حج منخفض التكلفة لـ19.5 ألف يمني

تشديد على عدم التسييس والطائفية

حج منخفض التكلفة لـ19.5 ألف يمني
TT

حج منخفض التكلفة لـ19.5 ألف يمني

حج منخفض التكلفة لـ19.5 ألف يمني

أقرت السعودية حصول اليمنيين على حصتهم الكاملة من عدد الحجاج، التي بلغت نحو 19.5 ألف حاج، من المقرر وصول أول أفواجهم في 18 أغسطس (آب) المقبل.
وذكر الدكتور فؤاد أبو بكر وزير الأوقاف اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، أن حجاج اليمن حصلوا على تأشيرات الحج كاملة، مشيرًا إلى أنه لم يتبق سوى تأشيرات دخول المنظمين الذين يجب وصولهم قبل الحجاج بوقت كافٍ، لترتيب أمور البعثة اليمنية في الوقت المناسب.
وأكد الوزير اليمني حصول حجاج بلاده على «حج منخفض التكاليف»، مشددًا على أن السلطات اليمنية الشرعية لا تشترط على راغبي الحج إلا «البعد عن الطائفية وعن تسييس الحج تحت أي ذريعة أو أي مبرر».
وأوضح أن عدد التأشيرات التي تمثل الحصة اليمنية من الحج هذا العام، حددت بـ19 ألف و450 تأشيرة، مشيرًا إلى أن هذه الأعداد حددت وفقًا للتعداد السكاني البالغ 25 مليون نسمة، ولكن جرى تخفيض النسبة 20 في المائة في جميع الدول نظرًا لأعمال التوسعة في الحرم المكي الشريف.
ولفت إلى أن قيمة الحج لهذا العام انخفضت بنسبة 29 في المائة من سبعة آلاف ريال (1.86 ألف دولار) إلى خمسة آلاف ريال (1.33 ألف دولار)، وهي قيمة منخفضة عن كل الأعوام السابقة، وذلك نتيجة انخفاض العملة اليمنية جراء المشكلات الاقتصادية التي تواجهها اليمن.
وتطرق إلى حرص وزارته على توجيه وكالات الحج اليمنية لتوعية اليمنيين القادمين للسعودية لأداء مناسك الحج بعدم الدخول في المناطق المزدحمة وحفظ النفس، إضافة إلى توعية الحجاج فكريًا من ناحية عدم استخدام أي شعارات سياسية أو توظيف للحج سياسيا أو طائفيًا، مشددًا على أن أي مخالفة من هذا النوع ستعرض وكالة الحج للشطب. وقال إن «أي وكالة لا توعّي الحجاج من الناحية الفكرية وتتهاون في هذا الجانب يتم إلغاؤها وطردها».
وثمن وزير الأوقاف اليمني الجهود التي تقدمها السعودية وقوات التحالف لليمنيين من الناحية الإنسانية والأمنية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.