الإعلامية السورية صبا العلي لـ {الشرق الأوسط}: أعشق الاشتباك بين الشعر والإعلام وأقتدي بالنجاح

صاحبة برنامج «احكيلي وغنيلي» أكدت أن أنجح قصصها الإعلامية على الشاشة هي التي لم تقدمها بعد

صبا العلي
صبا العلي
TT

الإعلامية السورية صبا العلي لـ {الشرق الأوسط}: أعشق الاشتباك بين الشعر والإعلام وأقتدي بالنجاح

صبا العلي
صبا العلي

صبا العلي.. إعلامية سورية كاتبة وشاعرة عملت مذيعة بإذاعة «القدس السورية» ومراسلة لقناة «أبوظبي» الفضائية كما عملت مذيعة بقناة «البتراء» الأردنية كما تولت رئاسة القناة «الطبية السورية ميديكال» في الأردن، وهى أيضا رئيسة تحرير مجلة «بيتي وبيتك»، ورئيسة تحرير مجلة «سيبويه»، إلى جانب أنها شاعرة غنائية تكتب بمختلف اللهجات ومن برامجها المميزة على الشاشة «احكيلي وغنيلي». وقد تلقت مؤخرا تكريما من المؤسسة المحمدية للتأهيل التشاركي بالمملكة المغربية بمنحها العضوية الفخرية للمؤسسة بمرتبة سفير تقديرا لدورها الإعلامي في خدمة المجتمع. وقد تواصلنا معها من القاهرة فكان هذا الحوار:
* كيف بدأت حياتك المهنية كإعلامية؟
- بدأت حياتي المهنية منذ أول قصيدة نشرت لي، فكانت هي المنطلق المهني عندي رغم أن هواية الكتابة كانت موجودة بل خلقت معي تماما كأي كاتب تنمو مع إصبعيه وحين يتعلم الكتابة يمارسها.
* هل تذكرين مواقف صعبة في البدايات أو أثناء رحلتك الإعلامية؟ وهل أصبحت في لحظة معينة على يقين بأنك اخترت الوظيفة الصائبة؟
- لا تخلو حياة أي واحد منا سواء كان إعلاميا أو إنسانا عاديا من مواقف صعبة في بدايات حياته العملية والعلمية ولا بد من الصعوبة كي نحتسي طعم الحلاوة، ولكن في مهنتنا كإعلاميين صعب، أن نحتسيها بسبب ما يمر علينا وما يمر بنا. إن الصحافة المسموعة والمكتوبة والمرئية هي التي تختار وليس العكس فإن اختارها الإنسان، فلربما وقع في مطب الشهرة وإن اختارته فتكون حسنة ولكن من الممكن، ألا يحصل في الحالة الثانية على شهرة كما يحصل مع من يختار الشهرة ويسعى إليها فأنا لست على يقين بأني اخترت الوظيفة الصائبة لأني لا أعتبرها وظيفة أبدا فأنا أكتب حين أرى يدي تتحرك طالبة قلما ولا أكتب لأتقاضى مبلغا من مجلة أو من صحيفة فحين يأتي المال وتصبح الكتابة مهنة تفقد الكلمة معناها ويصبح الإنسان كالآلة يكتب في وقت قد حدده له مدير العمل ولم يحدده إلهامه وموقف ما قد مر بالأمة أو به.
* كيف تختارين برامجك وأعمالك الإعلامية؟
- كمعدة ومقدمة برامج أختار البرنامج، الذي أرى انعكاس شخصيتي فيه فلا أقدم إلا ما أرى لنفسي فائدة ولغيري فائدة أيضا فمن غير الممكن أن أقوم بتقديم برنامج لا يصب في وعاء معلوماتي وخبرتي.
* كيف نجحت في الجمع بين الشعر والإعلام، وهل هناك علاقة تجمع بينهما؟
- الشعر ما زلت أعتبره هواية لأني لم أختص فيه اختصاص الشعراء الذين ترينهم لا يفكرون إلا بنظم القصائد، بل كانت وما زالت هواية أسقط ما في عقلي وقلبي على ورق أدرجه بطريقة موسيقية فوجدت نفسي أقرب إلى الشعر الغنائي منه إلى الشعر المقفى الكلاسيكي فكتبت للكثير من المطربين كلمات أغان وتم غناء بعض منها والحمد لله لاقت نجاحا متميز كأغنية وطنية أردنية كتبتها وكانت ذات مركز جيد جدا بين باقي المتقدمين وغناها أحد المطربين الأردنيين. أما الإعلام فهو شيء آخر ينفصل كليا عن الشعر إلا إن كنت سأقدم برنامجا شعريا على إحدى الفضائيات حينها أكيد سيساعد الشعر الإعلام في هذا المقام ولا بد من أن تتوطد حينها العلاقة بين الشعر والإعلام.
* هل يمكن أن يطغى وقت الشعر على العمل الإعلامي وكتابة المقالات، وكيف تفضين الاشتباك بينهما؟!
- أعجبني جدا تعبير فض الاشتباك بينهما (تضحك) شكرا لسؤالك الفريد هذا، فعلا أرى اشتباكا دائما بين الأمور الثلاث أو ربما أمرين اثنين ولكنى أعشق هذا الاشتباك لأنه يصنع لي لوحة فريدة أحبها ولا أمل من رؤياها.
* من كان قدوتك في الإعلام؟
- صراحة لم أفكر يوما في هذا السؤال، لأني لا أعتبر قدوتي شخصا محددا أو مكانا أو زمانا بل أقتدي بالنجاح فكل إنسان كاتبا كان أم إنسانا عاديا مثقفا أو غير مثقف يكون قدوتي، إن كان ناجحا أو متميزا في عمله وعلمه فأنا أتعلم من الصغير قبل الكبير ومن الجاهل قبل العالم.
* هل تذكرين أول عمل إعلامي أو قصة إعلامية قدمتها على الشاشة؟
- قمت بعمل إعلامي اعتبره عملا خيريا بصراحة لأني كنت ألتقي بفنانين مغمورين في بلدهم وقد تعدى الواحد منهم الـ50 سنة ولم يأخذ حقه بلقاء يسلط الضوء على أعمالهم وأفكارهم وأحلامهم فكنت وما زلت أعتز بهذا العمل في برنامج «احكيلي وغنيلي»، ولكني أتمنى لو أقوم ببرنامج اجتماعي يساعد على حل المشكلات الإنسانية التي تؤرق مضجعنا من بطالة وطلاق ومشكلات عائلية وتكنولوجيا نستعملها بطريقة معاكسة لا نستفيد منها بل هي المستفيدة الوحيدة منا.
* من هو كاتبك المفضل محليا وعالميا؟
- أدونيس وأجاثا كريستي، والكثير من العرب يصعب علي حصر أسمائهم بسطور.
* ما الموقع الإلكتروني المفضل لديك؟
- «الشرق الأوسط» موقعكم الذي أتابعه بشغف وانتظار دائما وبعض المواقع العربية والمدونات المهمة لبعض الكتاب المغمورين.
* ما عدد ساعات عملك خلال الأسبوع؟
- حاليا كوني لست على رأس عمل تلفزيوني وقتي تقريبا لا يتعدى الأربع ساعات بين كتابة ومطالعة والاطلاع على مجريات اليوم الذي لا نستيقظ فيه إلا على ألف خبر بل أكثر.
* كيف توفقين بين ارتباطات عملك الإعلامي والمسؤوليات الأسرية؟ وهل تعتقدين أن الإعلامية العربية، أكثر عرضة للمتاعب والضغوط منها في باقي دول العالم؟
- لا أنطلق إلى أي عمل وفي بيتي شيء ينقصه فلا بد من متابعة وتأمين كل ما يلزم من رعاية واهتمام لطفلي قبل التفكير بأمر آخر طبعا هذا إلى جانب دور زوجي الإنسان الذي لا يمكن أن أصفه بألف كتاب فهو الأساس وأنا الأس لا يمكن أن تتم معادلتنا في الحياة إلا وهو يقف إلى جانبي وأقف إلى جانبه لمتابعة حياتنا بمرونة ويسر هذا إلى جانب عمله كمهندس صوتيات وموزع موسيقي يعمل مع القنوات الفضائية ومع كثير من المطربين العرب.
* هل لديك فريق عمل خاص يساعدك في البرامج التلفزيونية؟
- حاليا لا ولكن حين كنت أقدم برامجي طبعا، لا بد من فريق عمل ليكون منجزا ويخرج بالشكل القويم على الشاشة.
* ما الشروط التي يجب توافرها في الصحافي للعمل معك؟
- لدي مجلة إلكترونية فيها عدد كبير من الكتاب والصحافيين والشعراء، من كل أنحاء الوطن العربي طبعا، أترك لهم حرية الكتابة، لكن دون المساس بأحد أو الشتم أو الكلمات التي لا تروق لأحد.
* هل من المهم، في رأيك، وجود الصحافي المتخصص بتغطية أخبار معينة مثل أن تكون لديه معرفة خاصة بتنظيم «القاعدة» أو أفغانستان أو العراق؟
- كل صحافي يعمل في مجال ما يجب أن يكون ملما إلى درجة كبيرة بما سيقوم بتغطيته سواء مراسلا أو كاتبا أو حتى مقدم برامج، وهذا المهم فلا يمكن أن أتخيل أن تجلس مذيعة وتحاور كاتبا أو سياسيا أو فنانا دون الإلمام التام باختصاص الضيف هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجب أن يكون ضمن اختصاصها واهتماماتها كي يكون البرنامج كاملا لا غبار عليه ولكن نجد الآن على الساحة ببغاوات كثيرا يقرأون ما كتب لهم على الورق دون أن يفهموا أو يفقهوا ما يقولون، تعرض نفسها كسلعة فقط وتنادي من يشتري منظري وشكلي وخواء من الداخل.
* هل تستطيعين وصف ما تعنيه عبارة الصحافي الناجح أو الإعلامي الناجح؟
- الصحافي الناجح هو من ينطق بالحق ويكتب الحق ويقول الحق حين لا يكون على الساحة إلا الكاذبين.
* ما نصيحتك للصحافيين الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟
- حين تبحث عن الشهرة فلن تأتيك، اعمل بكلتا يديك وبكلتا قدميك وبكل من تفكيرك وعقلك إلى أن تنجح وحين تنجح ستأتيك الشهرة على طبق من ماس، واصبر وصابر ولا تتعجل قبل أن ترى بعينك وتلمس بيدك ولا تكتب من أجل حفنة من مال لأن الضمير إن تم بيعه لا يمكن أن تسترده ولو بذلك لأجل ذلك روحك وجسدك واجعل الكرامة هي سلاحك وهي بوابة عملك وهي مداد حبرك وحبال صوتك ولا تخف إلا من غضب الله.
* ما أنجح قصة إعلامية قدمتها على الشاشة حتى الآن؟
- أنجح القصص التي قدمتها على الشاشة حتى الآن هي التي لم أقدمها بعد.



كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟
TT

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

تزامناً مع انتشار الصراعات والأزمات والأحداث السياسية، تزايدت الشكاوى من حذف منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة «تعارضها مع أو انتهاكها لمعايير النشر على تلك المنصات»، الأمر الذي جدّد الجدل حيال مدى تأثر المواقع الإخبارية بقيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي، وكيف يتفادى الناشرون الخوارزميات لعدم حذف تقاريرهم عن النزاعات والحروب.

وحقاً، طوال السنة تصاعدت شكاوى ناشرين وصُناع محتوى من القيود المفروضة على نشر المحتوى السياسي، لا سيما في فترات الأحداث الكبرى خلال «حرب غزة»، من بينها أخيراً قتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، ولقد شكا صحافيون ومنصات إخبارية من «حذف» منشوراتهم و«تقييد» صفحاتهم بسبب نشرهم محتوى عن مقتل السنوار. خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أكدوا أن منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تلك التابعة لشركة «ميتا»، زادت من قيودها على نشر المحتوى السياسي، واقترحوا وسائل عدة للالتفاف حول تلك القيود: أبرزها الالتزام بالمعايير المهنية، وبناء استراتيجيات جديدة للترويج للمحتوى لا تعتمد بشكل كلي على وسائل التواصل الاجتماعي.

الدكتورة مي عبد الغني، أستاذة الإعلام في جامعة بنغازي والباحثة في الإعلام الرقمي، أرجعت استمرار منصات التواصل الاجتماعي في حذف بعض المنشورات والحسابات إلى «تعارض تلك المنشورات مع المصالح السياسية للشركات المالكة للمنصات». وأردفت أن «تحكم المنصات في المحتوى المنشور يزداد في أوقات الحروب والأزمات وفترات التوتر العالمي، على غرار الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة في غزة».

وأوضحت مي عبد الغني أنه «على مدار العام الماضي تعرض المحتوى العربي لأشكال عدة من التقييد ومنع وصول المحتوى وإيقاف البث المباشر، وحذف وحظر المنشورات وحتى إيقاف الحسابات... من الطبيعي أن ينعكس ذلك على حسابات المواقع الإخبارية العربية، لكونها معنية بنقل ما يحدث في المنطقة من زاوية قد تتعارض مع مصالح وتوجهات الجهات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي».

لمواجهة هذه القيود اقترحت الباحثة والأكاديمية «استخدام أساليب عدة من بينها تقطيع الكلمات، أو استخدام أحرف لاتينية في الكتابة أو صور، مع محاولة اختيار الألفاظ بشكل دقيق للتحايل على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي».

في المقابل، يرى الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، خالد البرماوي، أن «كُل طُرق التحايل لتفادي قيود منصات التواصل على نشر المحتوى، ليست إلا حلولاً مؤقتة... وهذه الطرق عادةً ما تُكتَشف بعد فترة، ما يجعلها عديمة الفاعلية في منع الحذف».

وأضاف البرماوي: «على المواقع الإخبارية أن تبني استراتيجيتها الترويجية بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي بحيث تكون لها وسائلها الخاصة للترويج، مهما تطلب ذلك من وقت ومجهود». ولذا اقترح أن «تلجأ المواقع الإخبارية إلى تنويع حساباتها على المنصات، بعمل حسابات مختلفة للأخبار والمنوعات والرياضة، إضافة إلى ممارسة الضغط على وسائل التواصل الاجتماعي لتقليل القيود المفروضة على نشر المحتوى الإخباري».

ويوضح محمد فتحي، الصحافي المتخصّص في الإعلام الرقمي، أنه منذ بدء «حرب غزة» أدخلت منصات التواصل الاجتماعي سياسات وقيوداً تؤثر على ظهور المحتوى المتعلق بالحرب، وهو ما «عرّض تلك المنصات لانتقادات عدة واتهامات بالتضليل».

وأكد فتحي أنه «إذا أراد الناشر الاستفادة من المنصات، فيجب عليه مراعاة معاييرها وسياستها... بينما على ناشري المحتوى الموازنة بين المنصات المختلفة، فلكل منصة سياسة خاصة بها، وما يصلح للنشر على (يوتيوب) قد لا يناسب (فيسبوك)». واختتم بالتشديد على «ضرورة مراعاة المعايير المهنية وتدقيق المعلومات عند النشر كوسيلة لتفادي الحذف... فالالتزام بالمهنية غالباً ما يكون الحل الأمثل لمواجهة أي قيود».