السعودية: 17 ألف ماكينة صرف متأهبة لتوفير النقد أيام العيد

حافظ: لا توجد مشكلة سيولة وأي شكوى بذلك مرجعها الشركات وليس البنوك

السعودية: 17 ألف ماكينة صرف متأهبة لتوفير النقد أيام العيد
TT

السعودية: 17 ألف ماكينة صرف متأهبة لتوفير النقد أيام العيد

السعودية: 17 ألف ماكينة صرف متأهبة لتوفير النقد أيام العيد

كشف مسؤول سعودي لـ«الشرق الأوسط»، أن البنوك السعودية في أتم جاهزيتها للتعامل مع العملاء خلال الأيام الأخيرة من رمضان وإجازة عيد الفطر المبارك، والإجازة المدرسية الصيفية، من حيث وفرة النقد وعمل أجهزة الصراف الآلي البالغ عددها 17 ألف جهاز، قاطعا بعدم إبلاغهم بأي شكوى بعدم وجود نقد في أجهزة الصرافات للبنوك، مشيرا إلى أن البنوك ملتزمة بموجب اتفاقيات مبرمة مع الشركات التي تودع رواتب موظفيها بالحصول على رواتبهم دون تأخير.
وعزا طلعت حافظ، أمين لجنة الإعلام والتوعية المصرفية للبنوك السعودية، بروز أي مشكلة لبعض العملاء بعدم وجود نقد في أجهزة الصراف المعينة، لأحد سببين، إما بسبب عدم توقيع الشركات المعنية على الاتفاقية الملزمة مع البنوك السعودية، أو بسبب مشكلات فردية مرتبطة بنواح تقنية أو فنية، منوها بأن المشكلة الأخيرة تعتبر هي المشكلة الأقل حدوثا بين المشكلات المصرفية الأخرى، ولا تزيد على 3 في المائة فقط.
وأكد حافظ على وجه العموم أن البنوك السعودية ملتزمة وفقا لاتفاقيات بينها وبين عملائها من الشركات، فيما يتعلق بجانب إيداع الرواتب وسحبه، مبينا أن الشركات الملتزمة، أودعت في 25 من الشهر ولا توجد هناك مشكلة بسببها، مشيرا إلى أن الدولة وضعت الرواتب يوم 20 من الشهر، وليس فيها مشكلة، منوها بأنه حتى إن بعض الشركات تودع رواتب موظفيها في أوقات متقدمة بما يتناسب مع شهر رمضان.
ووفقا لذلك، لا يعتقد حافظ، على وجه العموم أن هناك مشكلات بإيداع الرواتب وصرفها، مع قطاع البنوك شريطة أن يتم إيداع الراتب من الجهة المتعاقدة معها على صرف الرواتب، مبينا أن هذه الجزئية مفروغ منها، مطالبا أصحاب الشكاوى بتحديد الصرافات والبنوك التي تتبع لها بتبليغ الجهات المعنية لكشف حقيقتها فيما يتعلق بوجود النقد من عدمه، مشيرا إلى أنه لم تصلهم شكاوى بهذا الوضع حتى الآن.
وفيما يتعلق بالصرف الآلي، أكد حافظ تأكيدا قاطعا أن لدى البنوك السعودية خبرات متراكمة على مدى أكثر من ثلاثة عقود منذ تعاملاته الإلكترونية، ولديها تجارب أيضا فيما يتعلق بالاحتياطي التقريبي، لمعالجة الأوضاع المصرفية في المواسم سواء أكانت إجازات أو أعياد وغيرها.
وأوضح حافظ أن البنوك السعودية تعدّ خططا استراتيجية لمواجهة طلبات إجازة العيد، مبينا أن البنوك تقوم بموجبها بتغذية الأجهزة والصرافات بالنقد الكافي، بل إنها في هذه الأيام تستعد لحاجة الأيام العشرة الأواخر من رمضان، وإجازة أيام العيد التي تزامنت مع مناسبات أخرى ورواتب الموظفين والإجازة المدرسية الصيفية، ودعا البنوك لأن تتحوط أكثر مما عليه في الماضي لتغذية أجهزة الصرف الآلي بالنقد.
بالإضافة إلى ذلك، والحديث لحافظ، «فإن لدى البنوك غرف عمليات تراقب عن بعد أداء أجهزة الصرف الآلي ووضعها سواء من حيث توافر النقد وأيضا هناك مراقبة للتأكد من مدى جهوزيتها للعمل من ناحية التقنية بكفاءة عالية»، مبينا: «هناك فرق عملية تنفذ جولات ميدانية، تقوم بها البنوك للتأكد من هذه الجهوزية لأداء الأجهزة وتوافر النقد».
وأكد حافظ أن النقد يتم على مستوى فردي وليس على مستوى العموم لدى الأجهزة، التي يبلغ عددها في السعودية 17 ألف جهاز، منوها بأن مشكلة عدم توفر النقد أو نفاد النقد يمثل النسبة الأقل من الإشكالات التي تتعرض لها الأجهزة بسبب استخدامها بشكل مكثف ولا تزيد على 3 في المائة من جملة إشكالات مختلفة أخرى قد تكون فنية.
وقال حافظ إن «البنوك السعودية في أتم الجهوزية، من حيث مستوى النقد وفي العادة تحتاط لذلك وتغذي أجهزة الصراف بما يزيد على الأيام العادية، وأيضا هناك جولات ميدانية للتأكد من ذلك، على مدى اليوم والمراقبة على مدى الـ24 ساعة، من خلال غرف العمليات والمراقبة عن بعد».
وزاد أن «البنوك السعودية فيما يتعلق بالشبكة السعودية للمدفوعات، تطورت بهويتها الجديدة بما يعرف بشبكة مدى»، حيث إنها شهدت تحسنا كبيرا في خدماتها مع مطلع العام الماضي، من خلال توسيع قدراتها الاستيعابية، وسرعتها لتمديد العمليات المصرفية التي اختصرت إلى نصف ما كانت عليه، في المعدل الماضي. ولفت إلى أن الشبكة «مدى»، اشتملت على خدمات إضافية، مثل خدمة «نقد» التي تسمح للعميل بسحب نقد من المحال التجارية بحدود 400 ريال حدا أقصى، وبحد أدنى يبلغ 150 ريالا، مما يوفر وقت العميل بدلا من الذهاب إلى أجهزة الصراف الآلي، على حدّ تعبيره.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.