الخارجية الصومالية تنفي حدوث لقاء بين الرئيس شيخ محمود ونتنياهو

زعيم صومالي: القبلية هي العقبة الرئيسية في القضاء على حركة الشباب

الخارجية الصومالية تنفي حدوث لقاء بين الرئيس شيخ محمود ونتنياهو
TT

الخارجية الصومالية تنفي حدوث لقاء بين الرئيس شيخ محمود ونتنياهو

الخارجية الصومالية تنفي حدوث لقاء بين الرئيس شيخ محمود ونتنياهو

نفت وزارة الخارجية الصومالية الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام محلية وأخرى أجنبية على مدى الأيام الماضية حول لقاء سري جمع بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب.
وجاء بيان أصدرته وزارة الخارجية الصومالية: «بينما تقدر الحكومة الصومالية الفيدرالية جميع شركائها، وتسعى إلى إقامة علاقات ذات معنى مع الحلفاء الحاليين والجدد، بهدف تأمين التقدم والازدهار للصومال في المستقبل، فإن الوزارة (الخارجية) تؤكد أن الاجتماع المزعوم بين الرئيس الصومالي ورئيس وزراء إسرائيل لم يحدث». وأضاف بيان وزارة الخارجية الصومالية» أن «الصومال الناشئ خرج بنجاح من ماضٍ صعب إلى عصر جديد من الاستقرار والتقدم، حيث تحولت الزاوية نحو مستقبل أفضل للتنمية. ولذا فإن وزارة الخارجية تعمل بلا كلل من أجل إنشاء وتجديد وتعزيز جميع الشراكات ذات الاهتمام المشترك الذي تخدم مصالحنا الوطنية مع جيراننا وحلفائنا في شتى أنحاء العالم». وتابع البيان: «لذلك، من الأهمية بمكان للصومال مواصلة العمل بشكل فعال مع جميع الشركاء من جميع المستويات، وبشأن جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك مواجهة الإرهاب، وتعزيز التنمية الاقتصادية وتسهيل التجارة».
ولم تحدد المواقع الإخبارية الصومالية والإسرائيلية التي أوردت خبر اللقاء بين الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإسرائيلي المكان الذي دار فيه اللقاء، لكن تناقل الخبر سبق القمة التي جمعت في «عنتيبي» بين رئيس الوزراء الإسرائيلي و7 من قادة دول شرق أفريقيا (أوغندا ورواندا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وجنوب السودان وزامبيا). وتحدثت هذه المواقع الإخبارية عن «اجتماع آخر على مستوى منخفض في القدس في شهر ديسمبر (كانون الأول) (الماضي) شارك فيه ممثلون من وزارة المالية الإسرائيلية ومسؤولون صوماليون». ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على هذه الأخبار نفيا أو تأكيدا. ومن الناحية الرسمية لا يزال الصومال ملتزما بقرار مقاطعة إسرائيل، ولم تقم الحكومات المتعاقبة أي علاقات رسمية أو غير رسمية معها منذ الاستقلال.
وكان الصومال الغائب الحاضر عن القمة الإسرائيلية الأفريقية، وفي زيارته لأربع دول في المنطقة هي إثيوبيا وكينيا (المجاورتين للصومال)، وأوغندا التي تساهم في الجزء الأكبر من قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال، إضافة إلى رواندا، حيث كانت مسألة «محاربة الإرهاب» المحور الرئيسي الذي دارت فيه المناقشات بين قادة هذه الدول ورئيس الوزراء الإسرائيلي الزائر. وتشكل كل من إثيوبيا وكينيا وأوغندا الجزء الأكبر من تحالف إقليمي لمحاربة حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة التي نفذت هجمات دامية في الدول الثلاث انطلاقا من الأراضي الصومالية، استهدف بعضها مصالح إسرائيلية، كما تدعم جيوش هذه الدول قوات الحكومة الصومالية على استعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة حركة الشباب في وسط وجنوب البلاد.
على صعيد آخر قال رئيس حكومة إقليم جوبا لاند في جنوب الصومال «أحمد محمد إسلان» إن القبلية في الصومال هي العقبة الرئيسية في القضاء على حركة الشباب، ولن تكون هناك إمكانية لإلحاق الهزيمة بها إذا لم يتم إنشاء جيش وطني صومالي خال من القبلية». ووصف إسلان القبلية في الصومال بأنها بمثابة «أصنام» يجب تحطيمها نهائيا.
ودعا إسلان القادة الصوماليين إلى تحويل الجهد والمال الذين ينفق في السياسة إلى بناء جيش وطني قوي يتم اختيار أفراده من جميع الأقاليم الصومالية بناء على أساس الولاء للوطن وليس للقبيلة. وتأتي تصريحات أحمد إسلان بعد أيام من إعلان الحكومة الصومالية عن بدء حملة عسكرية جديدة ضد مقاتلي حركة الشباب في مناطق تابعة لإقليم «جوبا لاند» بجنوب البلاد تتخذ منها حركة الشباب قواعد لها منذ السنوات الماضية.
وعلى الرغم من خسارتها لمعظم المناطق الحضرية في وسط وجنوب الصومال، فإن الحركة لا تزال تسيطر على مناطق شاسعة في وسط وجنوب الصومال، وغيرت أساليبها الحربية، حيث تتبع أسلوب الهجمات الخاطفة والتفجيرات في المدن الكبيرة بما فيها العاصمة مقديشو.



المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
TT

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

كثفت الجماعة الحوثية من استهداف قطاع التعليم الأهلي ومنتسبيه في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس الأهلية على المشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية»؛ بغية تجنيدهم للدفاع عن أجندتها ذات البعد الطائفي.

وبحسب مصادر تربوية يمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، دشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام القليلة الماضية حملات تجنيد للطلاب والكادر التربوي من أجل استقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها.

الانقلابيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

ويفرض الانقلابيون الحوثيون على مديري المدارس الخاصة في صنعاء اختيار 15 طالباً و10 تربويين من كل مدرسة في صنعاء؛ لإلحاقهم بدورات تعبوية وعسكرية. كما تتوعد الجماعة - طبقاً للمصادر - الرافضين لتلك التوجيهات بعقوبات مشددة تصل إلى حد الإغلاق وفرض غرامات مالية تأديبية.

وأثار الاستهداف الحوثي الأخير للمدارس موجة غضب ورفض في أوساط الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، فيما اتهم التربويون الجماعة بالمضي في استغلال مؤسسات التعليم بعد تجريفها للحشد والتجنيد.

واشتكى أولياء الأمور في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استهداف أطفالهم بعد أخذهم عنوة من فصول الدراسة دون معرفتهم إلى أماكن مجهولة لتدريبهم على القتال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة، تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.

ونتيجة لذلك الاستهداف، شهد عدد من المدارس الأهلية في صنعاء غياباً ملحوظاً للطلبة والمعلمين الذي رفضوا استمرار الحضور، جراء ما يقوم به الانقلابيون من إجبار على الالتحاق بالدورات القتالية.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن عدداً كبيراً من أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب للمدارس، خصوصاً تلك المستهدفة حالياً من قبل الجماعة، وذلك خوفاً عليهم من الخضوع القسري للتجنيد.

تعبئة مستمرة

أجبر الانقلابيون الحوثيون مديري مدارس «التواصل» و«منارات» و«النهضة» «ورواد»، وهي مدارس أهلية في صنعاء، على إيقاف الدراسة ليوم واحد بحجة عقد اجتماعات معهم. كما ألزمت الجماعة من خلال تلك الاجتماعات المدارس بتوفير ما لا يقل عن 25 طالباً وتربوياً من كل مدرسة للمشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية».

وشهدت إحدى المناطق في ضواحي صنعاء قبل يومين تدريبات عسكرية ختامية لدفعة جديدة تضم أكثر من 250 طالباً ومعلماً، جرى اختيارهم من 25 مدرسة في مديرية الحيمة الداخلية بصنعاء، وإخضاعهم على مدى أسابيع لدورات قتالية ضمن ما تسميه الجماعة «المرحلة الخامسة من دورات (طوفان الأقصى)».

اتهامات لجماعة الحوثي بإجبار مدارس على تقديم مقاتلين جدد (إعلام حوثي)

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن قيادات في الجماعة تأكيدها أن الدورة ركزت على الجانب التعبوي والقتالي، استجابةً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي؛ استعداداً لما يسميه «مواجهة الأعداء وتحرير الأقصى».

يتزامن هذا التحرك الانقلابي مع استمرار معاناة عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في كافة المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ بسبب انقطاع رواتبهم منذ عدة سنوات، مضافاً إليها ارتكاب الجماعة سلسلة لا حصر لها من الانتهاكات التي أدت إلى تعطيل العملية التعليمة بعموم مناطق سيطرتها.

وكانت الجماعة الحوثية أخضعت في أواخر أغسطس (آب) الماضي، أكثر من 80 معلماً وتربوياً في مديرية الصافية في صنعاء لدورات تعبوية وقتالية، كما أرغمت المدارس الأهلية في صنعاء، في حينها، على إحياء مناسبات ذات منحى طائفي، تُضاف إلى أنشطة تعبوية سابقة تستهدف أدمغة وعقول الطلبة بهدف تحشيدهم إلى الجبهات.

وتتهم عدة تقارير محلية وأخرى دولية جماعة الحوثي بأنها لم تكتفِ بتدمير قطاع التعليم في مناطق سيطرتها، من خلال نهب مرتبات المعلمين واستهداف وتفجير المدارس وإغلاق بعضها وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، بل سعت بكل طاقتها لإحلال تعليم طائفي بديل يحرض على العنف والقتل والكراهية.