الرئيس هادي: الانقلابيون يسعون لتحقيق مشروع ظلامي بغيض

«التحالف» يدمر أطقمًا عسكرية لميليشيا الحوثي.. والجيش اليمني يسيطر على عدة مواقع

الرئيس هادي: الانقلابيون يسعون لتحقيق مشروع ظلامي بغيض
TT

الرئيس هادي: الانقلابيون يسعون لتحقيق مشروع ظلامي بغيض

الرئيس هادي: الانقلابيون يسعون لتحقيق مشروع ظلامي بغيض

حث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قوات الجيش والأمن في بلاده على رفع الجاهزية القتالية لمواجهة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، واصفًا إياهم بأعداء الأمة والوطن والحياة.
وأشار هادي، الذي زار مأرب وتفقد مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بالمحافظة، إلى أن جماعة الحوثي والمخلوع صالح تسعى إلى تحقيق مشروع ظلامي بغيض، من خلال انقلابها على مخرجات الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي.
واستعرض الرئيس اليمني، خلال اجتماع مع قيادة المنطقة، جملة من المعطيات والتطورات التي تشهدها اليمن على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
ومن جانب آخر، استهدف طيرانُ التحالف العربي مواقعَ لميليشيا الحوثي في محافظة حجة، كما قصفت مواقع لهم في منطقة القمع، بمحافظة صعدة والجوف، وشن طيران التحالف غارات على مواقع عسكرية للمتمردين بمنطقة الحاضنة بمديرية المتون، ودمر أطقما عسكرية للميليشيات في جبال حام الأعلى، قتل وأصيب من كانوا على متنها.
ويأتي هذا في وقت تتواصل فيه الاشتباكاتُ في عدد من جبهات القتال. ففي تعز، تصدت القواتُ الشرعيةُ لهجوم للحوثيين على مواقع في حي ثعبات والجحملية شرق المدينة، وحي عصيفرة وتبة الدفاع الجوى شمال المدينة، وقتل 7 من المتمردين الحوثيين وأصيب آخرون في اشتباكات شرق تعز، فيما سيطرت القوات الشرعية على قرية العدان ومواقع بمديرية صبر الموادم، جنوب شرقي مدينة تعز.
واشتدت وتيرة المعارك في محافظة الجوف بين القوات الشرعية والمتمردين الحوثيين وأعوانهم، في مديرية المتون وخب والشعف ومديرية المصلوب والغيل. وذكرت مصادر عسكرية أن المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المتمردين الحوثيين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.