النظام يعلن سيطرته على حلب ويحدد 4 ممرات إنسانية

مصدر معارض أكد لـ «الشرق الأوسط» عدم خروج أي عائلة حتى الآن

جنود جيش النظام يستكشفون حي بني زيد في حلب بعد إحكامهم السيطرة عليه أمس بمساعدة القوات الكردية (أ.ف.ب)
جنود جيش النظام يستكشفون حي بني زيد في حلب بعد إحكامهم السيطرة عليه أمس بمساعدة القوات الكردية (أ.ف.ب)
TT

النظام يعلن سيطرته على حلب ويحدد 4 ممرات إنسانية

جنود جيش النظام يستكشفون حي بني زيد في حلب بعد إحكامهم السيطرة عليه أمس بمساعدة القوات الكردية (أ.ف.ب)
جنود جيش النظام يستكشفون حي بني زيد في حلب بعد إحكامهم السيطرة عليه أمس بمساعدة القوات الكردية (أ.ف.ب)

بعد ساعات على إطباق النظام السيطرة على مدينة حلب، أعلنت روسيا البدء بـ«عملية إنسانية» بالتنسيق مع النظام السوري، في حين قال محافظ المدينة إنه سيتم فتح معابر لخروج المدنيين من الأحياء المحاصرة. وفي حين لم يعلن عن بدء التنفيذ إضافة إلى استمرار إغلاق المعابر، وصفت المعارضة السورية هذا القرار بـ«الخطير» محذرة من عملية تهجير ممنهجة تمهيدا لسيطرة النظام على المدينة، ومهدّدة بعدم المشاركة في أي جولة مفاوضات مقبلة.
ووصف رئيس الائتلاف الوطني، أنس العبدة، ما يحدث في مدينة حلب بـ«جريمة حرب وإبادة وتهجير قسري»، محملاً روسيا المسؤولية القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية عما ينجم من أفعالها الأخيرة بحق الشعب السوري.
وأدان العبدة الإعلان الروسي حول فتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين من حلب، معتبرًا ذلك مخالفًا لالتزامات روسيا، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن، وبالقانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية.
واعتبر مصدر عسكري من داخل حلب أن فتح الممرات مناورة و«خدعة إعلامية» من قبل النظام وروسيا، وأكّد لـ«الشرق الأوسط» «عدم تسجيل خروج لأي عائلة من حلب، كاشفا عن أن إحدى العائلات حاولت المغادرة عبر معبر حندرات، لكنها منعت بحجة أن العناصر لم يتلقوا أوامر بذلك»، وأضاف: «كذلك، المعلومات التي أشارت إلى خروج 30 عائلة عبر معبر بستان القصر، غير صحيحة، إذ إنه بعد التدقيق والتواصل معهم تبين أنّهم من مناطق خاضعة لسيطرة النظام وليس المعارضة». من جهته، أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في الأحياء الشرقية، بعد توجهه إلى أحد المعابر التي تم الإعلان عن فتحها، أنه لا يزال مغلقا في غياب أي حركة للمدنيين في محيطه. مع العلم أنّ محافظ حلب كان قد أعلن عن افتتاح ثلاثة معابر لخروج المواطنين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، لافتا إلى إقامة «مراكز مؤقتة مجهزة بجميع الخدمات الطبية والإغاثية» لإيوائهم، وفق تصريحات نقلها الإعلام السوري الرسمي.
وقال وزير الدفاع، سيرغي شويجو، إن معبرا رابعا سيفتح إلى الشمال من المدينة، بالقرب من طريق الكاستيلو الذي استعاد الجيش السيطرة عليه في الآونة الأخيرة.
وألقت طائرات النظام آلاف المنشورات على أحياء المعارضة طالبت فيها المدنيين بالتعاون ودعت المقاتلين إلى الاستسلام. وأظهرت صورة لما بدا أنه أحد المنشورات خريطة لحلب تحمل عنوان «معابر الخروج الآمن من مدينة حلب»، وعليها أربع نقاط خروج من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهي المشارقة والحمدانية والحاضر، إضافة إلى الليرمون.
وفيما يتعلق بالمساعدات الغذائية، قال المصدر العسكري إنّ المدينة، التي باتت تفتقد وجود المراكز الطبية بعد قصفها، لم يعد لديها ما يكفي من المواد الغذائية لآلاف العائلات المحاصرة، ولا تتعدى حصة كل عائلة أربعة أرغفة من الخبز يوميا، كما قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا: «لا تزال هناك إمدادات تكفي لأسبوعين أو ثلاثة في المناطق الخاضعة للمعارضة من مدينة حلب السورية».
وباتت الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب ويعيش فيها أكثر من مائتي ألف شخص، محاصرة تماما منذ تمكن قوات النظام من قطع طريق الكاستيلو آخر منفذ إليها في الـ17 من الشهر الحالي. وتتعرض هذه الأحياء مؤخرا لقصف جوي كثيف.
من جهته، رأى المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، منذر ماخوس، أن إخراج المدنيين من حلب يهدف إلى تفريغ المدينة من سكانها، كما سيؤدي إلى سيطرة النظام عليها تمهيدا لفرض تغيير ديموغرافي، مشددا على أن الحل ليس بالقصف ولا بإخراج الأهالي.
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، طالب ماخوس روسيا والمجتمع الدولي بتنفيذ اقتراح الأمم المتحدة بفرض هدنة 48 ساعة أسبوعيا، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى العائلات المحاصرة، بدل تهجيرهم من منازلهم. وقال: «إذا لم ينفذ هذا الاقتراح فلن يكون هناك مفاوضات سياسية ولن نشارك في أي جولة مقبلة. لن نذهب لنفاوض النظام وحلب محاصرة والناس يموتون جوعا». وأضاف: «علّقنا المشاركة في الجولة السابقة مطالبين بتنفيذ القرار 2254، وحتى الآن لم يتغير شيء ولم تنفذ بنوده، واليوم نقول إن حلب أصبحت شرطا إضافيا للملفات القديمة وهي من شأنها تغيير كل المعادلة»، مشيرا إلى أن هذه الخطوة من شأنها مضاعفة معاناة المهجرين السوريين الذين لا يزال عشرات الآلاف منهم عالقين بالحدود التركية والأردنية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.