دول لاتينية تبحث فصل فنزويلا من تكتل «ميركوسور»

الأرجنتين قد تكون مرشحة لقيادة التكتل بعد لقاء تشاوري خلال أيام

جنود فنزويليون يرفعون علم «ميركوسور» فوق وزارة الخارجية في كاراكاس (أ.ف.ب)
جنود فنزويليون يرفعون علم «ميركوسور» فوق وزارة الخارجية في كاراكاس (أ.ف.ب)
TT

دول لاتينية تبحث فصل فنزويلا من تكتل «ميركوسور»

جنود فنزويليون يرفعون علم «ميركوسور» فوق وزارة الخارجية في كاراكاس (أ.ف.ب)
جنود فنزويليون يرفعون علم «ميركوسور» فوق وزارة الخارجية في كاراكاس (أ.ف.ب)

أصبحت أزمة قيادة فنزويلا لتكتل «ميركوسور» تثير جدلا سياسيا يوما بعد يوم، خصوصا بعد الموقف المحرج الذي فرضته فنزويلا على الدول الأعضاء، عقب رفع علم التكتل داخل كاراكاس بالقوة، وفرضا للموقف الفنزويلي لقيادة المنظمة.
وتمت مقابلة الموقف الفنزويلي بالرفض والانتقاد من قبل الباراغواي والبرازيل والأرجنتين، وقالت حكومة باراغواي إنه من المرفوض تماما أن تكون فنزويلا في رئاسة التكتل طالما ظل الوضع السياسي والإنساني في تدهور في فنزويلا تحت حكم مادورو. وردت حكومة كاراكاس من جانبها على اتهامات الباراغوي قائلة إن ما يحدث من قبل هذا البلد هو تصفية حسابات قديمة لأن فنزويلا كانت قد شاركت في تعليق عضوية الباراغواي قبل سنوات.
ويبدو أن مواقف دول التكتل تتوافق حول وضعية فنزويلا، وأن البلد يمر بظروف اقتصادية وسياسية غير مسبوقة، تمنع كاراكاس من قيادة المنظمة الإقليمية التي تضم البرازيل والباراغواي والأوروغواي والأرجنتين، بل إن الدول الأعضاء والدول المراقبة سوف تجتمع في 12 من الشهر الحالي لتحديد موقفها إزاء التصرفات الفنزويلية.
ومن جانبها انتقدت الأرجنتين الأوضاع هناك، وقالت إن المنظمة يجب أن تقودها دولة ديمقراطية، تتمتع باحترام دولي، بالإضافة لاحترام مقررات المنظمة ولوائحها التنظيمية، في حين أن سجل فنزويلا الحقوقي والإنساني في تدهور حاد. وأشارت مصادر صحافية إلى أن بوينس آيريس من أكثر المرشحين لقيادة التكتل في حال التوافق على ذلك.
وفي الوقت الذي يتعرض فيه «ميركوسور» لهذة الأزمة السياسية، يرى محللون استراتيجيون أن التكتل سيعاني من حالة تراجع خطيرة، مما سيفتح الباب لتكتلات أخرى في أميركا الجنوبية للصعود على حسابه. ويرى باحثون أن تكتل «تحالف المحيط الهادي» من الممكن جدا أن يعزز إمكاناته وقدراته لضعف الـ«ميركوسور»، وهو ما سيعزز دور دول مثل تشيلي وكولومبيا والمكسيك وبيرو، وهم الأعضاء في تكتل «تحالف المحيط الهادي».
ويرى أكاديميون لاتينيون أن هذا الوضع الحرج للتكتل هو نتاج للصراعات الإقليمية الجديدة، وظهور قوى استراتيجية محتملة في أميركا الجنوبية، ضاربين مثالا بأنه لو كان تشافيز في قيادة فنزويلا، أو الرئيسة كريستينا في رئاسة الأرجنتين، أو حتى ديلما روسيف في رئاسة البرازيل، لكان الوضع قد تغير كثيرا. لكن تغير الزعمات الإقليمية، وظهور تيارات سياسية جديدة في أميركا اللاتينية، أصبح يلقي بظلاله على أزمة «ميركوسور».
يذكر أن الأروغواي كانت آخر الدول التي تشغل منصب الرئاسة، الذي استمر لمدة 6 أشهر، ولم تعترض الأوروغواي على تولي فنزويلا قيادة التكتل، إلا أن الأرجنتين وعددا من الدول الأخرى عارضت فكرة تولي كاراكاس لقيادة المنظمة، نظرا للظروف السياسية والاقتصادية التي دفعت البلاد إلى حالة من الفوضى والانتقاد الدولي، التي تضع صورة «ميركوسور» في موقف محرج أمام العالم، في حال تولي فنزويلا الرئاسة لمدة الستة أشهر المقبلة.



توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.