استخدام تقنية المعلومات يوفر 50 % من تكاليف المنشآت الصغيرة والمتوسطة

يتوقع أن يصل نمو السوق إلى 5 مليارات دولار في 2019

استخدام تقنية المعلومات يوفر 50 % من تكاليف المنشآت الصغيرة والمتوسطة
TT

استخدام تقنية المعلومات يوفر 50 % من تكاليف المنشآت الصغيرة والمتوسطة

استخدام تقنية المعلومات يوفر 50 % من تكاليف المنشآت الصغيرة والمتوسطة

كشف تقرير متخصص أن تبسيط البنية التحتية لتقنية المعلومات، يساعد المنشآت الصغيرة والمتوسطة على توفير 50 في المائة من تكاليف التشغيل، في ظل الاعتماد على الاقتصاد الرقمي.
وبحسب التقرير، فإن هناك نموا متزايدا في عدد الشركات التي تعمل على تحقيق المحاكاة الافتراضية لبنيتها التحتية الخاصة بتقنية المعلومات، أي تشغيل نُظم برمجية متعددة على الأجهزة نفسها دون الحاجة إلى زيادة الأجهزة، لتتمكن من تشغيل تطبيقاتها التجارية المتعددة على خوادمها المتاحة، الأمر الذي يتيح خفض تكاليف تشغيل الأجهزة بنسبة 50 في المائة إلى جانب تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 80 في المائة.
وأشار التقرير إلى أن اعتماد الشركات الصغيرة والمتوسطة على التقنية يتيح لها تجميع تقنيات تخزين البيانات ومعالجتها وتقنيات المحاكاة الافتراضية، في كتلة حوسبية واحدة مبسّطة سهلة الاستخدام يتم تجميعها صناعيًا، ويُطلق عليها اسم «البنية التحتية المقارَبة». وتصبح هذه البنية، إذا ما أضيفت إليها طبقة من الإعدادات التقنية المؤتمتة: «بنية تحتية شديدة المقارَبة».
من جهته قال زياد البسام رئيس مجلس إدارة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في غرفة جدة (غرب السعودية) إن هناك اهتماما كبيرا من قبل شباب الأعمال وأصحاب المبادرات من ناحية الاعتماد على التقنية الحديثة في توفير المال والوقت والجهد، خاصة في بداية تأسيس مشاريعهم، مشيرًا إلى أن التقنية الحديثة أسهمت في توفير كثير من التكاليف فيما يتعلق بإنجاز الأعمال الهامة والتي كان يتطلب القيام بها توفير طاقة بشرية، لافتا إلى أن الغرف السعودية تسعى إلى احتضان أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومساعدتهم في بناء مشاريعهم وتقديم المشورة لهم في المجالات كافة بما في ذلك قطاع تقنية المعلومات.
ودعا البسام أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى الاهتمام باستخدام التقنية الحديثة في مجال أعمالهم التجارية نظرًا لما تحققه هذه الوسائل من فوائد تسهم في تطوير أعمالهم، وتحقيق دورها في دعم الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أن بعضا من هذه المنشآت لا تزال تعتمد على النمط التقليدي القديم في تسيير أعمالها التجارية.
من جهته أوضح أندرو كالثورب الرئيس التنفيذي لشركة «كوندو بريتفو» أن تقنية المعلومات تشكل عامل تمييز في الأعمال التجارية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في دول الخليج. مشيرًا إلى أنه باستطاعة البنى التحتية المقارَبة «تحقيق منافع مباشرة في توفير الوقت والمال الذي يُنفق على تقنية المعلومات»، موضحًا أن «موظفي تقنية المعلومات سيكونون أكثر تركيزًا على تحقيق أهداف العمل في المهام الحرجة، نظرًا لعدم الحاجة إلى الشعور بالقلق بشأن البنية التحتية التقنية».
وبالعودة إلى التقرير فإنه من المتوقع أن تنمو سوق نظم البنى التحتية شديدة المقارَبة بمقدار ضعفين ونصف لتصل إلى خمسة مليارات دولار بحلول العام 2019 خليجيًا، إلى جانب أن منطقة الشرق الأوسط ستنمو بنسبة 12 في المائة خلال العام الحالي. وتُظهر الأرقام ارتفاع طلب الشركات على تجميع تقنياتها في بُنى تحتية مقارَبة. حيث تولي الكثير من القطاعات والشركات البنى التحتية المقارَبة وشديدة المقاربة مثل البنوك والمؤسسات الحكومية، وهو إقبال يتزامن مع الإقبال الكبير على هذه البنى التحتية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».