مهرجان «عرائس رمضان» في تونس يعرض مسرحية «صندوق عجب»

افتتح بمعرض يكرم الممثلة التونسية «فوزية بومعيزة»

عرائس رمضان
عرائس رمضان
TT

مهرجان «عرائس رمضان» في تونس يعرض مسرحية «صندوق عجب»

عرائس رمضان
عرائس رمضان

ينظم المركز التونسي لفن العرائس الدورة الرابعة لتظاهرة «عرائس رمضان» التي انطلقت ليلة الأحد الماضي لتتواصل إلى يوم 27 من يونيو (حزيران) الحالي. وافتتحت هذه الدورة بمعرض تكريمي للفنانة التونسية فوزية بومعيزة، وتقديم العرض الأول لمسرحية «صندوق عجب» الذي كتبت نصه وأخرجته بومعيزة نفسها، وهذا المعرض يأتي وفاء لتاريخها واعترافًا بجميل ما قدمته للارتقاء بالمسرح عمومًا، والمسرح الموجه للطفل بصفة خاصة.
والممثلة التونسية فوزية بومعيزة قدمت الكثير لفائدة المسرح التونسي منذ عقد الستينات من القرن الماضي، وانتقلت طوال مشوارها الفني بين عدة فرق مسرحية من مدينة سوسة، وصولا إلى مدينة الكاف، وبرزت في عدة مسرحيات موجهة للأطفال على غرار «كاراكوز الحكيم»، و«الأميرة والصدى»، و«مرجان»، و«عرس الخنفساء»، و«طاحونة الرياح»، وهذا الزخم من تراكم الخبرات جعلها تخوض تجربة الإخراج لفائدة مسرح الطفل، وجاءت تجربة «صندوق عجب»، وهي من إنتاج المركز التونسي لفن العرائس لتصل بها الحاضر بالماضي.
وفي هذا الشأن، قال حسان السلامي، مدير المركز التونسي لفن العرائس، إن فاطمة بومعيزة من بين أهم الأسماء التونسية التي اهتمت بمسرح الطفل وأثرت بشكل كبير في خيال عدة أجيال وهي تسحق كل التكريم. وأشار كذلك إلى أن المركز الذي يشرف عليه أنشئ يوم 27 مارس (آذار) 1993، وهو مؤسسة ثقافية موجهة للطفولة بالدرجة الأولى ليتوج بذلك جهود الفرقة المسرحية لفن العرائس لمدينة تونس التي تأسست عام 1976، ووجهت اهتمامها نحو التربية الفنية للشباب، مع تقديم مادة ثقافية وترفيهية في نفس الوقت لشريحة واسعة من أطفال تونس.
وأضاف قوله إن هذا المركز احتل موقعًا مهمًا في خارطة الفنون «الفرجوية» في تونس، نتيجة مساهمات طاقات إبداعية من مختلف الأعمار والأوساط الثقافية والاجتماعية، وهو يسعى إلى ربط الصلة مع التقاليد التونسية في مجال الدمى والعرائس. وأعاد السلامي إلى الواجهة إشعاع المركز على المستوى المحلي والإقليمي، إذ اعتبر أن المركز الوطني لفن العرائس كان أول المتوجين بجائزة الإبداع العربي سنة 2012، وهذا ما حقق له مجالاً خصبًا لمزيد من الإبداع والانتشار على المستوى العربي والعالمي.
وتتواصل عروض تظاهرة «عرائس رمضان» في دورتها الرابعة، من خلال عرض مسرحية عرائسية تحت عنوان «لقاء» للأسعد المحواشي، وعرض مسرحية «اللي (من) يحسب وحدو يفضلو» نص كمال العلاوي وإخراج محمد علي بن سعيد، إلى جانب عرض «الديك والعفريت» لمحمد علي المداني.
وبرمجت هيئة تنظيم هذه التظاهرة مسرحية «حلم الصياد الصغير» عن نص لعبد الحكيم العليمي وإخراج عياد بن معاقل، كما تعرض مسرحية «تغريدة الطيور» لعادل الخماسي. ويقدم عز الدين المبعوج مسرحية «أين أنت يا أبي»، كما تعرض مسرحية «أنا سندريلا» نص حافظ محفوظ وإخراج حسّان السلامي. ولا تخلو هذه التظاهرة من ورشات لفائدة الأطفال من بينها ورشة «عروسة الماروطة»، وورشة «خيال الظل».



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.