الاضطرابات الإيرانية تنتقل إلى مناطق الأذريين الأتراك

الأمن واجه مظاهرات واسعة بالاعتقال وقنابل الغاز

متظاهرون أتراك ضد العنصرية في أورمية أمس
متظاهرون أتراك ضد العنصرية في أورمية أمس
TT

الاضطرابات الإيرانية تنتقل إلى مناطق الأذريين الأتراك

متظاهرون أتراك ضد العنصرية في أورمية أمس
متظاهرون أتراك ضد العنصرية في أورمية أمس

انتقلت الاضطرابات في إيران إلى الأقاليم التي تقطنها غالبية من الأذريين الأتراك في شمال غربي البلاد، لتنضم إلى سلسلة المناطق الأخرى التي شهدت في الآونة الأخيرة توترًا بين السكان والنظام على خلفية التمييز العرقي والتجاهل الاجتماعي والتهميش الاقتصادي.
وبعد مقال ساخر, وصف الأتراك بـ«العرق السيئ» بصحيفة «طرح نو» الإيرانية، خرج الآلاف من الأذريين الأتراك أمس، لليوم الثاني على التوالي في مظاهرات احتجاجية على المقال، ثم اتسعت مطالبها لتعبر عن رفض التمييز العرقي عمومًا.
ودعت جمعيات من المجتمع المدني في الأقاليم، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، السكان إلى المشاركة الواسعة ضد الإساءات العنصرية. كما أعلن عدد كبير من الناشطين في المجال الثقافي والإعلاميين وعدد من المسؤولين المحليين احتجاجهم على ما نشرته الصحيفة. وذكر موقع «أويان نيوز» المحلي أن 1500على الأقل شاركوا في مظاهرات بمنطقة تبريز، وأن السلطات واجهتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع واعتقلت العشرات من الناشطين.
بدوره، اعتذر رئيس مجلس إدارة الصحيفة محمد رضا رباني عن الإساءة للأذريين، معلنا وقف إصدارها, في حين أفادت وكالة «إيرنا»، بأن الصحيفة ستحاكم وفقا للفقرة الرابعة من المادة السادسة لقانون الصحافة، وهي فقرة تتحدث عن منع نشر مواد تؤجج النزاعات القومية. ولم تسبق حتى الآن إدانة أي صحيفة إيرانية بموجب هذا القانون، رغم تكرار حالات الإساءات العنصرية خلال السنوات الماضية.
ويشكل الآذريون ثلث سكان العاصمة طهران كما يعتبرون ثاني أكبر قومية في البلاد بعد الفرس. وتقدر الإحصائيات الرسمية عدد الآذريين بين 16 في المائة إلى 25 في المائة من عدد السكان أي ما يعادل بين 12 إلى 16 مليونا. في المقابل يقول الأذريون إن عددهم يتجاوز 26 مليونا.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.