اجتماع عسكري روسي ـ أميركي في جنيف لبحث تنفيذ الاتفاق حول سوريا

واشنطن تطلب هدنة أسبوعاً لفصل {النصرة} عن المعارضة

اجتماع عسكري روسي ـ أميركي في جنيف لبحث تنفيذ الاتفاق حول سوريا
TT

اجتماع عسكري روسي ـ أميركي في جنيف لبحث تنفيذ الاتفاق حول سوريا

اجتماع عسكري روسي ـ أميركي في جنيف لبحث تنفيذ الاتفاق حول سوريا

لا يقتصر النشاط الأميركي - الروسي حول تسوية الأزمة السورية على الجانب الدبلوماسي ولقاءات وزيري الخارجية كيري ولافروف، فقط، بل يشمل محادثات بين العسكريين من المنتظر أن تعقد قريبا في جنيف لتنفيذ الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه في موسكو، ولم تتضح كامل تفاصيله حتى الآن.
ويعكف عسكريون من البلدين على وضع خرائط لتحديد مناطق انتشار مجموعات المعارضة، ومناطق انتشار المجموعات الإرهابية. غير أن كل تلك الخطوات التمهيدية قد لا تكون كافية لتنفيذ التوافقات الأخيرة، إذ يبدو أن الولايات المتحدة بحاجة إلى توفير ظروف في سوريا تساعدها على إنجاز «واجبها المنزلي» بالفصل بين الطرفين في سوريا.
في هذا السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف، الذي يشارك في المحادثات مع الجانب الأميركي حول سوريا في جنيف، أن خبراء عسكريين من روسيا والولايات المتحدة سيعقدون اجتماعًا في جنيف خلال الفترة القريبة القادمة، لبحث تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات لافروف - كيري في موسكو، بحسب تصريح غاتيلوف لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية، مساء أول من أمس. وفيما يبدو أنه توضيح لمعلومات تناقلتها وسائل إعلام حول اجتماع عسكري روسي - أميركي مهم مرتقب في موسكو مطلع أغسطس (آب) المقبل، قال غاتيلوف إن الاتصالات بين العسكريين من الجانبين مستمرة وشبه يومية، لافتًا إلى أن الخطوات اللاحقة التي يجب أن يتخذها الجانبان «بحاجة إلى المزيد من البحث والتوافق»، مرجحًا أن يجري اللقاء في جنيف خلال أيام. و«سيركز العسكريون خلاله بصورة خاصة على تحديد مناطق الفصل بين جبهة النصرة والمعارضة المعتدلة»، وفق جينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي.
وأكدت مصادر متقاطعة من جنيف وفيينا لـ«الشرق الأوسط»، أن «العسكريين الروس والأميركيين يستعدون لاجتماع جنيف الذي سيكون غاية في الأهمية والتعقيد في آن، نظرًا لأن المجتمعين سيضعون الخريطة الميدانية (الآنية) لخطوط الفصل. والمقصود بكلمة (آنية) أو (راهنة)، مناطق انتشار المجموعات في الوقت الحالي والتي سيتم بموجبها توجيه الضربات الأولى ضد مواقع (جبهة النصرة)، على أن يتم تعديلها تباعا وفق للتغيرات على الأرض».
وأوضح المصدر من فيينا أن التعقيد في الأمر يعود إلى تضارب في المعطيات لدى الجانبين بسبب التداخل الشديد بين مواقع «جبهة النصرة» والمجموعات المعارضة، واصفًا العمل الذي سيكون على العسكريين إنجازه بأنه «أحجية غاية في التعقيد، وإيجاد حل لها، سيكون له تأثير كبير على مسار الجهود الروسية الأميركية المشتركة لصياغة اتفاق يؤدي إلى وقف أعمال العنف في سوريا ومواصلة التصدي للإرهاب، وإطلاق المفاوضات في جنيف».
في غضون ذلك وفي شأن متصل قالت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إنه وبناء على معطيات متوفرة لديها، فإن «الولايات المتحدة تصر على إعلان هدنة مؤقتة في سوريا لمدة سبعة أيام كي تتمكن من الفصل بين مجموعات المعارضة المسلحة و(جبهة النصرة)، إلا أن موسكو (تنظر بارتياب إلى هذا الطلب الأميركي)»، بحسب «كوميرسانت» التي لم توضح ما إذا كان كيري قد بحث هذا الأمر مع لافروف خلال محادثاتهما في لاوس يوم أول من أمس، أم لا.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.