نائب بوتين ينتقد خلط السياسة بالاقتصاد في «استراتيجية التنمية»

يبدأ العمل بها بعد انتخابات الرئاسة عام 2018

نائب بوتين ينتقد خلط السياسة بالاقتصاد في «استراتيجية التنمية»
TT

نائب بوتين ينتقد خلط السياسة بالاقتصاد في «استراتيجية التنمية»

نائب بوتين ينتقد خلط السياسة بالاقتصاد في «استراتيجية التنمية»

في فصل ثانٍ من فصول التنافس بين مراكز صياغة «استراتيجية التنمية الاقتصادية لروسيا»، كشف أليكسي كودرين، مدير مركز البحوث الاستراتيجية نائب الرئيس بوتين في المجلس الاقتصادي الرئاسي الروسي، عن خطته لعرض «استراتيجية التنمية» التي يعدها مركزه على الرئيس الروسي ربيع العام المقبل. وأشار كودرين، في تصريحات صحافية أمس الاثنين، إلى أن «آليات صياغة البرنامج (أي استراتيجية التنمية) تتضمن لقاءات مع الرئيس يجري خلالها بحث وتدقيق على مراحل للمهام، ومع انتهاء العمل على صياغة الاستراتيجية ربيع العام المقبل، يجب علينا أن نعكس إلى حد كبير موقف الرئيس في نص تلك الاستراتيجية».
وتأتي تصريحات كودرين في وقت لم تتوقف فيه الأحاديث عن تنافس بين مركزين اقتصاديين على صياغة استراتيجية التنمية الاقتصادية للبلاد، وأيهما يدعم الرئيس بوتين، والمركزان هما «نادي ستوليبين» الذي يترأس مجلسة إدارته بوريس تيتوف، مفوض الرئيس الروسي في مجال حقوق قطاع الأعمال، والمركز الثاني هو «مركز البحوث الاستراتيجية» الذي يترأسه كودرين بموجب قرار من الرئيس بوتين ربيع العام الجاري، أما الحديث عن «تنافس» بين المركزين فقد انطلق الفصل الأول منه على خلفية أنباء تناقلتها صحف روسية نهاية شهر يوليو (تموز) حول موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اقتراح قدمه معاونه للشؤون الاقتصادية أندريه بيلاوسوف، وقام بوتين بموجبه بتكليف «نادي ستوليبين» بمواصلة العمل على صياغة «استراتيجية التنمية»، علما بأن بوتين نفسه كان قد أصدر في شهر أبريل (نيسان) تكليفًا لـ«مركز البحوث الاستراتيجية» ورئيسه كودرين بالعمل على صياغة استراتيجية التنمية.
وفي تصريحاته أمس، أعرب أليكسي كودرين عن اعتقاده أن الرئيس الروسي يدعم استراتيجية التنمية التي يعمل مركزه، أي «مركز البحوث الاستراتيجية»، على صياغتها، موضحًا أن «الرئيس اطلع على عملنا، وأصدر تكليفًا لتنظيم التعاون مع الوزارات والمؤسسات الحكومية خلال صياغة استراتيجية التنمية»، معربًا عن قناعته بأن الرئيس الروسي سيعتمد إلى حد كبير على الاستراتيجية التي يعدها مركز البحوث.
أما بالنسبة لما يعمل «مركز ستوليبين» على إعداده، فقد وصفه كودرين بأنه «مشروع سياسي»، موضحًا أن «الاقتراحات التي قدمها (مركز ستوليبين) تحولت إلى أساس قام عليه برنامج حزب التنمية الذي يتزعمه بوريس تيتوف، مفوض الرئيس الروسي لشؤون قطاع الأعمال»، وهذا الحزب يستعد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الروسية خريف العام الجاري، «لهذا تُعد الاقتراحات التي عرضها (مركز ستوليبين) مشروعا سياسيا»، وأكد كودرين أنه «سمع» بصدور تكليف للعمل على تعديل وإنجاز مقترحات «مركز ستوليبين»، لاعتمادها في صياغة استراتيجية التنمية، لكنه يفضل تأجيل الحديث عن هذا الموضوع إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية.
في شأن متصل بشخص كودرين نفسه، وتحديدا شائعات يجري تداولها في روسيا حول احتمال تعيينه رئيسًا للحكومة الروسية عوضا عن رئيسها الحالي ديمتري مدفيديف، قال كودرين إن «كل القرارات ستكون قرارات الرئيس»، رافضا الإجابة بوضوح عن سؤال حول تلك الشائعات، وحول إمكانية أن تشكل استراتيجية التنمية التي يضعها مركزه أرضية للبرنامج الاقتصادي الذي سيعتمده بوتين عام 2018، إن قرر الترشح للانتخابات الرئاسية.
ويرى مراقبون أن التنافس بين المركزين الاقتصاديين هو تنافس في الواقع بين أفكار أليكسي كودرين الذين لا يزال رمزًا من رموز المعارضة الروسية، وأندريه بيلاوسوف معاون الرئيس الروسي للشؤون الاقتصادية، الذي يدعم تيتوف ونهجه الاقتصادي، وقد يستمر هذا التنفس بين مركزي القوى، إلى أن يتدخل الرئيس الروسي ليعلن بوضوح عن موقفه، وعن الاستراتيجية التي سيعتمدها للتنمية الاقتصادية، في ظل ترجيحات بأن يكون قرار بوتين لصالح صياغة استراتيجيتين وأخذ الأفضل من كل منهما.



هيئة أميركية تعيد فتح تحقيق بشأن «نيورالينك» واستحواذ ماسك على «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

هيئة أميركية تعيد فتح تحقيق بشأن «نيورالينك» واستحواذ ماسك على «تويتر»

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

أظهرت رسالة نشرها الملياردير إيلون ماسك، عبر منصة «إكس»، أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أعادت فتح تحقيق هذا الأسبوع بشأن شركة «نيورالينك» الناشئة المتخصصة في تطوير شرائح إلكترونية للدماغ، التي يملكها ماسك.

كما أشارت الرسالة المؤرخة 12 ديسمبر (كانون الأول)، والموجهة من أليكس سبيرو، محامي ماسك، إلى غاري غينسلر رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات المنتهية ولايته، إلى أن الهيئة أمهلت ماسك 48 ساعة لدفع تسوية مالية أو مواجهة عدة تهم فيما يتعلق باستحواذه على منصة «تويتر» سابقاً مقابل 44 مليار دولار. وغيّر ماسك اسم «تويتر» بعد ذلك ليكون «إكس».

ولم تشمل الرسالة التي نشرها ماسك، مساء الخميس، المبلغ المطلوب للتسوية. ويخوض ماسك نزاعاً مطولاً مع الهيئة، شمل على سبيل المثال مطالبة أربعة نواب أميركيين العام الماضي، الهيئة، بالتحقيق فيما إذا كان الملياردير قد ارتكب احتيالاً يتعلق بالأوراق المالية من خلال تضليل المستثمرين فيما يتعلق بإمكانية زراعة شريحة إلكترونية في الدماغ (طورتها شركة «نيورالينك») بأمان.

ومن المتوقع أن يكتسب رجل الأعمال الملياردير، الذي يرأس أيضاً شركتي «تسلا» و«سبيس إكس»، نفوذاً غير عادي بعد إنفاق أكثر من ربع مليار دولار لدعم دونالد ترمب من أجل الفوز في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المتوقع أن تكون شركاته بمعزل جيداً عن الإجراءات التنظيمية والتنفيذية، كما عين الرئيس المنتخب ترمب، ماسك، في فريق عمل يخطط لإصلاح شامل للحكومة الأميركية.

وكتب سبيرو في الرسالة أنه وماسك لن يخضعا لترهيب الهيئة، وأنهما يحتفظان بحقوقهما القانونية. ولم ترد الهيئة ولا شركة «نيورالينك» على طلبات من «رويترز» للتعليق خارج ساعات العمل.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رفض قاضٍ فيدرالي طلب لجنة الأوراق المالية والبورصات بمعاقبة ماسك، بعد فشله في الحضور للإدلاء بشهادته بأمر من المحكمة فيما يتعلق بتحقيق الاستحواذ على «تويتر» حول ما إذا كان ماسك قد انتهك قوانين الأوراق المالية في عام 2022. كما رفعت اللجنة دعوى قضائية ضد ماسك في عام 2018 بسبب منشوراته على «تويتر» حول تحويل «تسلا» إلى شركة خاصة. وتمكن ماسك من تسوية تلك الدعوى القضائية بدفع غرامة قدرها 20 مليون دولار، مع الاتفاق على السماح لمحامين عن «تسلا» بمراجعة بعض المنشورات مقدماً، والتنحي عن منصب رئيس مجلس إدارة «تسلا».

من جهة أخرى، أصبح الملياردير الأميركي إيلون ماسك أول شخص يصل إلى ثروة تقدر بأكثر من 400 مليار دولار، وفقاً لمجلة «فوربس» وشبكة «بلومبرغ». وتتكون ثروة ماسك بشكل رئيسي من أسهم في شركة تصنيع السيارات الكهربائية «تسلا» وشركة الفضاء والطيران «سبيس إكس».

وقدرت مجلة «فوربس» الأميركية ثروة ماسك بـ431.2 مليار دولار، يوم الخميس، فيما قالت شركة الخدمات المالية «بلومبرغ» إنها تبلغ ما يقرب من 447 مليار دولار.

وتشمل الشركات التي يملكها ماسك أيضاً منصة «إكس»، وشركة تطوير الذكاء الاصطناعي «إكس إيه آي»، وشركة «نيورالينك» التي تعمل على تطوير الواجهات الحوسبية الداعمة للعقل البشري.

واحتل المركز الثاني في التصنيف مؤسس شركة «أمازون» الملياردير الأميركي جيف بيزوس بثروة تقدر بأكثر من 240 مليار دولار.