أميركا مولت منصة تواصل اجتماعي لنشر الفوضى في كوبا

أميركا مولت منصة تواصل اجتماعي لنشر الفوضى في كوبا
TT

أميركا مولت منصة تواصل اجتماعي لنشر الفوضى في كوبا

أميركا مولت منصة تواصل اجتماعي لنشر الفوضى في كوبا

أكدت وزارة الخارجية الأميركية أمس (الخميس) أن الحكومة الأميركية موّلت منصة تواصل على غرار موقع «تويتر» في كوبا من أجل «توسيع المجال أمام الكوبيين للتعبير عن أنفسهم».
ويطلق على هذا النظام اسم «تويتر كوبا» أو «زان زانيو» الذي يعني التغريد بالعامية في كوبا وله 40 ألف مشترك كحد أقصى في بلد يفرض قيودا على الدخول إلى شبكة الإنترنت.
وجاء هذا التأكيد الأميركي ردا على تقرير نشرته وكالة «أسوشييتد برس» رجحت فيه أن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تسعى لتغذية الاضطراب السياسي بهدف زعزعة استقرار حكومة كوبا الشيوعية.
وتقول مراسلة «بي بي سي» في العاصمة الكوبية هافانا، سارة رينزفورد، إن هناك تعطشا للحصول على معلومات عن الجزيرة التي تفتقر لوسائل الإعلام المستقل، في حين لم تعلق الحكومة الكوبية على هذه التقارير حتى الآن.
وتفيد التقارير بأن الولايات المتحدة أخفت الروابط التي تربطه بشبكة الإنترنت من خلال سلسلة من الشركات الوهمية ومن خلال إرسال الرسائل بطرق غير مباشرة وسرية عبر بلدان أخرى.
وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف إنه لا يوجد «شيء سري أو خفي حول هذا البرنامج». كما ذكرت أن البرنامج الذي بلغ حجم تمويله 1.2 مليون دولار وانتهى في عام 2012 أطلق لإمداد الكوبيين بـ«منصة للتعبير»، وأن الولايات المتحدة لم تطرح «محتوى سياسيا من أي نوع على هذه المنصة». ثم أضافت: «نحن ندع الكوبيين يفعلون ذلك بأنفسهم»، موضحة أن البرنامج حظي بتسهيل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأفادت أنه نظرا للبيئة «المعادية» في كوبا، جرى التعامل مع البرنامج بـ«تكتم».
من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أيضا إن «الترجيحات التي أشارت إلى أنه كان برنامجا سريا خاطئة».
وكان النظام يهدف في البداية إلى إنشاء قاعدة مشتركين تتيح لهم مناقشة الموضوعات اليومية مثل الرياضة والطقس، ولكن مسؤولين أميركيين خططوا لجعل النظام ينقل رسائل سياسية على أمل حمل المشتركين، وخصوصا الشباب منهم، على إبداء سخطهم على النظام الشيوعي في البلد، حسب «أسوشييتد برس».
كان الرئيس الكوبي راؤول كاسترو قد تحدث في يناير (كانون الثاني) الماضي عن «محاولات» من جانب كيانات أجنبية لتوفير منصات تهدف إلى جلب أفكار ليبرالية جديدة ببراعة إلى الجزيرة الشيوعية، لكنه لم يقدم أمثلة ملموسة.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.