إطلالات رومانسية تركز على العيون

من عرض «أتولييه فيرساتشي» - من عرض «ديور» - من عرض «أرماني بريفيه» - من عرض «إيلي صعب»
من عرض «أتولييه فيرساتشي» - من عرض «ديور» - من عرض «أرماني بريفيه» - من عرض «إيلي صعب»
TT

إطلالات رومانسية تركز على العيون

من عرض «أتولييه فيرساتشي» - من عرض «ديور» - من عرض «أرماني بريفيه» - من عرض «إيلي صعب»
من عرض «أتولييه فيرساتشي» - من عرض «ديور» - من عرض «أرماني بريفيه» - من عرض «إيلي صعب»

للمتابع العادي، فإن أسابيع الموضة تكون عن الأزياء أولا، والإكسسوارات ثانيا، وقلما ينتبه إلى أنها أيضا عن تسريحات الشعر والماكياج التي ستحدد إطلالة أية واحدة منا في الموسم المقبل.. فمن دون ماكياج وشعر لا تكتمل الصورة التي يرسمها المصمم في ذهنه ويجتهد في تجسيدها حتى يُقنع بها الناس. إضافة إلى هذا، فإن بيوت الأزياء الكبيرة وشركات التجميل تستعمل هذه العروض، باختلاف مواسمها، منبرا لبيع جديدها. فحتى إذا لم تستطع عامة الناس اقتناء فستان يُقدر بمئات الآلاف من الدولارات أو حقيبة يد بمئات الدولارات، فإنها تستطيع أن تُعوض ذلك بشراء أحمر شفاه على الأقل، الأمر الذي تؤكده أرقام المبيعات. فالبنسبة لكثير من بيوت الأزياء، تعتبر مستحضرات التجميل منجما ذهبيا تحقق منها أرباحا طائلة هي التي تمكنها من إقامة عروضها أزيائها الضخمة.
أسبوع الأزياء الراقية «هوت كوتير» الأخير أكد أهمية الماكياج وتسريحات الشعر، حيث راعى خبراء الماكياج أنه أسبوع الفخامة والتصاميم المبتكرة، أحيانا بأسلوب درامي، وقدموا صورة لا تقل ابتكارا وفنية بعيدا عن الجنون والمبالغات. في عرض «ديور» رأينا تركيزا كبيرا على العيون، باستعمال الكحل السائل، «آيلاينر»، لرسمها وجذبها إلى الخارج، بينما رأينا في عرض «أتولييه فيرساتشي» تركيزا على الشفاه باستعمال الفنانة بات ماغراث، أحمر شفاه بذرات من الذهب. وفي الوقت الذي خفف فيه المصممون من غلوائهم وجنوحهم للمسرحي السريالي، احتراما للأحوال الاقتصادية غير المستقرة التي لا تتحمل أي شطحات من هذا النوع، زادت جرعة الأنوثة والرومانسية.. اختفت، مثلا، ألوان النيون من ظلال العيون، وحلت محلها ألوان أكثر هدوءا، مثل الأزرق السماوي، في عرض «أتولييه فيرساتشي»، والذهبي في عرض «جي. مانديل» والألوان الترابية في عرض إيلي صعب. هذا الهدوء شمل أيضا عرض «أرماني بريفيه» بما في ذلك الإطلالات المستوحاة من أسلوب الـ«بانكس».. فهو لم يستعمل فيها أحمر شفاه أسود مثلا، واكتفى بالأحمر القاني، خصوصا أن قبعات الرأس والعمامات لعبت دورا في منح هذه الإطلالات لمسة قوطية مفعمة بالغموض والأنوثة. حتى في عرض شقي الموضة الفرنسية، «جون بول غوتييه»، غاب الجنون، وحلت محله ألوان قد تكون غامقة أكثر من اللازم بالنسبة للبعض، لكنها تبقى في حدود المعقول الذي يمكن التعامل معه بشكل أو بآخر، مثل أحمر الشفاه البني والعيون المدخنة التي كانت لفتة إلى موضة التسعينات من القرن الماضي. أما إيلي صعب، الذي يميل غالبا إلى ماكياج رومانسي طبيعي، فإنه هذه المرة تجرأ أكثر، ومنح عارضاته عيونا «مجنحة» للخارج بعض الشيء، مع أحمر شفاه أحمر يعكس أنوثة تصاميمه.
كل هذا يشير إلى أن موضة الموسم المقبل ستبتعد عن جنون الـ«بانكس» أو مبالغات موضة الثمانينات، رغم إيحاءاتهما الخفيفة، وإلى أنها ستعانق الجمال الطبيعي والرومانسي بكل ألوانه.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.