توقع انفراج في الملف السوري بعد تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة

توقع انفراج في الملف السوري بعد تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة
TT

توقع انفراج في الملف السوري بعد تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة

توقع انفراج في الملف السوري بعد تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة

يتوقع مراقبون أن تنعكس عودة العلاقات بين موسكو وأنقرة بشكل إيجابي وسريع على الوضع في سوريا، نظرًا للأدوار التي تلعبها كل من روسيا وتركيا في الملف السوري، وذلك بعد توتر أعقب إسقاط المقاتلات التركية لقاذفة روسية من طراز سو - 24 في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، وهي الحادثة التي أدت إلى تدهور خطير في العلاقات بين البلدين.
وكان لافتًا أن غالبية الخبراء والمحللين السياسيين سارعوا بالدرجة الأولى إلى تناول هذا التحول في العلاقات بين موسكو وأنقرة لجهة تأثيره على الوضع الخطير الذي تشهده سوريا حاليا، إن كان على جبهات القتال، أو في شأن المفاوضات السياسية، وسط ترجيحات بأن تساهم أي تفاهمات تركية- روسية في تغيرات جذرية على المشهد الحالي هناك. في هذا الشأن وصف فلاديمير يفسييف، الخبير العسكري الروسي العلاقات الروسية - التركية بأنها «تشكل أهمية بالنسبة لتطورات الوضع في سوريا»، معربًا عن اعتقاده بأنه «في حال بدأ تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا فإن نتائجه لن تقتصر على الوضع في حلب، بل وستشمل الوضع في الأجزاء الشمالية من محافظة اللاذقية وكذلك الوضع في محافظة إدلب».
ويرجح يفسييف أن تؤدي عودة العلاقات بين البلدين إلى تخلي تركيا عن فكرة إقامة منطقة عازلة، بينما «ستخفف روسيا من تشددها نحو تركيا وربما ستعمد عوضا عن ذلك إلى أخذ مصالح أنقرة بالحسبان خلال تسوية الوضع في سوريا، في حدود المعقول طبعا»، حسب قول الخبير يفسييف، الذي أوضح أنه «من المهم للأتراك على سيبل المثال أن لا يحصل الأكراد على كيان سياسي بصلاحيات واسعة كالكيان الفيدرالي، أو كيان سياسي مستقل»، ملمحًا إلى الدور الذي بوسع روسيا أن تلعبه في هذا المجال بحال تم فعلا المضي قدما في التطبيع بين البلدين. وحول الأسباب التي تدفعه إلى الاعتقاد بأن التقارب مجددا بين موسكو وأنقرة سينعكس بصورة إيجابية على الوضع في سوريا، يقول يفسييف إن الموقف التركي كان عقبة كبيرة أمام روسيا في الشأن السوري: «والوضع اليوم يسمح بالاتفاق مع تركيا، حيث نلاحظ تراجعا للدور القطري في سوريا، والمملكة العربية السعودية ترسل إشارات تظهر رغبة بالتوصل إلى اتفاقات لتسوية الأزمة السورية»، وبناء عليه يؤكد الخبير الروسي أنه «إذا تمكنت روسيا من التوصل لاتفاقيات مقبولة مع الأتراك فإن هذا سيؤدي إلى تغير ملموس في المشهد السوري، لجهة أن مثل هذا التحول في العلاقات بين موسكو وأنقرة سيزيد من الآمال بالتوصل إلى تفاهمات وسط، بمشاركة جميع القوى وبعد تجاوز العقبات الناجمة عن التوتر بين موسكو وأنقرة».
ويعرب الخبير الروسي عن قناعته بأن الملف السوري سيكون على قائمة الأولويات خلال التطبيع بين موسكو وأنقرة، واصفا الأزمة السورية بأنها قضية لا يمكن تأجيل العمل على حلها، ذلك أنها تسببت حتى الآن بسقوط ما يزيد على 500 ألف قتيل، فضلا عن أن الأزمة السورية أصبحت مصدر قلق وتوتر متزايد للجميع بما في ذلك تركيا، حسب يفسييف الذي يرى أن «الحديث لا يدور حاليًا عن تطبيع مباشر في العلاقات بين البلدين، بل عن نزع مصادر التوتر بينهما»، ومعتبرا أن الخلافات بين الجانبين بشأن الملف السوري أهم مصدر توتر بينهما، ويُرجح أن يعملا بداية على التوصل لتفاهمات بشأنها. وفي ختام تصريحه لـ«لشرق الأوسط»، يتوقع يفسييف أن «موسكو ستعمل للتوصل إلى تفاهم مع أنقرة بشأن الحد من تدفق المقاتلين والسلاح عبر الحدود التركية إلى المجموعات الراديكالية في حلب»، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير الوضع هناك بصورة جذرية. ومقابل تعاون تركيا في هذا المجال ستبادر موسكو إلى إعلان وقف إطلاق نار في المدينة وممارسة الضغط على دمشق للالتزام به.
تجدر الإشارة إلى أن الخبير العسكري الروسي فلاديمير يفسييف، كان أول من تنبأ في حديث سابق لـ«لشرق الأوسط» بتطور إيجابي قريب في العلاقات بين موسكو وأنقرة، وأعرب عن وجهة نظره بأن «مصير الأزمة السورية رهن بطبيعة العلاقات بين البلدين».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.