مقتل فلسطيني بقصف إسرائيلي على الضفة ومنظمة التحرير تدين

الخارجية البريطانية قلقة بشأن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة

مقتل فلسطيني بقصف إسرائيلي على الضفة ومنظمة التحرير تدين
TT

مقتل فلسطيني بقصف إسرائيلي على الضفة ومنظمة التحرير تدين

مقتل فلسطيني بقصف إسرائيلي على الضفة ومنظمة التحرير تدين

بعد اشتباكات استمرت ثماني ساعات، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيا، قالت إنه مسؤول عن هجوم نفذ بداية الشهر الحالي، وأسفر عن مقتل حاخام إسرائيلي قرب مدينة الخليل، وهي العملية التي ردت عليها إسرائيل بإغلاق شامل لجنوب الضفة الغربية وإجراءات أخرى تعسفية.
وهاجمت قوات إسرائيلية، في ساعة مبكرة من ليل الاثنين الماضي، منزلا في قرية صوريف الفلسطينية قرب الخليل، كان يتحصن فيه محمد الفقيه (29 عاما)، الذي رفض تسليم نفسه وسلاحه، ورد على النار بالنار، وخاض اشتباكا طويلا استمر حتى فجر الثلاثاء، واستخدمت فيه القوات الإسرائيلية الصواريخ والقنابل والجرافات بهدف قتله.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن قوات الأمن الإسرائيلية قتلت الرجل المسؤول عن الهجوم الذي وقع في الأول من يوليو (تموز) وقتل فيه الحاخام مايكل مارك. وأضاف الجيش أن قواته أطلقت عددا من الصواريخ المضادة للدروع باتجاه المنزل، ومن ثم قامت بهدمه بواسطة آلية هندسية، فقتلت الفقيه، وعثرت معه على رشاش من نوع كلاشنيكوف وقنبلة يدوية وحزام ناسف.
وتبنت حركة حماس الفقيه، وقالت إنه عضو في كتائب القسام (جناحها العسكري).
وكان الفقيه، الذي اعتقل لدى إسرائيل لمدة 4 سنوات في العام 2006، دخل السجن وهو عضو في حركة الجهاد الإسلامي، غير أنه انضم داخل السجن إلى حركة حماس.
وتوصلت إسرائيل إلى الفقيه، بعد عمليات بحث وتحقيق واعتقالات في جنوب الضفة الغربية، استمرت منذ بداية الشهر. وكانت قد أغلقت مدينة الخليل وحاصرت قرى محيطة بها، في إطار حملة ضخمة للبحث عن منفذ عملية قتل الحاخام.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش بالتعاون مع الشاباك الإسرائيلي، اعتقل في أوقات مختلفة، ثلاثة فلسطينيين لصلتهم بالهجوم، من بينهم أحد عناصر السلطة الفلسطينية وشقيق الفقيه وأحد أقربائه.
وقال ناطق عسكري إن مطاردة الخلية المسؤولة عن قتل الحاخام، بدأت في 4 يوليو، بعد ثلاثة أيام من مقتله، عندما جرى اعتقال محمد عمايرة، وهو عضو في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، واعترف للمسؤولين في الشاباك، خلال التحقيق معه، بأنه هو من قاد السيارة في الليلة التي وقع فيها الهجوم، ولكن الفقيه هو من أطلق النار. وقادت هذه الاعترافات، إلى اعتقالات أخرى، وصولا إلى الفقيه نفسه الذي كان يتحصن، كما يبدو، في منزل أحد أجداده.
ونعت جميع الفصائل الفلسطينية الفقيه، وقالت إن دماءه تجدد الانتفاضة. كما أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، جريمة قتل الفقيه واستهداف منزله بالصواريخ المضادة وآليات حربية وتدميره.
وقال عريقات في بيان: «لعل هذا الهجوم المنظم الذي تنفذه قوات الاحتلال المدججة بالسلاح ضد شعب أعزل تحت الاحتلال، هو خير دليل للمجتمع الدولي على تنفيذ إسرائيل لمخططات تهجير شعبنا الفلسطيني قسرًا، في الوقت الذي تكثف فيه توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في فلسطين المحتلة، وهو الرد الإسرائيلي على التقارير الدولية التي حاولت المساواة بين قوة الاحتلال وشعب تحت الاحتلال».
وأَضاف عريقات: «إن عدم قيام المجتمع الدولي بدوره في مواجهة الخروقات الإسرائيلية، يضعه في خانة المسؤولية المباشرة عن الاعتداءات التي تمارس بحق أبناء شعبنا».
في سياق متصل، أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية، توباياس إلوود، عن قلقه بشأن خطط بناء 770 وحدة استيطانية بين القدس وبيت لحم. وقال الوزير، في تصريح وزّعه مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي: «يقلق المملكة المتحدة أن ترى حدوث تقدم في خطط لبناء 770 وحدة استيطانية بين القدس وبيت لحم. كما قلنا بوضوح من قبل، أي نشاط استيطاني يعتبر غير قانوني بموجب القانون الدولي، ويقوض فرص حل الدولتين».
وأضاف الوزير إلوود قائلا: «ما يقلق المملكة المتحدة بشكل خاص، هو ما لهذه المستوطنات من آثار محتملة على الأقلية المسيحية من الفلسطينيين في المنطقة، الذين تضرروا أصلا من استئناف بناء الجدار الفاصل على أراضٍ فلسطينية في وادي اللطرون».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.