غضب دولي بعد إعدام إيران عشرات السنة «سرًا»

دعوات للضغط على طهران تزامنًا مع مفاوضاتها «الحقوقية» مع أوروبا

غضب دولي بعد إعدام إيران عشرات السنة «سرًا»
TT

غضب دولي بعد إعدام إيران عشرات السنة «سرًا»

غضب دولي بعد إعدام إيران عشرات السنة «سرًا»

في حين تحيط حالة من الغموض حول عدد السجناء السياسيين السنة الذين أعدمتهم طهران، يوم الاثنين الماضي في سجن «رجائي شهر»، لمحت منظمات دولية إلى وجود دوافع طائفية، مطالبة بضغط أوروبي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
وفي حين أعلن المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، أول من أمس، عن تنفيذ الإعدام ضد 20 من أهل السنة بتهمة الانتماء لجماعات «متشددة»، شككت منـظمات إيرانية وأخرى دولية في الأعداد الحقيقية لمن تم إعدامهم.
وأدانت «الشبكة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان»، التي تضم 178 منظمة من 120 دولة، بشدة إعدام العشرات من الأكراد السنة على يد النظام الإيراني، وقال رئيس الشبكة، عبد الكريم لاهيجي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعتقلين كانوا في السجن من خمس سنوات ولم ترشح معلومات دقيقة حول المحاكمة. السلطات أعدمتهم بحجة الانتماء لتنظيمات متشددة، واللافت أنهم جميعا من الأكراد والسنة، وليس واضحًا ما إذا كان النظام أراد الثأر منهم».
وبموازاة الجدل حول تنفيذ الإعدامات في ظل غياب للشفافية، أعلن محمد جواد لاريجاني، رئيس لجنة حقوق الإنسان التابعة لسلطة القضاء، أن طهران تجري مفاوضات حول حقوق الإنسان مع دول أوروبية بحضور وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، ومنسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني. وتعليقًا على هذا الأمر، ربط لاهيجي إجراء المفاوضات بين إيران والأوروبيين بـ«الصراع الداخلي الإيراني». وقال: «كالعادة كان كلام لاريجاني موجها إلى حكومة الرئيس حسن روحاني التي من المقرر أن تجري مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول حقوق الإنسان بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين».
بدوره، قال محمود أميري مقدم، المتحدث باسم «منظمة حقوق الإنسان الإيرانية»، المختصة برصد حالات الإعدام لـ«الشرق الأوسط»، إنه «منذ وصول روحاني إلى الرئاسة، طالبت منظمات حقوق الإنسان الدول الغربية بأن تستثمر المفاوضات التي تجريها مع طهران وأن تجعل ملف حقوق الإنسان في مقدمتها». وتابع أنه «في السنوات الثلاث الأولى من رئاسة روحاني لم تتحسن أوضاع حقوق الإنسان بل زادت سوءا».



سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)
الأسد لدى استقباله رئيسي في القصر الرئاسي بدمشق أمس (أ.ف.ب)

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد.

وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم». وتحدَّث عن دور إيران في مساعدة العراق وسوريا في محاربة «الجماعات التكفيرية»، بحسب وصفه، مضيفاً: «نحن خلال فترة الحرب وقفنا إلى جانبكم، وأيضاً سنقف إلى جانبكم خلال هذه الفترة، وهي فترة إعادة الإعمار».

أمَّا الأسد فقال خلال المحادثات إنَّ «العلاقة بين بلدينا بنيت على الوفاء»، مشيراً إلى وقوف سوريا إلى جانب إيران في حربها ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي، ووقوف طهران إلى جانب نظامه ضد فصائل المعارضة التي حاولت إطاحته منذ عام 2011.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية أنَّ الأسد ورئيسي وقعا «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد». ولفتت إلى توقيع مذكرات تفاهم في المجالات الزراعية والبحرية والسكك الحديد والطيران المدني والمناطق الحرة والنفط.
بدورها، رأت وزارة الخارجية الأميركية أن توثيق العلاقات بين إيران ونظام الأسد «ينبغي أن يكون مبعث قلق للعالم».
الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»