الناطق باسم قوات {البنيان المرصوص}: دخلنا المرحلة الأخيرة لسحق «داعش» في سرت

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الطائرات الأميركية أتت من حاملة بالمتوسط أو من إيطاليا

الناطق باسم قوات {البنيان المرصوص}: دخلنا المرحلة الأخيرة لسحق «داعش» في سرت
TT

الناطق باسم قوات {البنيان المرصوص}: دخلنا المرحلة الأخيرة لسحق «داعش» في سرت

الناطق باسم قوات {البنيان المرصوص}: دخلنا المرحلة الأخيرة لسحق «داعش» في سرت

أبلغ الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص، التي تشنها قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني في مدينة سرت الليبية «الشرق الأوسط»، أن الطائرات العسكرية الأميركية نفذت، أمس، غارات جوية جديدة ضد مواقع تابعة لتنظيم داعش، لافتا إلى أن عدد الغارات الجوية التي نفذتها المقاتلات الأميركية بلغت أول من أمس سبع غارات.
ورغم أن العميد محمد الغصري رفض تحديد مكان إقلاع الطائرات الأميركية في طريقها لضرب مواقع تنظيم داعش في مدينة سرت، فإنه قال في تصريحات خاصة عبر الهاتف من مدينة مصراتة إنه «من الممكن أن تكون هذه الطائرات مقبلة من فوق متن إحدى حاملات الطائرات الأميركية (في البحر المتوسط) أو من إيطاليا».
وأضاف الغصرى: «الآن حصلنا على غطاء جوي أميركي، وقواتنا تتقدم على الأرض، وهذا الغطاء سيسهل لنا المزيد من تحقيق تقدم مستمر وتقليص حجم الخسائر البشرية»، معتبرا أنا ما سماه «المرحلة الأخيرة لسحق تنظيم داعش» قد بدأت بالفعل بعد التدخل الأميركي.
لكن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أعلن، أمس، في المقابل أن بلاده ستدرس أي طلب أميركي بالسماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة سيجونيلا الجوية في صقلية، لتوجيه ضربات لتنظيم داعش في ليبيا، وقال مصدر بالحكومة الإيطالية إن إيطاليا لم تتلق أي طلبات حتى الآن، وأضاف بإمكان الحكومة الموافقة على استخدام القاعدة الواقعة في شرق صقلية دون الحاجة إلى تصويت في البرلمان. وامتنعت روبين ماك، المتحدثة باسم القيادة الأميركية في أفريقيا، عن إعطاء أي تفاصيل بشأن الضربات الأميركية أو من أين أطلقت. وتضم سيجونيلا محطة جوية بحرية أميركية وقاعدة للقوات الجوية الإيطالية، حيث تستخدم في بعض الأحيان لتقديم الدعم اللوجيستي للقوات الأميركية وغيرها من قوات حلف شمال الأطلسي.
في المقابل، نفى الغصري احتمال أن تشارك فرنسا أو بريطانيا في الغارات الجوية الأميركية، وأضاف: «قيام سلاح الجو الأميركي بغارات جوية يكفي بفضل الإمكانيات التي يمتلكها»، وردا على سؤال حول ما إذا كانت غرفة عمليات البينان المرصوص تقدم أي معلومات أو إحداثيات بشأن مواقع تنظيم داعش في سرت للطرف الأميركي، قال الغصري: «ليسوا (الأميركيون) في حاجة إلى ذلك، فلديهم وسائلهم وإمكانياتهم المعروفة جيدا».
كما نفى وجود أي مسؤول عسكري أميركي في غرفة العمليات في سرت، مشيرا إلى أن التنسيق يتم مباشرة بين القوات الأميركية وغرفة العمليات، لكنه رفض الإفصاح عن المزيد من التفاصيل. لكن مصادر عسكرية أخرى قالت في المقابل، مشترطة عدم تعريفها، أن ضابط اتصال أميركيا على الأقل موجود بالغرفة في إطار التنسيق المشترك بين الجانبين الليبي والأميركي.
واعتبرت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الموجود في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، أن التدخل الأميركي يمثل دعاية سياسية للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية. وقالت في بيان لها أنها تستهجن وقوف أميركا مع طرف دون آخر، ووصفت هذا التدخل بازدواجية المعايير والتسويق للمجلس الرئاسي لحكومة السراج الذي وصفته بـ«غير الدستوري»، وطالبت اللجنة في بيان لها بحضور السفير الأميركي إلى مقر مجلس النواب بمدينة طبرق بتوضيح «هذه الضربات والخروقات الجوية من دون إذن وتنسيق مسبق»، على حد تعبيرها.
وطبقا لما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على لسان الناطق الرسمي باسمها بيتر كوك، فإن ضربات جوية أميركية ضد مقاتلي تنظيم داعش المتشدد في مدينة استهدفت، أول من أمس، موقع دبابة (من طراز «تي 72») وسيارتين للتنظيم.
وقال كوك في مؤتمر صحافي: «الضربات التي نفذت استهدفت موقعا محددا لدبابة، كما استهدفت ضربة ثانية سيارتين للتنظيم، وأضاف أن أقل من 1000 وربما بضع مئات من (داعش) لا يزالون في سرت». وأضاف كوك أن الهدف هو «مساعدة حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا لتتخذ إجراءات استراتيجية وحاسمة».
وبعد ساعات على الغارات الأميركية، زار فائز السراج وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها، غرفة عمليات «البنيان المرصوص» للوقوف على العمليات العسكرية في مختلف المحاور.
وقال المكتب الإعلامي للسراج في بيان إنه جرى لقاء مع آمر الغرفة والقيادات العسكرية وسلاح الطيران التابعة لها؛ حيث أوضح القادة العسكريون الأماكن التي استعادتها قوات البنيان المرصوص مؤخرا، والتقدم الكبير الذي تحقق على جميع محاور القتال، وأكد السراج وضع كل الإمكانيات المتاحة لدعم قوات «البنيان المرصوص»، مشيدا بما حققته من انتصارات باهرة، على حد قوله.
وأعلنت قوات حكومة السراج أنها أحكمت سيطرتها بالكامل على حي إضافي في وسط مدينة سرت لتضييق بذلك الخناق على «داعش»، حيث قالت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»» الثلاثاء أنها باتت تسيطر بشكل كامل على حي الدولار في وسط سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة الليبية طرابلس، الذي اقتحمته قبل نحو يومين.
ولقي خمسة عناصر من عناصر هذه القوات مصرعهم وأصيب 20 آخرون جراء الاشتباكات مع تنظيم داعش بسرت، حيث أكد مصدر طبي في مستشفى مصراتة المركزي سقوط خمسة قتلى و20 جريحا من قوات (البنيان المرصوص) في سرت. وأضاف أن القتلى والمصابين جميعهم سقطوا جراء الاشتباكات العنيفة التي دارت في محيط قصور الضيافة والفنادق ومجمع عيادات المركز الطبي بالمدينة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.