حملة دولية بـ7 لغات على التواصل الاجتماعي تفند مفاهيم «داعش» الدموية

تبرز مزاعم التنظيم في «الذبح والتفجير والهجرة لأرض الخلافة»

حملة دولية بـ7 لغات على التواصل الاجتماعي تفند مفاهيم «داعش» الدموية
TT

حملة دولية بـ7 لغات على التواصل الاجتماعي تفند مفاهيم «داعش» الدموية

حملة دولية بـ7 لغات على التواصل الاجتماعي تفند مفاهيم «داعش» الدموية

في خطوة لتفنيد أفكار تنظيم داعش الإرهابي المنحرفة والدموية التي تدعو إلى العنف والتفجير في جميع دول العالم، تطلق مصر حملة توعوية دولية لتوضيح المفهوم الصحيح للجهاد في الإسلام وتصحيح الأفكار المغلوطة، وقال مصدر مصري إن الحملة سوف تتعرض للتهديدات التي يعتمد عليها التنظيم في استخدام فيديوهات مصورة ذات طابع هوليودي من حيث المؤثرات البصرية والأصوات الخلفية التي تبعث الرهبة، واستخدام عبارات تبعث على الذعر مثل «التهديد بسبي النساء والأطفال وسلب الأموال وعرض مشاهد الدماء والإعدامات العشوائية»، مضيفا أن «الحملة سوف تبرز مزاعم الجهاد والمجاهد»، والآيات التي يستند إليها التنظيم في «الذبح والدهس والقتل والتفجير».
ويشارك في الحملة أكثر من 50 شابا مدربا يجيدون مختلف اللغات بهدف نشر ثقافة الوسطية والسلام من خلال التواصل مع الشباب في ربوع العالم كافة، لتصحيح الأفكار والمفاهيم المغلوطة التي تروج لها جماعات التطرف والإرهاب وتفنيد ما تثيره من شبهات. وتنطلق الحملة تحت عنوان «مفهوم الجهاد في الإسلام» ويقودها مرصد الأزهر باللغات الأجنبية بـ7 لغات على مواقع الإنترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتستمر لمدة شهر.
وقال المصدر المصري إنه سيتم التأكيد أن «داعش» في كل موقف ينتقون النص الذي يناسب أفكارهم غير عابئين ولا ملتفتين إلى النصوص الأخرى التي تقلب أحكامهم جهلا وحماقة وليست من الإسلام في شيء... وإنهم بمثل هذه الآيات والأحاديث الجزئية يجتذبون الشباب «السذج» ويمارسون عليهم سلطة دينية تجعل ما يقولونه الحق المطلق متجاهلين ما عداه.
وأضاف المصدر: «الحملة للتأكيد أن (داعش) يعتمد على التعميم في خطابه وعدم الخوض في تفاصيل فقهية خلافية قد تكون بالنسبة للمُتلقي الذي لا يمتلك هذه الخلفية مملة لا طائل من ورائها، واعتمادهم على تصوير آرائهم على أنها هي المعتمدة دون منازع، فنجدهم يتبعون في كتاباتهم ألفاظا مثل (اتفق الفقهاء) و(أجمع العلماء)، واعتمادهم على النصوص والأحاديث التي تخدم فكرتهم دون مراعاة لنصوص أخرى مقابلة، فضلا عن تصوير المجاهد على أنه بطل لا يشق له غبار، والعزف على وتر الاضطهاد الذي يتعرض له بعض المسلمين المتشددين في بلادهم وبعض مظاهر التضييق الذي يتعرض له المسلمون في بلدان غير إسلامية، والدعوة إلى الهجرة لـ(داعش) في أرض الخلافة المزعومة، لممارسة الدين الحق دون اضطهاد، بالإضافة إلى الإغراء بالموعود الإلهي لمن يقاتل فيقتل، بأن له الجنة ونعيمها».
ويقول مراقبون إن «من الأساليب التي اعتمد عليها الخطاب الداعشي في تضليل أتباعه وجذبهم إليه (الأحادية في التفكير والطرح)، حيث نجدهم في إصداراتهم ينتقون النصوص الدينية التي يوهم ظاهرها دعم مواقفهم العدائية للحياة والسلام، متجاهلين أن التشريع الإسلامي لم يأت لطائفة أو فئة دون أخرى، وإنما جاء شموليا ليناسب كل الفئات والعصور».
وتتناول الحملة الدولية المصرية تفنيد لغة الخطاب العاطفي التي يعتمد عليها «داعش» والتي تحرك المشاعر الدينية لدى الغيورين على دينهم، مما يظهرهم في أعين هؤلاء أنهم هم المسلمون الحق القائمون بدين الله تعالى في أرضه.
ويقسم مرصد الأزهر خطاب «داعش» إلى نوعين، الأول وهو «المدرسة العلمية الداعشية» ويناقش الأقوال مناقشة سريعة ويدلل على أن ما ينتهجه التنظيم هو الحق وما عداه باطل، وهذا النوع يستهدف من لديه ثقافة أو خلفية دينية فقهية تجعل عنده بعض الإشكاليات مع المواقف الداعشية الفجة من قتل وذبح ونحر، وفي هذا الخطاب شبه العلمي المعضد بالنصوص المجتزأة والمبتسرة من سياقها يستطيع الخطاب الداعشي القضاء على الإشكاليات البسيطة لدى هؤلاء مما يؤهلهم للانتماء تحت لوائهم، مقتنعين أن هؤلاء هم أهل الله ورافعو راية الحق في الأرض.
وتابع المرصد: «أما النوع الثاني من الخطاب الداعشي فهو (الخطاب العامي العاطفي) الذي يخاطب (السذج) ممن تدفعهم عاطفتهم الدينية إلى الرغبة في إقامة شرع الله، فتجذبهم الكلمات الرنانة والشعارات التي تكتسى بالدين والصورة الوهمية للبطل المجاهد الذي يقتل أعداء الله كي يقيم الشرع».
وأدان الأزهر بشدة أمس حادث إطلاق النار الذي تعرض له أحد مراكز التسوق بمدينة ميونيخ جنوب ألمانيا، مساء أول من أمس، مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى، مشددا على أن من يستبيحون سفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين بغدر وخسة هم أعداء لكل الشرائع والأديان السماوية والقيم والمبادئ الإنسانية، التي تدعو إلى عصمة الدماء والتسامح والتعايش السلمي.
من جانبه، قال المصدر المصري نفسه، إن الحملة سوف تفند قول التنظيم بـ«إحياء الرق قبل قيام الساعة» ووجوب قتال المشركين مستندين إلى الآية «5 من سورة التوبة»؛ لكن تجاهل التنظيم أن الآية جاءت في عدة آيات كوحدة واحدة في أحكام مشركي مكة، وأن هذا الحكم خاص بهم وحدهم.
مضيفا: «وعن الهجرة لأرض الخلافة المزعومة التي يستند لها التنظيم بأن جميع أرض الله بلاد كفر تجب الهجرة منها، مستدلين على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار)؛ لكن (داعش) تجاهل عن عمد الأحاديث التي تنفي وجوب الهجرة، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)، وكقوله لمن جاء يبايعه على الهجرة: «لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الإسلام».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.