مع انطلاق فعاليات دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) اليوم بمباراة بولندا مع البرتغال، على أن يلتقي منتخب ويلز مع بلجيكا غدًا، وألمانيا مع إيطاليا السبت، وفرنسا مع آيسلندا، نلقي نظرة على دليل مستوى منتخبات ربع النهائي ونقاط القوة والضعف.
* بلجيكا:
بدأت البطولة بالهزيمة 2 - صفر أمام إيطاليا وهي نتيجة أدت على الفور لتبادل الاتهامات وعقدت جلسة لتنقية الأجواء بين المدرب مارك فيلموتس ولاعبيه.
ومنذ ذلك الوقت بدأ المنتخب البلجيكي في الارتقاء لمستوى التوقعات وتألق لاعبو الوسط كيفن دي بروين وإيدن هازار وأكسل فيتسل في المباريات الأخيرة. وواصل المهاجم روميلو لوكاكو، الذي تلقى الكثير من الانتقادات بسبب إهدار الفرص ضد إيطاليا، قيادة الهجوم وبدا قويا. وقاد توبي ألدرفيريلد وتوماس فرمالين خط دفاع لم يستقبل أي هدف في آخر ثلاث مباريات ولم يواجه الحارس تيبو كورتوا الكثير من المتاعب.
وكان يانيك كاراسكو الخيار الأول في الجناح الأيمن لكنه لم يترك أي تأثير ولعب بدلا منه في المباراة الأخيرة ضد المجر دريس ميرتنز. وكافح لاعب الوسط موسى ديمبلي الإصابة لكنه لا يزال بوسعه ترك بصمة مع ترشيح بلجيكا، بمساعدة قرعة جيدة، لبلوغ المباراة النهائية.
* فرنسا:
يعود جانب كبير من الفضل في تأهلها إلى دور الثمانية إلى أداء اثنين من مهاجميه المهمين وهما أنطوان غريزمان وديميتري باييه.وسرق باييه الأضواء بهدفين متأخرين في أول ثلاث مباريات له بالبطولة كما أظهر مستواه القوي ضد آيرلندا في دور الستة عشر أنه لا يزال مهما في قيادة الفريق.
ورغم تسجيل هدف في دور المجموعات بدا غريزمان منهكا بعد موسم مرهق مع أتلتيكو مدريد. لكن هدفين وأداء منحه جائزة أفضل لاعب في المباراة ضد آيرلندا بعدما تقدم أكثر للعب بجوار المهاجم أوليفييه غيرو ساهما في وضعه كنجم محتمل لبطولة أوروبا 2016. وتبقى أكبر مصادر قلق فرنسا في الدفاع. وواجه باتريس إيفرا صعوبات في مركز الظهير الأيسر، والشراكة الدفاعية بين البديلين لوران كوسيلني وعادل رامي، رغم عدم تعرضهما لاختبار حقيقي، لم تقنع. وكان رامي لاعب إشبيلية على الأخص مهتزا وقد يكون إيقافه في دور الثمانية إيجابيا في الواقع بالنسبة لأصحاب الأرض.
وغياب لاعب الوسط النشيط والوافد الجديد نجولو كانتي قد تؤثر على المجموعة الدفاعية للمدرب ديدييه ديشان بعدما شغل مركز لاعب الوسط المدافع في أول أربع مباريات وكأنه يلعب على المستوى الدولي منذ سنوات.
* ألمانيا:
أدى قلبا الدفاع غيروم بواتنيغ وماتس هومليس المطلوب منهما رغم تعرضهما لإصابة قرب نهاية الموسم وهو ما تسبب في غياب الأخير عن بداية بطولة أوروبا 2016.
وحافظ الدفاع الألماني على شباكه نظيفة أربع مرات وهو الفريق الوحيد الذي لم يستقبل أي هدف في البطولة حتى الآن.
وتوج توني كروس موسما فاز خلاله بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد وشغل مركز صانع اللعب بدلا من المصاب باستيان شفاينشتايغر. وهو الحل الأول بالنسبة للمدافعين ويوزع الكرة إلى كل أرجاء الملعب، ويقرأ المباراة بطريقة لا يفعلها أي لاعب آخر في المنتخب الألماني. لكن خط الهجوم خيب الامال إذ لم يهز ماريو غوتزه ولا توماس مولر الشباك حتى الآن.
وهز المدافعان بواتنيغ وشكودران مصطفي الشباك وأشرك المدرب يواكيم لوف مهاجمه الصريح الوحيد ماريو غوميز في منتصف دور المجموعات، فأحرز هدفين ليكافئ مدربه على ثقته.
وأثبت الشابان يوشوا كيميش في مركز الظهير الأيمن ويوليان دراكسلر على الجناح أحقيتهما في اللعب بالتشكيلة الأساسية بعد عروض مميزة حتى الآن.
* آيسلندا:
بعد احتلال المركز الثاني في المجموعة وتحقيق أكبر مفاجأة في البطولة بالإطاحة بإنجلترا من الدور الثاني تجاوز منتخب آيسلندا بالفعل توقعات الجميع إلا توقعاته هو.
ومهما كانت نقاط الضعف في الفريق فإنها مخفية بشكل جيد ودفاعها صاحب الجهد الوافر بقيادة راجنار سيغوردسون كان صلبا كما يعود جزء كبير من الفضل إلى هؤلاء الموجودين في الأمام في أداء جماعي حقيقي.
كما اجتذب الجناح بيركر بيارناسون الأضواء بتدخلاته القوية وتمريراته الدقيقة وجهده الوفير وهو لاعب مهم حين تحتاج آيسلندا إلى الاحتفاظ بالكرة في نهاية المباراة.
لكن نجم آيسلندا بلا شك هو المدرب السويدي لارس لاغرباك الذي بث في فريقه تنظيما وثقة بالنفس أقنعته بأنه قد يحقق مفاجأة أخرى عندما يواجه فرنسا صاحبة الضيافة في الدور التالي.
* إيطاليا:
إحدى مميزات منتخبات إيطاليا عبر السنوات هو الدفاع القوي، وكان الأمر كذلك في بطولة أوروبا 2016 حيث استقبلت شباكهم هدفًا واحدًا فقط حتى الآن.
والتفاهم بين رباعي يوفنتوس المكون من الحارس جيانلويجي بوفون والمدافعين أندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي وجيورجيو كيليني جعل من المستحيل تقريبًا اختراقهم.
كما أخرج المدرب أنطونيو كونتي أفضل ما في لاعبيه مثل المهاجم إيدر الذي سجل هدفا واحدا في 14 مباراة بالدوري بعد انضمامه إلى إنترناسيونالي على سبيل الإعارة من سمبدوريا في يناير (كانون الثاني)، لكنه بدا لاعبا آخر في المنتخب.
وسجل هدفا بمجهود فردي رائع ضد السويد لتضمن إيطاليا صدارة المجموعة الخامسة، وكانت ركلته الحرة هي التي أدت للهدف الأول ضد إسبانيا في دور الستة عشر.
كما تلقت إيطاليا دفعة بأداء لاعب وسط روما صاحب الخبرة دانييلي دي روسي إذ استعاد اللاعب البالغ عمره 32 عاما مستوى السنوات السابقة ليقود الفريق أمام إسبانيا.
* بولندا:
يعود الفضل في تأهل بولندا لدور الثمانية إلى دفاعها الصلب في ظل عدم تشكيل مهاجميها البعيدين عن مستواهم لكثير من الخطورة.
وسكن هدف واحد شباك بولندا طيلة البطولة وكان بتسديدة خلفية رائعة من شيردان شاكيري لاعب سويسرا في دور الستة عشر، وهي مباراة انتصرت فيها بولندا في النهاية بركلات الترجيح. وكانت هذه ثاني مباراة فقط هذا العام تهتز فيها شباك المنتخب البولندي.
لكن في الجانب الآخر لم يكن للمهاجم روبرت ليفاندوفسكي هداف التصفيات برصيد 13 هدفا سوى محاولتين على المرمى خلال البطولة.
ومع ذلك نفذ قائد بولندا بهدوء ركلة الترجيح الأولى ويجب أن يوفر الأداء الرائع للجناح الأيسر كاميل غروشيتشكي المزيد من الفرص للمهاجم من أجل كسر نحسه في اللعب المفتوح. وسجلت بولندا، التي تملك ثلاثة أهداف في أربع مباريات، هدفين أقل من أي منافس آخر في دور الثمانية.
* البرتغال:
ما زال كريستيانو رونالدو محور منتخب البرتغال في البطولة ولعب دور البطل والوغد وفي بعض الأحيان بدا مستبدا بالنسبة لزملائه.
وأنقذ رونالدو المنتخب في مباراته الأخيرة بالمجموعة ضد المجر فسجل هدفين ليمنحه التعادل 3 - 3 كما صنع هدف الفوز المتأخر أمام كرواتيا في دور الستة عشر. لكن إصراره على تنفيذ كل ركلة حرة تسبب في إهدار الكثير من الفرص الهجومية.
ولم يقدم منتخب البرتغال حتى الآن أداء مقنعا وانتهت مبارياته الأربع بالتعادل بعد 90 دقيقة. لكن مع إظهار ناني للمحات من التألق وقيام ريكاردو كواريزما المتقلب بدور الجوكر وقرعة جيدة للغاية، فإن المنتخب البرتغالي قد يستمر في طريقه نحو النهائي مثلما توقع المدرب فرناندو سانتوس.
* ويلز:
صعدت إلى دور الثمانية على أكتاف أغلى لاعبي العالم غاريث بيل الذي ساعدت أهدافه الثلاثة بلاده على تصدر مجموعتها في التصفيات، كما يتقاسم صدارة قائمة الهدافين في البطولة.
وكانت أيضًا تمريرة بيل العرضية المنخفضة الرائعة التي حولها غاريث مكولي في شباك فريقه بالخطأ لتفوز ويلز 1 - صفر على آيرلندا الشمالية في دور الستة عشر.
كما قدم محور الوسط المكون من جو ألين لاعب ليفربول وآرون رامزي لاعب آرسنال عملا ممتازا في صناعة الفرص لبيل.
ومصدر الشك الوحيد يبقى من سيختاره المدرب كريس كولمان لقيادة خط الهجوم في ظل مشاركة سام فوكس وهال روبسون - كانو وجوناثان ويليامز في التشكيلة الأساسية في مباريات بالبطولة.