مصممة سورية توظف خبرتها في مجال الجواهر لصياغة أزياء راقية

جديد ريميرا فستان من الذهب بوزن 3 كيلوغرامات مرصع بالماس والأحجار الكريمة

زي استغرق من المصممة 350 ساعة من العمل لتنفيذه - تتباين تصاميمها من فساتين السهرة العصرية إلى العباءات التقليدية
زي استغرق من المصممة 350 ساعة من العمل لتنفيذه - تتباين تصاميمها من فساتين السهرة العصرية إلى العباءات التقليدية
TT

مصممة سورية توظف خبرتها في مجال الجواهر لصياغة أزياء راقية

زي استغرق من المصممة 350 ساعة من العمل لتنفيذه - تتباين تصاميمها من فساتين السهرة العصرية إلى العباءات التقليدية
زي استغرق من المصممة 350 ساعة من العمل لتنفيذه - تتباين تصاميمها من فساتين السهرة العصرية إلى العباءات التقليدية

على مدى أكثر من 10 سنوات، قدّمت المصممة السورية ريم برهوم، كثيرًا من التصاميم المبتكرة في مجال الأزياء والجواهر على حد سواء. كانت لها أيضًا جولات عالمية حققت فيها نجاحًا تفخر به، وتؤكده شهادات التقدير والجوائز التي حصلت عليها. «ريميرا»، وهو اسم ماركتها، مشتق من اسمها الأول، ومن اسم «راميرا»، ويعني في اللغة الإسبانية «الشهرة والحكمة» كما تقول.
تقع ورشة هذه المصممة الطموحة، في مدينة طرطوس السورية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتشعر عند دخولها بأنها خلية نحل، وربما أيضًا مختبر لتجربة أفكار جديدة ومبتكرة. حين مقابلتها كانت تستعد للمشاركة في عدة نشاطات، وكان العمل قائمًا على قدم وساق، لكن هذا لم يمنعها من الحديث عن تجربتها وبداياتها، بل العكس كانت «نفسها» مفتوحة عن الكلام. قالت إن بدايتها كانت مع الرسم، إذ لاحظ والداها موهبتها عندما كانت في الرابعة من عمرها، وعندما دخلت المدرسة أدهشت مدرسيها برسوماتها. تقول إنها تذكر لحد الآن اسم مُدَرّسِتها نوال: «كنت في الصف الأول، وكان لها فضل كبير في تشجيع والديّ على تغذية هذه الموهبة ومساعدتي على صقلها». وبالفعل تشجع والداها على منحها كل الحرية للتعبير عن نفسها، وكانت كلما انتهت من أداء واجباتها الدراسية، تخصص وقتًا للرسم. كانت معظم رسوماتها تتمحور حول فتيات يرتدين أزياء أنيقة، آخذة بعين الاعتبار أدق التفاصيل، من الحذاء إلى تسريحة الشعر. عندما كبرت وقررت التخصص في دراستها الجامعية، لم تطل حيرتها بين التصميم المعماري وتصميم الأزياء، فقد اختارت الأخير. وتشير في حديثها إلى أنها لم تندم أبدًا، لأن مجالها مفتوح على فنون العمارة والديكور والجواهر والإكسسوارات وكل ما هو جميل، «فهذه المجالات امتداد طبيعي لما أقوم به، ثم إنه بإمكان المصمم أن يقوم بعدة أشياء في الوقت ذاته، بدليل أن المبدع الشامل، المصمم كارل لاغرفيلد يقوم بتصميم الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والإشراف على تصميم ديكورات عروضه وغيرها»، حسب قولها. وكما لفتت انتباه كل من حولها وهي صغيرة برسوماتها، نجحت في لفت الانتباه إليها كمصممة، وهي شابة، حيث حصلت على كثير من الجوائز في فترة وجيزة، خصوصًا في مجال تصميم الجواهر، كما حصلت على لقب أفضل مصممة جواهر في العالم العربي بمباركة مجلس الذهب العالمي، الذي عملت فيه مستشارًا في سوريا ولبنان في عامي 2007 و2008، إلى جانب محاضراتها عن فن تصميم الجواهر في عدة جامعات. هذا النجاح شجعها على إطلاق ماركة أزياء خاصة، تشمل فساتين مفصلة على المقاس وفساتين الأعراس والعباءات وغيرها. لكي تتميز عن غيرها، مزجت ثقافتها الشرقية بخبرتها الأوروبية كما تعاملت مع ورشات في كل من الهند وإيطاليا وباريس لتنفيذ تصاميمها، وهو ما ينعكس على جمالياتها وتنوعها. ولا تخفي سعادتها وهي تقول إنها نجحت إلى حد كبير في تحقيق جزء من طموحاتها، فتصاميمها «تتميز بحس عالمي يحاور نساء العالم باختلاف جنسياتهن وثقافتهن. فهي تروق للمرأة اليابانية كما تروق للمرأة اليونانية والعربية، وهذا بحسب رأيي معادلة صعبة، لأن إرضاء كل الأذواق مهمة صعبة جدًا».
تعكف ريم حاليًا على تصميم فستان مستوحى من روح الشرق، بتطريزات معدنية تعتمد على تقنية قديمة تعرف بـ«غولد وورك»، استعملت منذ آلاف السنين. تتم هذه التطريزات بخيوط من الذهب أو الفضة أو النحاس، وكانت رائجة في الأوساط الملكية في أوروبا، كما في ملابس الكنائس الفاخرة، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة بسبب صعوبتها وعدم توفر خبراء مهرة يُتقنونها. ومع ذلك، تجتهد ريم في استعمالها في تصاميم من التول والأورغنزا يستغرق كل واحد منها 350 ساعة من العمل المتواصل. وبحكم خبرتها الطويلة في مجال الجواهر، تعمل حاليًا على ترصيع أزيائها بالأحجار الكريمة حتى تُحولها إلى تحف لا تُقدر بثمن. تُوضح أن مشروعها المقبل والقريب يتمثل في «تصميم أزياء من الذهب والأحجار الكريمة والألماس، وزيارتي المقبلة للهند ستكون لوضع الخطوط الأولية لفستان بوزن 3 كيلوغرامات من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة كالياقوت والزمرد والفستان تم بيعه قبل أن يرى النور». فهذه التصاميم التي قد تبدو غريبة بالنسبة للبعض، لها عشاقها ممن يعتبرونها بمثابة تحف يمكن توريثها لأجيال قادمة.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.