العبادي يستعد لإجراء حوارات سياسية لتعديل وزاري شامل

الصدريون: لسنا جزءًا من الحراك والمدنيون قلقون

الرئيس حيدر العبادي خلال زيارته لثكنة عسكرية في الرمادي (رويترز)
الرئيس حيدر العبادي خلال زيارته لثكنة عسكرية في الرمادي (رويترز)
TT

العبادي يستعد لإجراء حوارات سياسية لتعديل وزاري شامل

الرئيس حيدر العبادي خلال زيارته لثكنة عسكرية في الرمادي (رويترز)
الرئيس حيدر العبادي خلال زيارته لثكنة عسكرية في الرمادي (رويترز)

أعلن القيادي في ائتلاف دولة القانون وعضو البرلمان العراقي، علي العلاق، أن تسمية وزراء جدد تقتضي حوارات مع الكتل السياسية في سبيل اختيار البدلاء. وفي أول تعقيب على قيام العبادي بقبول استقالة ستة وزراء من حكومته كانوا قدموا استقالاتهم خلال الشهور الماضية، قال العلاق، وهو مقرب من العبادي، في تصريح صحافي، إن «رئيس الوزراء حيدر العبادي لا يريد تجاوز الكتل في ترشيح الوزراء». وأضاف العلاق أن «الكتل إذا حاولت أن تعرقل المشروع، فالخيار سيكون للعبادي وسيتخذ صلاحياته وقراراته الخاصة»، مشيرًا إلى أنه «لا يوجد موعد محدد لحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي للبرلمان من أجل تقديم الأسماء». وفي حين دعت جبهة الإصلاح البرلمانية إلى اختيار وزراء مستقلين بدلا عن الوزراء الذين استقالوا مؤخرا، مهددة بعدم التصويت على أي مرشح خلافا لذلك، فإن التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر أكد أنه لن يكون بأي حال من الأحوال جزءا من حراك العبادي السياسي مع الكتل.
وقال عضو البرلمان العراقي والقيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «التيار الصدري ليست لديه مشكلة في قبول استقالات الوزراء بل كان هذا هو مطلبنا حين قدم وزراؤنا الثلاثة في الحكومة استقالاتهم». وأضاف الزاملي: «إننا بقدر ما نرحب فيه بهذه الاستقالات فإننا نتمنى أن يكون البدلاء مستقلين ومهنيين ولا ينتمون إلى الأحزاب والكتل السياسية في وقت نأمل فيه أن يتم قبول وتقديم استقالات الوزراء الآخرين»، مشيرا إلى أن «بعض الوزراء المتبقين سوف يتم استجوابهم وإقالتهم من قبل البرلمان». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان التيار الصدري سيكون طرفا في الحوارات السياسية الخاصة بتشكيل الحكومة القادمة، قال الزاملي إن «التيار الصدري لن يشارك في حوارات الاستبدال لأننا ضد المحاصصة أصلا ونحن من سعينا إلى هذا التغيير فكيف يمكن أن نشارك في تكريس المحاصصة والاستبدال الحزبي حيث إن هذا مرفوض بالنسبة لنا تماما».
من جهتها، دعت جبهة الإصلاح النيابية إلى اختيار وزراء مستقلين بدلا عن الوزراء الذين استقالوا مؤخرا. وقالت الجبهة، في بيان لها أمس الأربعاء، إن «الجبهة تبارك خطوة قبول استقالة بعض الوزراء وتأمل في أن تشمل ما تبقى منهم»، داعية إلى «تقديم شخصيات مستقلة مهنية نزيهة من التكنوقراط بعيدا عن تأثير ومزايدات ومنافع الأحزاب والكتل السياسية وبعيدا عن مبدأ المحاصصة والطائفية».
وأضاف البيان أنه من الضروري «عرض تلك الشخصيات برامجها وخططها التي سيعملون عليها في حالة تسلمهم للوزارات التي ستوكل لهم»، معربة عن الأمل في أن «تكون تلك الخطوة لتحقيق التغيير الشامل للإصلاح استجابة لرغبة شعبنا الصابر وتوجيهات مرجعياتنا الرشيدة».
وهددت الجبهة بـ«عدم التصويت على أي مرشح خلاف ما ذكرها». من جهته، أكد المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم الذي ينتمي إليه اثنان من الوزراء الذين قبلت استقالاتهم (وزير النفط عادل عبد المهدي ووزير النقل باقر الزبيدي) أن «الاستقالة التي قدمها وزراؤنا منذ البداية كانت حقيقية ولم تكن مجرد مناورة سياسية مثلما نظر إليها البعض وبالتالي فهي تجسيد حقيقي لرؤيتنا للإصلاح ومصداق له».
وقال رائد فهمي القيادي في التيار المدني الديمقراطي إن «التغيير الوزاري ليس هو الإصلاح في حد ذاته حتى ننظر إليه كإنجاز بل هو جزء من عملية الإصلاح الذي هو من وجهة نظرنا خروج عن منطق المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية وهو ما لا يقدر عليه العبادي طبقا لما بات يتحدث به عن مشاوراته مع الكتل}.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.