اتهامات للحكومة العراقية بتجاهل معاناة النازحين من نينوى

نواب المحافظة يحذرون من كارثة إنسانية

اتهامات للحكومة العراقية بتجاهل معاناة النازحين من نينوى
TT

اتهامات للحكومة العراقية بتجاهل معاناة النازحين من نينوى

اتهامات للحكومة العراقية بتجاهل معاناة النازحين من نينوى

يصطدم الحماس العسكري الذي تبديه بغداد على صعيد العمليات العسكرية لتحرير الموصل، لا سيما بعد تحرير قاعدة القيارة التي بدأت واشنطن بإعادة تأهيلها، برصد نحو 20 مليون دولار لذلك، بعدم القدرة على مواجهة موجات النازحين المتزايدة من مختلف مناطق الموصل، التي يشملها القتال اليوم، لا سيما قضاء الشرقاط.
وفي هذا السياق يقول عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، أحمد مدلول الجربا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحديث الدائر اليوم عن نزوح عشرات الآلاف من المواطنين من قضاء الشرقاط وعدم توفر أبسط الخدمات الإنسانية لهم، يعد لا شيء بالقياس إلى ما هو متوقع من عمليات نزوح وهجرة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعني أننا مقبلون على كارثة إنسانية قد تفوق احتلال (داعش) لأرضنا، لأن تحرير الأرض لا يعني أن نسمح بموت عشرات آلاف المواطنين، لا لشيء إلا لكون الحكومة عاجزة عن تلبية حاجاتهم».
الجربا الذي هو أحد شيوخ قبيلة شمر أبرز قبائل نينوى، يضيف أن «الخطط كان ينبغي أن تكون متكاملة، ففيما تخطط الدولة وأجهزتها العسكرية في الجوانب والأمور التي تتعلق بعمليات التحرير، من حيث تهيئة كل المستلزمات الخاصة بالجهد العسكري، كان ينبغي أن تدرس بعناية أكبر كيفية استيعاب موجات النزوح التي سوف تزيد على المليون نسمة فقط من المناطق التي هي خارج الموصل»، مؤكدًا أنه «في حال وصلت القطعات العسكرية إلى تخوم الموصل، فمن المتوقع نزوح مليون آخر أو ربما أكثر من مواطني المدينة، وهو ما يعني حصول كارثة إنسانية، لا سيما أننا من خلال متابعتنا لما يجري على صعيد مواجهة عمليات النزوح نرى أن الجهود الحكومية تكاد تقترب من الصفر، بينما هناك جهود فردية هي الأكثر فاعلية الآن».
وفي تفسيره للقرار الذي اتخذه رئيس الوزراء حيدر العبادي الخاص بإضافة 15 ألف مقاتل من أبناء نينوى إلى «الحشد الشعبي»، قال الجربا: «في الواقع أن هذا القرار قديم، حيث صدر قبل نحو 3 شهور، لكنه لم يجر تفعيله، ولكن الآن يبدو أنه جرت عملية تفعيله، إذ إن حصة محافظة نينوى حسب الإحصاء السكاني من مقاتلي الحشد هي 15 ألف مقاتل، وحيث يوجد الآن عمليًا 3 آلاف مقاتل يطلق عليهم الحشد الوطني، فإن الذين سيضافون هم 12 ألف مقاتل ضمن الحشد الوطني، وتحت إشراف قيادة عمليات نينوى».
إلى ذلك، أكد عضو البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين، مشعان الجبوري، الذي يتولى إغاثة نازحي قضاء الشرقاط، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن «إقليم كردستان وافق أخيرًا على انتقال المساعدات الخاصة بنازحي الشرقاط عبر الإقليم لتعذر وصولها بشكل مباشر، بسبب سيطرة تنظيم داعش على المنطقة، كما وافق قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري على عبور الرتل الخاص بالمساعدات وتأمين الحماية له». وأضاف الجبوري أن «عملية الانتقال تمت من قاطع تلول الباج عبر تكريت وحمرين وكركوك، ومن ثم نحو مخمور ومنطقة الحاج علي، وبذلك تكون أول بعثة مدنية وصلت للنازحين بهذه الطريقة وتحمل معها المساعدات». وأوضح أنه «بعد مناشدات كثيرة وافقت وزارة الصحة على مد النازحين بالمساعدات في وقت تتفاقم فيه المشكلة إلى الحد الذي بات ينفد لديهم كل شيء، بما في ذلك الماء وأدوية الأمراض المزمنة مثل السكري وغيره، بالإضافة إلى بدء تفشي الأمراض الوبائية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.