولتشويه صورتها، وبالأخص من الرئيس السابق ترمب، الذي كرر اتهام منافذ إخبارية كبرى بالتشهير، ومنع الصحافيين من حضور التجمّعات والفعاليات التي تقام في البيت الأبيض، وروّج لمصطلح «الأخبار المزيفة»، الذي بات يتبناه الآن العديد من قادة اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم.

وفي حملات ترمب الجديدة على الإعلام، اقترح أخيراً تجريد شبكات التلفزيون من قدرتها على بث الأخبار، إذا كانت تغطيتها لا تناسبه. وكتب على منصته «تروث سوشال» في الأسبوع الماضي «يجب أن تخسر شبكة (السي بي إس) ترخيصها. ويجب وقف بث برنامج (60 دقيقة) على الفور». وكرّر مطالبه في الخطب والمقابلات، مردداً دعواته السابقة لإنهاء ترخيص شبكة «الإيه بي سي» بسبب استيائه من الطريقة التي تعاملت بها مع المناظرة الوحيدة التي أُجريت مع هاريس.

وقال في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الداعمة له: «سنستدعي سجلاتهم»، مجدداً ادعاءه أن تحرير الشبكة لمقابلتها مع هاريس في برنامج «60 دقيقة»، كان «مضللاً» ورفض عرض الشبكة إجراء مقابلة معه. وأيضاً رفض الإجابة عما إذا كان إلغاء ترخيص البث «عقاباً صارماً»، ليشن سلسلة من الإهانات لهاريس، قائلاً إنها «غير كفؤة» و«ماركسية».