إيران تقصف إقليم كردستان العراق بالمدفعية الثقيلة

مسؤول في حكومة الإقليم: القصف أسفر عن نزوح عشرات العوائل

مناطق حدودية في أقليم كردستان العراق لحظة تعرضها لقصف مدفعي صباح أمس (كوردستان ميديا)
مناطق حدودية في أقليم كردستان العراق لحظة تعرضها لقصف مدفعي صباح أمس (كوردستان ميديا)
TT

إيران تقصف إقليم كردستان العراق بالمدفعية الثقيلة

مناطق حدودية في أقليم كردستان العراق لحظة تعرضها لقصف مدفعي صباح أمس (كوردستان ميديا)
مناطق حدودية في أقليم كردستان العراق لحظة تعرضها لقصف مدفعي صباح أمس (كوردستان ميديا)

قصفت المدفعية الثقيلة للحرس الثوري الإيراني، أمس، وبشكل مكثف القرى الحدودية التابعة لناحية سيدكان في إقليم كردستان العراق والمنطقة الجبلية القريبة منها، وأسفر القصف الذي استمر نحو ست ساعات متتالية عن اندلاع الحرائق، وإلحاق خسارة كبيرة بسكان القرى الذين اضطروا إلى النزوح منها باتجاه المناطق الأكثر أمنا.
وقال مدير ناحية سيدكان، التابعة لقضاء سوران ضمن حدود محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان، كاروان كريم خان، لـ«الشرق الأوسط»: «قصفت المدفعية الإيرانية صباح أمس بكثافة قرى بربزين وبيركمه وبراويان ودرهول وكتينة التابعة لناحية سيدكان الحدودية.. القصف لم يسفر عن خسائر في الأرواح، لكنه ألحق أضرارا مادية كبيرة بمواطني المنطقة، وأدى إلى إصابتهم بالخوف والهلع، جراء استمرار القصف الذي تسبب في اندلاع الحرائق في الغابات والمزارع التي تنتشر في هذه المنطقة». وأردف كريم خان بالقول: «عشرات العوائل من سكان تلك المناطق التي طالها القصف اضطروا إلى النزوح نحو المناطق الآمنة في الناحية، بينما أصبحت مناطقهم وبسبب القصف خالية من السكان».
ویأتي القصف بعد يومين من زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إلى أقاليم كردستان وأذربيجان، وتفقد خلال زيارته الوحدات الخاصة التابعة للقوات البرية في الحرس الثوري التي تردد الحديث عن استقرارها وتعزيز وجودها بوصول الأسلحة الثقيلة والمدفعية.
محمد سيدكاني، مواطن يعيش مع عائلته المكونة من ستة أفراد في إحدى القرى الواقعة في حدود ناحية سيدكان، ويعمل في الزراعة ورعي الحيوانات، اضطر إلى الهروب من المنطقة، يقول محمد لـ«الشرق الأوسط»: «إيران تقتلنا يوميا، وتدمر حياتنا، وتحرق مزارعنا وتقتل أغنامنا ومواشينا، والمجتمع الدولي صامت لا يتكلم، أصبحنا وبسبب الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام الإيراني نازحين في أرضنا». ويضيف محمد قائلا إننا «تركنا قريتنا بسرعة، خوفا من أن نُقتل أو نصاب جراء القصف المدمر. ندعو الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد الإرهاب إلى أن يوفر لنا الحماية من الإرهاب الإيراني».
في غضون ذلك، ذكر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني - إيران، كاوه بهرامي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «تزامنا مع القصف المدفعي الإيراني الذي استهدف قرى ناحية سيدكان، قصفت مدفعية الحرس الثوري مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني - إيران في المناطق الجبلية الحدودية، ولم يسفر القصف عن وقوع أي إصابات في صفوفنا». وبين أن الحرس الثوري الإيراني نقل عددا كبيرا من أسلحته الثقيلة ومدفعيته إلى المناطق الحدودية في كردستان إيران المحاذية لإقليم كردستان العراق، وينوي قصف المناطق الحدودية في إقليم كردستان بهذه الأسلحة، كاشفا بالقول إن «النظام الإيراني يريد من خلال هذا القصف أن يضغط علينا، لكننا موجودون في مناطق بعيدة عن سلطة إقليم كردستان العراق».
من جانبه، قال موقع «كوردستان ميديا» التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني إن النظام الإيراني قصف مناطق بربزين وسقهر الحدوديتين بالمدفعية الفسفورية. وأضاف الموقع أن قوات الحرس الثوري «استخدمت قذائف الكاتيوشا الفسفورية في القصف العنيف على دفعتين».
وبحسب قناتي «رووداو» و«كوردستان 24»، فإن طاقميهما تعرضا للقصف أثناء القيام بتغطية القصف في المناطق الحدودية بين إقليم كردستان العراق وكردستان إيران.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».