بارزاني يبحث مع وفد عراقي ـ أميركي مشترك تحرير الموصل

عمليات عسكرية لاستعادة بلدة استراتيجية جنوب المدينة

جنديان عراقيان يجليان اثنين من رفاقهما أصيبا في معارك قرب القيارة جنوب الموصل أول من أمس (رويترز)
جنديان عراقيان يجليان اثنين من رفاقهما أصيبا في معارك قرب القيارة جنوب الموصل أول من أمس (رويترز)
TT

بارزاني يبحث مع وفد عراقي ـ أميركي مشترك تحرير الموصل

جنديان عراقيان يجليان اثنين من رفاقهما أصيبا في معارك قرب القيارة جنوب الموصل أول من أمس (رويترز)
جنديان عراقيان يجليان اثنين من رفاقهما أصيبا في معارك قرب القيارة جنوب الموصل أول من أمس (رويترز)

بحث رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في أربيل، أمس، مع وفد عراقي - أميركي مشترك، الخطوات العملية لتحرير الموصل، والاتفاق على كيفية إدارتها في مرحلة ما بعد «داعش» لتفادي ما تعرضت له المحافظة ومكوناتها خلال العامين الماضين.
وضم الوفد الزائر مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، وبريت ماكغورك، ممثل الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد «داعش»، وسفير وقنصل الولايات المتحدة في بغداد وإقليم كردستان. وذكر بيان لرئاسة الإقليم أن الاجتماع بحث الاستعدادات والخطوات العملية لتحرير مدينة الموصل من «داعش»، إلى جانب بحث حساسية الوضع في هذه المحافظة والقوى المشاركة في عملية تحريرها، مضيفا أن رئيس الإقليم شدد على ضرورة وجود اتفاقية واضحة ومفصلة حول مرحلة ما بعد «داعش»، من أجل بناء حياة جديدة بمشاركة جميع الأطراف في محافظة نينوى، ولكي لا تشهد المحافظة ومكوناتها الكوارث والويلات مرة أخرى وخاصة الإيزيديين والمسيحيين.
وتزامنا مع الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل، أعلن الجيش العراقي أمس سيطرته على قريتين تابعتين لناحية القيارة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، الواقعة جنوب الموصل. وقال مساعد آمر الفوج الأول من الفرقة 15 التابعة للجيش العراقي، الرائد أمين شيخاني: «تمكنت قوات الجيش العراقي خلال عملية عسكرية بدأتها صباح اليوم (أمس) من استعادة السيطرة على قريتي العوجبة وزهيليلة في وقت قياسي وبإسناد من طيران التحالف الدولي، ولم يبدِ تنظيم داعش مقاومة كبيرة وفر من القريتين تاركا خلفه ثماني من جثث مسلحيه، في حين دمرت طائرات التحالف أربع سيارات ملغومة كان التنظيم ينوي مهاجمة الجيش العراقي بها». وأكد في الوقت ذاته أنه لم يبق أمام الجيش العراقي للوصول إلى مركز القيارة سوى قرية الجدعة.
وبحسب ضباط الجيش العراقي المشاركين في عمليات تحرير جنوب الموصل، تشكل العبوات الناسفة، التي لغم بها مسلحو «داعش» الطرق والمباني، أكبر عائق أمام تقدم القوات المهاجمة بسرعة باتجاه المناطق الأخرى.
واستطاعت القوات العراقية وبإسناد من طيران التحالف الدولي، أول من أمس، تحرير قرية الإمام الواقعة جنوب القيارة، التي تعتبر واحدة من القرى الكبيرة في المنطقة، وتتكون من ألف منزل، وما زالت فرق الهندسة العسكرية تواصل تطهيرها من العبوات الناسفة.



مصر تتحدث عن «تجربة مريرة» عمرها 13 عاماً في ملف السد الإثيوبي

سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
TT

مصر تتحدث عن «تجربة مريرة» عمرها 13 عاماً في ملف السد الإثيوبي

سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)
سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على «إكس»)

جدّدت مصر الحديث عن صعوبات مسار التفاوض مع إثيوبيا بشأن قضية «سد النهضة»، مؤكدة أنها «خاضت تجربة مريرة لمدة 13 عاماً»، ورهنت حدوث انفراجة في الملف بـ«توافر إرادة سياسية لدى أديس أبابا».

وجدَّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في لقاء تلفزيوني، مساء السبت، تأكيده «محورية حقوقها المائية من مياه النيل»، وقال إن بلاده «ترفض الممارسات الأحادية، من الجانب الإثيوبي، بشأن مشروع (السد)».

وتقيم إثيوبيا مشروع سد النهضة على رافد نهر النيل الرئيسي، منذ 2011، ويواجَه مشروع السد باعتراضات من دولتَي المصب مصر والسودان؛ للمطالبة باتفاق قانوني ينظم عمليات «تشغيل السد».

وشدد وزير الخارجية المصري على «ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم بشأن السد الإثيوبي»، وقال إن «بلاده لها تجربة مريرة امتدت إلى 13 عاماً دون التوصل إلى أي نتيجة بشأن (سد النهضة)»، مشيراً إلى أن «أديس أبابا ليست لديها الإرادة السياسية للوصول لاتفاق قانوني».

وعدّ عبد العاطي ملف المياه «قضية وجودية لمصر والسودان»، وقال إن «موقف الدولتين متطابق بشأن السد الإثيوبي».

وتنظر القاهرة لأمنها المائي بوصفه «قضية وجودية»، حيث تعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، وفق بيانات وزارة الري المصرية.

ورهن عبد العاطي الوصول لاتفاق بين الدول الثلاث بشأن السد بـ«ضرورة توافر الإرادة السياسية لدى إثيوبيا؛ من أجل التوصل لاتفاق قانوني». وقال إن «ممارسات أديس أبابا الأحادية بملء بحيرة السد وتشغيله انتهاك لمبادئ القانون الدولي، باعتبار نهر النيل نهراً دولياً مشتركاً عابراً للحدود».

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قرب «اكتمال بناء مشروع السد»، وقال، في شهر أغسطس (آب) الماضي، إن «إجمالي المياه في بحيرة السد ستصل إلى 70 مليار متر مكعب، نهاية عام 2024».

ويرى الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، السفير أحمد حجاج، أن «الحكومة الإثيوبية لم تلتزم باتفاقيات التعاون المبرَمة بينها وبين مصر والسودان، خصوصاً إعلان المبادئ الذي جرى توقيعه عام 2015، بين الدول الثلاث»، إلى جانب «مخالفة الاتفاقيات الدولية، المتعلقة بالأنهار العابرة للحدود، والتي تقضي بعدم إقامة أي مشروعات مائية، في دول المنابع، دون موافقة دول المصب»، منوهاً بأن «أديس أبابا لم تستشِر القاهرة والخرطوم بخصوص مشروع السد».

ووقَّعت مصر وإثيوبيا والسودان، في مارس (آذار) 2015، اتفاق «إعلان مبادئ» بشأن سد النهضة، تضمَّن ورقة تشمل 10 مبادئ وتعهدات تلتزم بها الدول الثلاث، من بينها التزام إثيوبيا «بعدم إحداث ضرر جسيم لدولتي المصب».

وفي تقدير حجاج، فإن «الجانب الإثيوبي لم يشارك في مسارات التفاوض بشأن السد، بحسن نية». وقال إن «أديس أبابا أفشلت المفاوضات بسبب التعنت وغياب الإرادة السياسية لإبرام اتفاق قانوني بشأن السد»، ودلل على ذلك بـ«عدم التجاوب الإثيوبي مع توصيات مجلس الأمن بضرورة الوصول لاتفاق نهائي بشأن السد».

كان مجلس الأمن قد أصدر بياناً، في سبتمبر (أيلول) 2021، حثّ فيه مصر وإثيوبيا والسودان على «استئناف المفاوضات؛ بهدف وضع صيغة نهائية لاتفاق مقبول وملزِم للأطراف بشأن ملء (السد) وتشغيله ضمن إطار زمني معقول».

بدوره، يعتقد خبير الشؤون الأفريقية المصري، رامي زهدي، أن «القاهرة واجهت صعوبات عدة في مسار مفاوضات سد النهضة؛ بسبب تعنت الجانب الإثيوبي». وقال إن «أديس أبابا لم تُثبت جديتها في جولات التفاوض على مدار 13 عاماً»، معتبراً أن ما يحرك الجانب الإثيوبي «المكايدة السياسية ضد القاهرة، وممارسة ضغوط جيوسياسية عليها».

وحذّرت وزارة الخارجية المصرية، في خطاب إلى مجلس الأمن، نهاية أغسطس الماضي، من «تأثيرات خطيرة للسد على حصتي مصر والسودان المائيتين». وأشارت إلى «انتهاء مسارات المفاوضات بشأن سد النهضة بعد 13 عاماً من التفاوض بنيّاتٍ صادقة». وأرجعت ذلك إلى أن «أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور بغرض تكريس الأمر الواقع، دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل إلى حل».