حمام الحرم.. طيور آمنة مكفولة بأوقاف من دول إسلامية

تعددت الروايات عن أصله وسلالته .. ويتميز بجمال شكله وألوانه

حمام الحرم.. طيور آمنة مكفولة بأوقاف من دول إسلامية
TT

حمام الحرم.. طيور آمنة مكفولة بأوقاف من دول إسلامية

حمام الحرم.. طيور آمنة مكفولة بأوقاف من دول إسلامية

في مشهد جميل لن تجده إلا في العاصمة المقدسة، يرى المشاهد كميات هائلة من حمام الحمى تحلق عند بوابة الحجون، أحد الثلاثة مداخل الرئيسية لمكة المكرمة، كما لو أنها تستقبل زوار الحرم المكي وترحب بهم قبيل وصولهم إلى بيت الله الحرام. وكي يقوم مسؤولو مكة المكرمة بواجب الضيافة مع حمام الحمى، قامت أمانة مكة المكرمة ببناء كثير من أبراج الحمام في ذات المنطقة ليأوي إليها الحمام بعد مغيب الشمس.
وينال الحمام في مكة الذي يسمى بـ«حمام الحمى» نسبة إلى مكة التي هي حمى لمن يدخلها، عناية خاصة في أكله وشربه الذي خصصت من أجله أوقاف خاصة، ليس في مكة فقط، بل حتى في مصر وتركيا واليمن.
وفي هذا الشأن بين لـ«الشرق الأوسط» سمير برقة المتخصص في تاريخ مكة أن عائلات مصرية تسكن في القرى والأرياف خصصت لحمام الحرم أكثر من 100 وقف يذهب ريعه لتوفير الغذاء لـ«حمام الحمى»، كونه محمية إلهية، كذلك في تركيا لا تزال هناك أوقاف خاصة لحمام الحرم.
وعن سلالة حمام الحرم قال برقة: «تعددت الروايات عن أصل حمام الحرم وسلالته، فمنهم من قال إنه من سلالة الحمام الذي وضع عشه في غار ثور أثناء هجرة نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، وكان جزاؤه أن يعيش وذريته آمنًا في الحرم المكي الشريف».
وذهب إلى أنه مهما كانت الروايات، فإن حمام الحرم يطير بسلام في سماء الحرم، إلى أن يموت بسلام على أرضه، دون أن تجرؤ أي قوة على وجه الأرض أن تتعمد له الأذى، إلا في الحالات الاستثنائية، التي منها أن يكون هذا الحمام سببًا لانتشار مرض ما، وهو ما لم يحدث حتى الآن، حتى مع موجة إنفلونزا الطيور التي عرفتها السعودية وتجاوزتها قبل نحو 8 أعوام.
ويضيف برقة: «تطوف أسراب الحمام التي تقدر أعدادها بـ4 ملايين حمامة، معظم الأوقات في محيط الحرم وحول مآذنه وبعضها يجوب فضاء مناطق أخرى في مكة المكرمة، كما أنه من المستحيل أن تجد الحمام يرمي بفضلاته داخل الحرم المكي الشريف، وهي من الأمور التي لا يوجد لها تفسير حتى الآن».
ويمتاز حمام الحرم بجمال شكله وتميز ألوانه، فهو يمتاز بالرقبة الطويلة والعيون المرسومة والألوان المميزة التي تحيط برقبته، وهذه الأوصاف تختلف عن باقي أنواع الحمام الأخرى الموجودة.



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.