الجيش الوطني يطلق عملية «التحرير موعدنا» ويتوغل في نهمhttps://aawsat.com/home/article/707976/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%AF%D9%86%D8%A7%C2%BB-%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%BA%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D9%87%D9%85
الجيش الوطني يطلق عملية «التحرير موعدنا» ويتوغل في نهم
يمنيون يحاولون عبور طريق غمرته المياه في العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية (إ.ب.أ)
بدأت قوات الجيش الوطني اليمني، وبدعم جوي مكثف من قوات التحالف، عملية عسكرية واسعة في مديرية نهم، بشرق صنعاء، تحت اسم «التحرير موعدنا». وقال مصدر عسكري في المنطقة السابعة بقوات الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط إن «العملية التي انطلقت حملت اسم (موعدنا التحرير)، وإنها جاءت (ردا على خروقات الميليشيات الانقلابية)»، مؤكدا أن للعملية «مجموعة من الأهداف المرسومة ستسعى لتنفيذ تلك الأهداف بشكل كامل».
ووفقا لمصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» فقد دكت مدفعية الجيش الوطني مواقع الميليشيات الانقلابية في قرية المبدعة بمنطقة بران مديرية نهم، شرق صنعاء، كما قامت قوات الجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية، بتطهير جبل المنارة المطل على منطقة المديد، مركز مديرية نهم، كبرى مديريات محافظة صنعاء، حيث تواصل تقدمها نحو تلك المنطقة الاستراتيجية، ووفقا لمصادر الجيش، فقد جرى، أيضا، تطهير قرية ملح في نهم، في حين فر عناصر الميليشيات مخلفين وراءهم مواقعهم وعتادهم، وأضاف إعلام القوات المسلحة اليمنية أنه جرى، أيضا، تحرير قرية الحول ومطاردة الفلول الفارة باتجاه ضبوعة شمالا، وكذا تحرير بني بارق ومطاردة فلول الميليشيات باتجاه المدارج غربا «وهذه الجبهة تمثل قلب المعركة». وبحسب آخر المعلومات، فإن قوات الجيش الوطني بدأت في التقدم باتجاه منطقتي المدارج ومسورة، بعد أن فرت الميليشيات من منطقة الحول باتجاه منطقة ضبوعة التي يقع فيها خط الإمداد للميليشيات التي تهاجم من اتجاه سلسلة جبال يام، ومن ضمن ما نفذه طيران التحالف، مساء أمس، استهدافه بسلسلة غارات لتعزيزات ومواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع في منطقة المقطعة وسد محلى والعقران، إلى جانب الطلعات الجوية التي بدأها منذ الصباح الباكر وغطى تقدم قوات الجيش الوطني.
وقد تزامن بدء العملية مع نداء مهم أطلقته القوات المسلحة اليمنية إلى المواطنين القاطنين في أمانة العاصمة صنعاء وضواحيها، وطالب النداء المواطنين بـ«الابتعاد عن مقرات ومواقع الميليشيات الانقلابية وأماكن تجمعاتهم وذلك حفاظا على أرواحهم»، وقال النداء: «تحذر قوات الجيش الوطني جميع المواطنين من مغبة التهاون أو السماح للميليشيات الانقلابية باستخدام منازلهم مصادر للنيران أو أي أعمال عدائية ضد قوات الجيش، وتؤكد بأنها ستتعامل بحزم وقوة مع كل عمل عدائي أيا كان مصدره».
ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.
وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».
ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.
وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.
وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.
وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».
106 قتلى
مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.
وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.
واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.
وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.
4 ضربات إسرائيلية
رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.
ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.
كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.
واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.
وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.
وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.
وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.