بعد أن تمكنت من تحرير جزيرة الخالدية، أخطر معاقل تنظيم داعش في محافظة الأنبار، انطلقت القوات الأمنية العراقية إلى مناطق أعالي الفرات، استعدادًا لتحرير مدن القائم وعنة وراوة، وهي آخر المدن التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش، من أصل 40 مدينة من مدن المحافظة التي تشكل ثلث مساحة العراق.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، عن تحرير ناحية الوليد الحدودية مع سوريا بالكامل. وقال المتحدث الرسمي لقيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول الزبيدي، إن «قواتنا الأمنية التابعة للجيش العراقي، وبمشاركة من قبل الفوج الرابع في حرس الحدود ومقاتلي عشائر الأنبار، وبإسناد مباشر من قبل طائرات التحالف الدولي، تمكنت من استعادة السيطرة على ناحية الوليد ومنفذ الوليد الحدودي مع سوريا التابع لمدينة الرطبة، 460 كيلومترا غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، خلال عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير باقي مدن الأنبار»، وإن «العملية أسفرت عن مقتل عشرات من عناصر تنظيم داعش الإرهابي».
وأضاف الزبيدي: «القوات المسلحة وفور الانتهاء من عملية تحرير الناحية، قامت بحملة تفتيش بالكامل، بما في ذلك المنفذ الحدودي، من أجل التأكد من عدم وجود أي من المسلحين في داخل الناحية المحررة، فيما قام مسلحو التنظيم وقبل هروبهم من المدينة بتفجير عدد من منازل المواطنين من أهالي الناحية، وكذلك تدمير عدد آخر من بيوت منتسبي الجيش والشرطة، وكذلك قام المجرمون بتدمير محطة تحلية مياه الشرب، وتخريب جميع الدوائر الخدمية في الناحية».
إلى ذلك، أعلن المجلس المحلي لقضاء الرطبة عن إخلاء عدد كبير من العائلات في ناحية الوليد الحدودية مع سوريا أثناء عمليات التحرير، بعد أن كانت تلك العائلات محاصرة من قبل تنظيم داعش لنحو أكثر من عامين ونصف، الذي كان يمنع مغادرتها من الناحية، وقال قائمقام قضاء الرطبة عماد محمد: «إن «القوات الأمنية تمكنت من إخلاء 500 عائلة تقريبًا من مناطق ناحية الوليد، 440 كيلومترا غرب الأنبار، بعد تطهيرها من عناصر تنظيم داعش وتم نقلهم إلى مناطق آمنة».
وأضاف محمد: «إن العائلات التي تم إخلاؤها من مناطق ناحية الوليد غرب الأنبار، هي من مناطق البوحياة والعسمي وقرية البورميزان»، وإن تلك العائلات «ستتم إعادتها إلى مناطقها بعد تأمينها بالكامل من العبوات والمنازل المفخخة، والتأكد من أسماء المدنيين مع قاعدة المعلومات الأمنية لاعتقال من يثبت ارتباطه بالتنظيم الإرهابي».
وأشار محمد إلى أن «عددًا من اللجان الحكومية توجهت إلى ناحية الوليد المحررة لتوفير المواد الغذائية والطبية للمدنيين الذين تم إخلاؤهم، مع مطالبة المنظمات الدولية والإنسانية بضرورة دعمهم وإسنادهم بما يحتاجونه».
ويذكر أن محافظة الأنبار شهدت معارك عنيفة ضد تنظيم داعش الإرهابي في نهاية عام 2013، وسيطرة التنظيم على أغلب مدن الأنبار، ونزوح نحو مليون شخص إلى المحافظات العراقية المختلفة وإلى إقليم كردستان، فيما استطاعت القوات الأمنية في مطلع عام 2016 تحرير مدينة الرمادي والفلوجة وهيت والرطبة وناحية الكرمة ومدن أخرى في غرب الأنبار، وقتلت مئات من عناصر التنظيم خلال تلك المواجهات.
من جانب آخر شهدت مدن الرمادي وهيت والكرمة التابعة لمحافظة الأنبار، والتي تم تحريرها مؤخرًا من سطوة تنظيم داعش، عودة 50 ألف أسرة نازحة إلى مناطقهم المحررة. وقال مكتب وزارة الهجرة والمهجرين في محافظة الأنبار، إن «50 ألفا و597 أسرة نازحة عادوا إلى مناطقهم المحررة في محافظة الأنبار».
بعد تحرير «الخالدية».. التحالف يمشط أعالي الفرات لملاحقة مقاتلي «داعش»
إخلاء 500 عائلة وتقديم المساعدات الطبية
بعد تحرير «الخالدية».. التحالف يمشط أعالي الفرات لملاحقة مقاتلي «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة