العاهل المغربي: نجحنا في جعل 2016 سنة الحزم بشأن الصحراء

قال إن العودة للاتحاد الأفريقي لا تعني أبدًا الاعتراف بكيان وهمي

العاهل المغربي: نجحنا في جعل 2016 سنة الحزم بشأن الصحراء
TT

العاهل المغربي: نجحنا في جعل 2016 سنة الحزم بشأن الصحراء

العاهل المغربي: نجحنا في جعل 2016 سنة الحزم بشأن الصحراء

أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس أن المغرب نجح في جعل 2016 «سنة الحزم»، في ما يتعلق بصيانة وحدة ترابه، والتصدي بكل حزم للتصريحات المغلوطة والتصرفات اللامسؤولة التي شابت تدبير ملف الصحراء، باتخاذ الإجراءات الضرورية التي تقتضيها الظرفية لوضع حد لهذه الانزلاقات الخطيرة.
وقال الملك محمد السادس في خطاب عيد الجلوس الذي وجهه إلى الشعب المغربي أمس بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتوليه حكم البلاد: «سنواصل الدفاع عن حقوقنا، وسنتخذ التدابير اللازمة لمواجهة أي انزلاقات لاحقة، ولن نرضخ لأي ضغط، أو محاولة ابتزاز في قضية مقدسة لدى جميع المغاربة»، وأضاف العاهل المغربي أن «المشاريع التنموية التي أطلقناها بالمنطقة، وما تتيحه الجهوية المتقدمة من إشراك فعلي للسكان في تدبير شؤونهم، سيجعل من جهة الصحراء قطبا اقتصاديا مندمجا، يؤهلها للقيام بدورها التاريخي كصلة وصل، ومحور للمبادلات بين المغرب وعمقه الأفريقي، وكذا مع دول الشمال».
وأكد الملك محمد السادس أن انشغاله بقضايا المواطنين داخل المغرب، لا يعادله إلا العناية التي يوليها لشؤون أفراد الجالية المقيمة بالخارج، معربًا عن تقديره لمدى «مساهمتهم في تنمية بلدهم، وفي الدفاع عن مصالحه العليا»، وعبر عن اعتزازه بقوة «ارتباطهم بوطنهم، وتزايد عدد الذين يحرصون كل سنة، على صلة الرحم بأهلهم، رغم ما يتحملونه من تعب ومشاق السفر، وما يواجهونه من صعوبات».
وبخصوص عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، قال العاهل المغربي إن قرار بلاده العودة إلى الاتحاد «لا يعني أبدًا تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة، أو الاعتراف بكيان وهمي، يفتقد لأبسط مقومات السيادة، تم إقحامه في منظمة الوحدة الأفريقية في خرق سافر لميثاقها»، موضحًا أن رجوع المغرب إلى مكانه الطبيعي، يعكس «حرصنا على مواصلة الدفاع عن مصالحنا من داخل الاتحاد الأفريقي، وعلى تقوية مجالات التعاون مع شركائنا، سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي».
وتقدم ملك المغرب «بعبارات الشكر الجزيل لكل الدول الشقيقة على وقوفها إلى جانب المغرب، في الدفاع عن وحدته الترابية، وتجاوبها الإيجابي مع قرار العودة إلى أسرته المؤسسية، خاصة قادة الدول الـ 28، الذين وقعوا على الملتمس، وباقي الدول الصديقة التي ساهمت في هذه المبادرة».
وفي موضوع الإرهاب، أكد الملك محمد السادس أن المغرب «يعد شريكا فعالا في محاربة الإرهاب، سواء في ما يتعلق بالتعاون الأمني مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، أو من خلال نموذجه المتميز في تدبير الشأن الديني. وهو ما أهله ليتقاسم مع هولندا الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب».
أما في مجال البيئة، فقد أشار الملك محمد السادس إلى أن المغرب ينخرط بقوة في الجهود الدولية لمواجهة التغيرات المناخية، حيث سيحتضن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل المؤتمر الـ22 للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية.
من جهة ثانية، تحدث العاهل المغربي عن تزايد التحديات الأمنية، والمؤامرات التي تحاك ضد المغرب، ودعا إلى مواصلة التعبئة واليقظة، وقال «إن صيانة الأمن مسؤولية كبيرة لا حد لها»، مؤكدًا ضرورة التنسيق بين المصالح الأمنية، الداخلية والخارجية، ومع القوات المسلحة الملكية بكل مكوناتها، ومع المواطنين، وأن أمن المغرب واجب وطني لا يقبل الاستثناء، ولا ينبغي أن يكون موضع صراعات فارغة، أو تهاون أو تساهل في أداء الواجب. وفي هذا السياق عبر العاهل المغربي عن تقديره للجهود الدؤوبة لمختلف المصالح الأمنية، والتضحيات الجسيمة التي يقدمونها في القيام بواجبهم الوطني، وإفشال المحاولات الإرهابية، التي تحاول يائسة ترويع المواطنين، والمس بالأمن والنظام العام، داعيًا الحكومة إلى تمكين الإدارة الأمنية من الموارد البشرية والمادية اللازمة لأداء مهامها على الوجه المطلوب.
وبخصوص الانتخابات التشريعية المقبلة، دعا العاهل المغربي كل الناخبين إلى ضرورة تحكيم ضمائرهم، واستحضار مصلحة الوطن والأمة والمواطنين خلال عملية التصويت، «بعيدًا عن أي اعتبارات كيفما كان نوعها». كما دعا الأحزاب السياسية إلى تقديم مرشحين، تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة، وروح المسؤولية، والحرص على خدمة المواطن، مشددًا القول على أن أحزاب الأغلبية مطالبة بالدفاع عن حصيلة عملها خلال ممارستها للسلطة، في حين يجب على أحزاب المعارضة تقديم النقد البناء، واقتراح البدائل المعقولة، في إطار تنافس مسؤول من أجل إيجاد حلول ملموسة للقضايا والمشكلات الحقيقية للمواطنين.



بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

TT

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)

نفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن يكون قد غادر سوريا «بشكل مخطَّط له كما أُشيع»، مؤكداً: «بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)».

وأوضح الأسد، في بيان منسوب إليه نشرته حسابات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع تمدد (الإرهاب) داخل دمشق، انتقلتُ بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها».

وأضاف: «عند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبيَّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش. ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر».

وتابع: «مع سقوط الدولة بيد (الإرهاب)، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه».

وأضاف الأسد في البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمدّ دعمه من شعب آمنَ به».

وأعلنت المعارضة السورية، يوم الأحد 8 ديسمبر، أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً. وورد في بيان المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي: «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد».

وأضافت المعارضة أنه جرى إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري عن أن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعلن الكرملين أن «الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو»، مضيفاً: «منحتهم روسيا اللجوء لدواعٍ إنسانية».

وشكَّلت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة محمد البشير، حتى الأول من مارس (آذار) 2025.