فصائل المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية

«المرصد»: تقدم الفصائل استراتيجي وضربة قاصمة للنظام

فصائل المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية
TT
20

فصائل المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية

فصائل المعارضة تتقدم في ريف اللاذقية وتسيطر على بلدة كنسبا الاستراتيجية

سيطرت فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات «معركة اليرموك» على بلدة كنسبا الاستراتيجية وعلى 13 قرية في جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية في شمال غربي سوريا، موجهة بذلك، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ما وصفه بـ«ضربة قاصمة للنظام»
ناشطون ذكروا أن الفرقة الساحلية الأولى، وجيش النصر، وجبهة النصرة، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وفيلق الشام، والحزب الإسلامي التركستاني الذين أعلنوا قبل أيام عن انطلاق «معركة اليرموك» بريف محافظة اللاذقية؛ سيطروا أمس على بلدة كنسبا وقرية شلف وقلعتها وقرى عين القنطرة والقرميل وشير قبوع وتلال النقب ورشو والبلوط في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، بعد اشتباكات مع قوات النظام. وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان أن «تحالفا من الجماعات الإسلامية المعارضة يضم الجبهة استولى على كنسبا وعدد من القرى الأخرى، واستولى على عدد من الدبابات وأسلحة المدفعية».
وفي حين أفادت شبكة «الدرر الشامية» بأن الفصائل سيطرت مع ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة على بلدة كنسبا الاستراتيجية بريف اللاذقية والمطلة على قسم واسع من ريف إدلب الغربي، بالإضافة إلى السيطرة على قلعة شلف، وقرى شير قبوع، والحمرات. بثت «أحرار الشام» مقاطع فيديو من داخل كنسبا أظهرت عشرات المقاتلين المدججين بالأسلحة يحتفلون بالسيطرة على شاحنات عسكرية نظامية.
رستم صلاح، عضو المكتب الإعلامي في الفرقة الأولى الساحلية المعارضة، أبلغ «مكتب أخبار سوريا»، أن لموقع كنسبا التي كانت القوات النظامية تتخذها مركزا لها في المنطقة أهمية استراتيجية، إذ تشرف على أوتوستراد حلب - اللاذقية، كما تعد مركز ناحية تتبع لها عشرات القرى.
وأضاف صلاح أن القوات النظامية انسحبت باتجاه قرية وادي باصور بعد سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوفها، مشيرا إلى أن عناصر المعارضة يحاولون التقدم للسيطرة على القرية.
ومن جانبه، وصف مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن تقدم المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي بـ«الكبير جدا والاستراتيجي»، معتبرا أنه «ضربة قاصمة للنظام لا تختلف عما جرى في ريف حلب الجنوبي؛ حيث استعادت الفصائل السيطرة على بلدة كنسبا و13 قرية في جبل الأكراد». وقال شارحا: «هذا التقدم سيعيد حسابات النظام بشكل كبير جدا، خاصة إذا انسحبت الطائرات الروسية باعتبار أن قواته لا تستطيع التثبيت إلا بغطاء جوي، ومعادلة الجو هي الأساس في الجبهات التي تتقدم بها».
أما القيادي في الجيش السوري الحر العميد أحمد رحال فصرح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «إن معركة اليرموك انطلقت الاثنين، فأنهت مرحلتها الأولى وبنجاح يوم الثلاثاء. أما المرحلة الثانية فانتهت أيضا قبل ساعات بتحرير كنسبا وأكثر من 20 قرية وتلة وموقع في جبلي التركمان والأكراد»، لافتا إلى أن «المعركة دخلت حاليا المرحلة الثالثة».
هذا، وشرحت شبكة «شام» تفاصيل المعركة التي شنتها المعارضة، لافتة إلى أنه «وبعد تراجع مؤقت مساء أول من أمس وصباح الجمعة، شنت الفصائل حملة قوية مضادة على المناطق التي تراجعت منها نتيجة كثافة وهمجية القصف من قبل قوات الأسد وحلفائه، أسفرت عن استعادة السيطرة على عدة قرى وتلال على جبهتي جبل الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، من أبرزها قرى أرض الوطى وعين القنطرة وتلة أبو أسعد القريبة في جبل الأكراد».
في هذه الأثناء، قال «مكتب أخبار سوريا»: «إن الاحتفالات عمت قرى ريف محافظة إدلب الغربي ومخيمات نازحي ريف اللاذقية فيها، فرحا بتقدم فصائل المعارضة بجبل الأكراد وسيطرتها على بلدة كنسبا الاستراتيجية، بعد اشتباكات مع القوات النظامية». وقال أبو حسين، أحد النازحين من قرية طعوما بجبل الأكراد: «إن أهالي ريف اللاذقية القاطنين بالمخيمات والقرى عبروا عن فرحتهم الكبيرة باسترداد كنسبا، عبر تبادل التهاني والتجمع وأداء الأغاني المعارضة، فضلا عن إطلاق بعض الشباب الرصاص في الهواء، وإطلاق النساء الزغاريد (ابتهاجا بالانتصار)»، لافتا إلى أن أهالي ريف إدلب شاركوا نازحي اللاذقية فرحتهم. وأشار أبو حسين الذي يقيم حاليا بمخيم قرية خربة الجوز إلى أن الأهالي بات لديهم أمل بالعودة إلى قراهم التي خرجوا منها «مرغمين»، وإنهاء معاناتهم في العيش ضمن المخيمات، التي تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية، وصعوبة التأقلم على الوضع فيها، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
يذكر أن قوات النظام السوري شنت منذ نحو تسعة أشهر حملة عسكرية على ريف اللاذقية الشمالي بغطاء جوي من الطيران الحربي الروسي، تمكنت خلالها من السيطرة على معظم البلدات والقرى فيه، ما أجبر الأهالي على النزوح باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا بريف إدلب الغربي. ويعتبر التقدم الذي حققته المعارضة في الساعات القليلة الماضية في ريف اللاذقية «نادرا» منذ أن تدخلت روسيا في الصراع السوري الدائر منذ أكثر من خمس سنوات لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد في سبتمبر (أيلول) الماضي. ويُتاخم شمال اللاذقية محافظة إدلب معقل جماعات المعارضة بما في ذلك «جبهة النصرة».



توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
TT
20

توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، زيارته إلى دولة الكويت ضمن جولة خليجية استمرت 3 أيام شملت قطر، حيث أجرى مباحثات مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وصفها خبراء بأنها «مهمة بالنظر إلى توقيتها وما يجري في المنطقة»، كما حملت «أهدافاً سياسيةً واقتصاديةً» معاً.

تناولت القمة المصرية - الكويتية مختلف القضايا وشواغل المنطقة بحضور وفدي البلدين، حيث تم التأكيد على «ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، ومواصلة تبادل الرهائن والمحتجزين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية بشكل عاجل»، حسب بيان للرئاسة المصرية.

وأكدت مصر والكويت «الدعم الكامل للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذها فور وقف إطلاق النار»، وشددت الدولتان «على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

وتعكس زيارة السيسي ومباحثاته في الكويت «وحدة موقفي البلدين وتنسيقهما معاً بشكل كامل ومع مختلف الدول الخليجية والعربية في وقت حساس ومهم بشأن القضية المحورية، وهي القضية الفلسطينية، وكذلك القضايا الأخرى المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة»، وفق عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري.

الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)
الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)

وشدد بكري لـ«الشرق الأوسط» على أن الرسالة التي خرجت من تلك المباحثات هي «التوافق على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، والإسراع في تنفيذ الخطة العربية لإعادة الإعمار، باعتبارها هدفاً محورياً ومهماً، ليظهر للعالم الإصرار العربي على موقف موحد برفض تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم».

بيان الرئاسة المصرية أكد كذلك تناول المباحثات للتطورات في سوريا والسودان، حيث أكد الرئيس المصري وأمير الكويت دعمهما لوحدة واستقرار البلدين، بالإضافة إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، مشددين على أهمية أمن واستقرار الملاحة في البحر الأحمر والممرات المائية بالمنطقة.

وأكد أمير الكويت أن زيارة الرئيس المصري لبلاده «تعكس عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتعدُّ فرصة لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية»، معرباً «عن تقديره لدور مصر التاريخي والمحوري في تطوير وتنمية دول الخليج، وفي تحقيق الاستقرار الإقليمي» وفق ما قالت الرئاسة المصرية.

من جانبه، أكد السيسي «حرص مصر على تعزيز التعاون مع الكويت في كافة المجالات، بالأخص المجال الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين».

السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)

ويرى وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سامي النصف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيارة تأتي للتأكيد على أهمية دور «دول معسكر الحكمة»، على حد وصفه، والمتمثلة في دول الخليج ومصر والأردن، في قيادة العمل العربي في ظروف صعبة لم تمر بها المنطقة منذ حرب عام 1973».

وأوضح النصف أن «المنطقة تعاني من حرب دامية في غزة وحروب وصراعات في نصف الدول العربية تقريباً، سواء السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، وكذلك هناك شبح قيام حرب بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن حروب تجارية يمر بها العالم وتحولات تجعل هناك ضغوطاً كبيرةً على استقرار الدول العربية، وكذا اقتصاداتها، ومن ثم تأتي مثل هذا الزيارة ضمن جهود التنسيق العربي الخليجي من أجل إنهاء الحروب وإحلال السلام».

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الزيارة التقى الرئيس المصري في جلستي مباحثات منفصلتين كلاً من الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة، حيث تم التأكيد على نفس مواقف البلدين بشأن قضايا المنطقة والرغبة في استمرار التعاون من أجل تحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي للبلدين وجميع شعوب الشرق الأوسط.

وكان السيسي قد عقد مباحثات موسعة، الاثنين، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبيل توجهه للكويت، وشملت التأكيد على ذات المواقف السياسية فيما يتعلق بغزة والصراعات في الدول الأخرى بالمنطقة.