أكثر من 136 ألف نازح من مدن الفلوجة ما زالوا يعيشون أوضاعاً مأساوية

الطرموز: ملف النازحين يستخدم لأهداف سياسية من قِبل صناع القرار

أكثر من 136 ألف نازح من مدن الفلوجة ما زالوا يعيشون أوضاعاً مأساوية
TT

أكثر من 136 ألف نازح من مدن الفلوجة ما زالوا يعيشون أوضاعاً مأساوية

أكثر من 136 ألف نازح من مدن الفلوجة ما زالوا يعيشون أوضاعاً مأساوية

مع استمرار تقدم القوات الأمنية العراقية في عملياتها العسكرية لتحرير باقي المدن والمناطق في غربي محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش، أبدى مجلس المحافظة قلقه من استمرار الوضع المأساوي لآلاف الأسر النازحة من أهالي الأنبار في المخيمات التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، في الوقت الذي تتصاعد فيه معدلات وأرقام النازحين مع استمرار العمليات العسكرية، فيما أبدى المجلس تأييده لبقاء قوات الجيش العراقي في المناطق المحررة في حين رفض تواجد قوات الحشد الشعبي، وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت لـ«الشرق الأوسط»: إن «أوضاع النازحين من أهالي مدن الأنبار تزداد سوءًا يوميًا بعد آخر بسبب عدم توفر أبسط مقومات الحياة لآلاف الأسر الموجودة في مخيمات النزوح بسبب التقصير المتعمد الذي طال النازحين من قبل وزارة الهجرة والمهجرين، والجهات التنفيذية في حكومة الأنبار المحلية التي لم تكن بمستوى المسؤولية».
وأضاف كرحوت «إن أكثر من 136 ألف نازح من مدن الفلوجة وغربي الأنبار يعيشون في ظل تلك الأوضاع المأساوية في مخيمات النزوح، وتعتمد تلك العائلات في معيشتهم على ما يصلهم من مساعدات إنسانية تتبرع بها منظمات مدنية وناشطون، في غياب الدور الحكومي». يأتي ذلك في الوقت الذي استعادت فيه القوات العراقية السيطرة التامة على عدد من المدن الكبيرة في الأنبار، أبرزها الرمادي وهيت والفلوجة والرطبة، فيما لا تزال تلك المدن غير مؤهلة لإعادة سكانها إليها بسبب عدم تطهيرها بشكل كامل من العبوات الناسفة والمخلفات الحربية في الوقت الذي شهدت تلك المناطق دمارا كبيرا بسبب العمليات العسكرية، وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت مطلع العام الحالي عدم قدرتها على دعم النازحين العراقيين بسبب نقص حاد في التمويل؛ ما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الشعبية والإعلامية العراقية، متسائلين عن قدرات الأمم المتحدة وإمكانات الدول المانحة.
في هذه الأثناء، كشف عضو مجلس محافظة الأنبار، أركان خلف الطرموز، عن قيام محافظ الأنبار المقال صهيب الراوي بإرجاع مبلغ 40 مليار دينار إلى وزارة المالية كانت مخصصة لتعويض المتضررين، عازيا ذلك إلى عرقلة إعادة العائلات النازحة إلى مناطق سكناها لحين إجراء الانتخابات، وقال الطرموز في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «مبلغ 40 مليون دينار كانت مخصصة للمتضررين من أهالي المحافظة جراء العمليات العسكرية والإرهابية، تم إرجاعها إلى وزارة المالية من قبل المحافظ المقال في خطوة تهدف إلى عرقلة مساعي عودة العائلات النازحة إلى مناطق سكناها لحين إجراء الانتخابات وفوز الراوي وحزبه في الانتخابات؛ ليتم بعد ذلك إطلاق التعويضات للحصول على مآرب سياسية».
وأضاف الطرموز «إن عملية إعادة المبلغ المذكور إلى وزارة المالية تؤكد استخدام قضية النازحين لتحقيق مآرب سياسية، وهذا ما جعل الآلاف من الأسر تعيش في ظل ظروف كارثية ومأساوية».
في هذه الأثناء، يعقد في العاصمة الأميركية واشنطن مؤتمرا للمانحين لمساعدة العراق، وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه «يأمل في جمع ملياري دولار على الأقل خلال المؤتمر لمساعدة هذا البلد الذي تمزقه الحرب». كما تعهدت بريطانيا تقديم 50 مليون جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية الجديدة للعراقيين المضطهدين من قبل «داعش».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».