إفطار جماعي وأناشيد دينية داخل كنيسة في بروكسل

في إطار مبادرة الحوار بين الثقافات في بلدية مولنبيك

إفطار جماعي داخل كنيسة في بروكسل
إفطار جماعي داخل كنيسة في بروكسل
TT

إفطار جماعي وأناشيد دينية داخل كنيسة في بروكسل

إفطار جماعي داخل كنيسة في بروكسل
إفطار جماعي داخل كنيسة في بروكسل

«طلع البدر علينا» و«يا حبيبي يا رسول الله»، كانت من بين بعض الأناشيد الدينية التي رددها كورال من الفتيات المحجبات داخل إحدى كبريات الكنائس ببروكسل، في بداية حفل إفطار كان مقررًا له أن يقام في الساحة الكبيرة أمام مقر بلدية مولنبيك، ولكن نظرًا للطقس السيئ قررت الكنيسة استضافة هذا النشاط، الذي يأتي في إطار أنشطة مبادرة الحوار بين الثقافات في بلدية مولنبيك ببروكسل، كما شاركت فرق أفريقية وبلجيكية في بعض الفقرات الموسيقية والغنائية.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قالت نورا عامر، منسقة جمعيات المرأة في مولنبيك لمواجهة الاستقصاء الاجتماعي، إن تنظيم هذا الإفطار هو أحد الأنشطة التي نظمتها مجموعة عمل تابعة لبلدية مولنبيك تعرف باسم «مجموعة الحوار بين الثقافات»، وأشارت إلى أن «المجموعة سبق أن نظمت إفطارًا مماثلاً العام الماضي، وأيضا أنشطة للاحتفال بعيد الميلاد للمسيحيين، وأيضا في عيد الفصح اليهودي، والغرض من هذه الأنشطة هو الانفتاح على الآخر، والتعرف على الآخر، وكسر الخوف الموجود لدى بعض الجهات، وتصحيح الصورة المغلوطة لدى البعض».
ومن جانبها، قالت سارة تورين، مسؤولة ملف الحوار بين الثقافات في مولنبيك، إن الحل الوحيد لمواجهة العنف والإرهاب هو التعايش السلمي بين الجميع، وأن تلتقي بالآخر والتصدي للأفكار الخاطئة عن الآخر، ويمكن أن نعيش معًا رغم الاختلاف الثقافيـ ونجعل من التنوع والاختلاف شيئًا إيجابيًا.
ويذكر أنه في أول رمضان عقب تفجيرات بروكسل، نظمت موائد للإفطار الجماعي في عدة أماكن ببلجيكا وخصوصا العاصمة بروكسل، جمعت المسلمين والبلجيكيين للتعبير عن التضامن بين كل شرائح المجتمع في وجه العنف والتشدد. ومنذ بداية رمضان، تعددت الأنشطة الثقافية والدينية والاجتماعية في عدة مناطق بمشاركة الكثير من المسؤولين، وسبق أن شارك وزير العدل البلجيكي جينس كوين في إفطار جماعي بالمسجد الكبير بمدينة انتويرب شمال البلاد. وقال الوزير في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركتي في الإفطار يعني أن كل المجتمعات التي تعيش في بلجيكا على درجة واحدة من الأهمية، ومن المهم أن يظهر الوزير المسؤول عن ملف المعتقدات الدينية، وبشكل إيجابي، الاحترام لمختلف العقائد، وأنا سعيد جدًا بوجودي في هذا المكان ومشاركتي في هذا الإفطار».
وعلى هامش حفل الإفطار، قال الشيخ نور الدين الطويل، أحد أبرز الدعاة في مدينة إنتويرب، إن اللقاء كان مهمًا جدًا، وفتح الوزير مجالا للأسئلة حول الهيئة التنفيذية للمسلمين، وقضية الاعتراف بالمساجد، والأئمة وهي مواضيع تهم المسلمين، وأضاف: «الواضح أن الوزير متواضع وأراد أن يتواصل مع الجالية المسلمة، وتوجيه رسالة لهم بأنهم جزء من المجتمع».
وقال الداعية نور الدين الطويل، إن «اللقاء وهو بادرة هي الأولى من نوعها، جرى بالتنسيق بين معهد جسر الأمانة التابع للمسجد الكبير في المدينة، وبين الحزب الديمقراطي المسيحي، في إطار اهتمام الحزب بزيارة المساجد، وفتح حوار مع القيادات الدينية». وأضاف: «اليوم وجهنا رسالة محبة وعدل وتواصل وتعاون، وهذه هي رسالة الإسلام دائمًا».
وشاركت شخصيات سياسية ودينية وحزبية في الإفطار الجماعي الذي نظمه المركز الإسلامي والثقافي ببروكسل، كما شاركت شخصيات أوروبية وبلجيكية في الإفطار الجماعي الذي نظمه المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الموجود مقره في العاصمة البلجيكية.
ويعيش في بلجيكا ما يقرب من مليون مسلم، ويشكل المغاربة والأتراك الجزء الأكبر منهم، ووصل الفوج الأول منهم في أواخر الخمسينات كعمال، وشاركوا في إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية.



فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
TT

فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)

احتفالات تحيي الموروث وتسترجع التاريخ وتعزز من الثقافة المحلية تقيمها وزارة الثقافة في عدد من المدن السعودية بمناسبة عيد الفطر، لإبراز ثقافة المجتمع السعودي، والعادات الاحتفالية الأصيلة المرتبطة به، وتجسيدها في قوالب إبداعية تستهدف جميع شرائح المجتمع.
«حي العيد» أحد هذا الاحتفالات التي تقيمها «الثقافة» في الرياض بدعمٍ من برنامج جودة الحياة - أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030» - حيث تقام في 3 مواقع بالمدينة، هي: ساحة المصمك، وسوق الزل، وشارع السويلم، وهي مناطق اعتاد سكان الرياض على التردد عليها؛ كونها تمثل جزءاً مهماً من تاريخ مدينتهم.
وأعدت الوزارة المهرجان بأسلوبٍ مميز يأخذ الزائر في رحلة ثقافية إبداعية تعكس عادات المجتمع السعودي بهذه المناسبة، تبدأ بمنطقة «عيدنا في البيت الكبير» التي تقدم طابع البيوت السعودية المفعمة بالحب والمودة، وممرات العيد التي تشهد «مسيرة العيد» لتُدخِل البهجة على قلوب الزوار، وتنشر الفرحة بينهم بأجوائها العائلية.

يهتم أهالي الطائف بوردهم بشكل كبير ويقيمون له مهرجاناً كل عام للاحتفال به  (واس)

لتنتقل الرحلة بعدها إلى منطقة «عيدنا في جمعتنا»، وهي عبارة عن ساحة خارجية تحتوي على جلسات مميزة بطابع المهرجان متضمنة عدة أنشطة، وهي حوامة العيد التي تقام في شارع السويلم 3 مرات باليوم وتوزع خلالها الحلوى؛ لتُحاكي في مشهدٍ تمثيلي عادة الحوامة القديمة في نجد، بحيث كان الأطفال يحومون انطلاقاً من مسجد الحي، ومروراً بالبيوت، منشدين خلالها أهازيج مختلفة مرتبطة بهذه المناسبة السعيدة.
وفي شمال السعودية، تقيم الوزارة مهرجان «أرض الخزامى» في نسخته الأولى بالتزامن مع العيد ولمدة 15 يوماً في مدينتي سكاكا، ودومة الجندل في منطقة الجوف، لإبراز التاريخ العريق للمنطقة والاحتفاء بعادات وتقاليد سكانها.
وسيتم إحياء المناطق المفتوحة حول قلعة زعبل بمعارض فنية مفتوحة بمشاركة فنانين من المنطقة ومن مختلف مناطق المملكة، إلى جانب إحياء شوارع القلعة بالألعاب الشعبية التي تُقدَّم بمشاركة أطفال المنطقة، كما ستوضع منصات لكبار السن لرواية قصص عن قلعة زعبل على المستوى الاجتماعي والنهضة التي تمت خلال المائة عام السابقة، التي أثرت بشكل عام على المنطقة.
كما سيوفر المهرجان فرصة التخييم للزوار ضمن أنشطة ثقافية مختلفة تتضمن السرد القصصي، والفنون الأدائية، والطهي الحي، في الوقت الذي سيقدم فيه شارع الفنون الشعبية كرنفالاً من الخزامى، يحوي مناطق لصناعة الزيتون وصناعات السدو.
وتحتضن بحيرة دومة الجندل عدة فعاليات، تشمل مقهى حديقة اللافندر، ومنطقة نزهة الخزامى، وسوق الخزامى لبيع مختلف المنتجات المستخلصة من نبتة الخزامى، وكذلك منطقة مخصصة لورش العمل التي تتناول صناعة مختلف منتجات الخزامى، والتعريف بها، وكيفية زراعتها.
كما يستضيف المسرح في مناطق المهرجان عروضاً موسيقية وأدائية لاستعراض تراث الخزامى في منطقة الجوف، والمعزوفات المختلفة باستخدام الناي والطبول والدفوف، إضافة إلى العديد من الأمسيات الشعرية التي ستستضيف نخبة من الشعراء.
وتسعى وزارة الثقافة إلى جعل مهرجان «أرض الخزامى» واحداً من أهم 10 مهرجانات ثقافية، عبر تقديم فعاليات بقوالب مبتكرة ومستوى عالمي، مع تأصيل التراث المادي وغير المادي، بما يضمن تغطية جميع الجوانب الثقافية، والتراثية، والإبداعية للمنطقة، مع إشراك الأهالي من ممارسين، ومثقفين، ومهتمين، في أنشطة المهرجان الرامية إلى إبراز نبتة الخزامى بوصفها هوية حضارية تمتاز بها المنطقة.
وفي غرب السعودية، تبدأ الوزارة بمهرجان «طائف الورد» الذي يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية للمدينة وإبراز مكتسباتها الطبيعية والتاريخية ونشر ثقافة أهاليها وتسليط الضوء على الورد الطائفي وأهميته.
ويصاحب المهرجان مسيرة استعراضية للورد، تضم مؤدِّين، ومركبات مزينة بالورود، ومجسمات ضخمة تعكس هوية المهرجان بالورود تجوب شوارع مدينة الطائف، وصولاً إلى متنزه الردف حيث تقام هناك فعاليات «جبل الورد»، ومعرض «ترانيم الورد»، و«سوق الورد».
وسيكون رواد الأعمال، والشركات المحلية والعالمية، والمنتجون المحليون والمزارعون، على موعد مع ملتقى «مهرجان طائف الورد» الذي يمثل منصة تجمع المزارعين مع رواد العلامات التجارية العالمية، مما يوجِد فرصاً استثمارية، واتفاقيات تعاون كُبرى مع العلامات التجارية العالمية؛ ليكون ورد الطائف ضمن أعمالهم المعتمدة.
وتأتي في مقدمة أنشطة متنزه الردف فعالية جبل الورد التي تعكس قصة ساحرة عبر عرض ضوئي على الجبل وممر الانطباعية الذي يعيد إحياء أعمال فنية بمشاركة فنانين محليين، كما يضم متنزه الردف، سوق الورد المتضمنة مجموعة من الأكشاك المصممة بطريقة عصرية تتلاءم مع طبيعة المهرجان؛ دعماً للعلامات التجارية المحلية والأسر المنتجة التي تحوي منتجاتهم مواد مصنوعة من الورد الطائفي، فيما يستضيف المسرح مجموعة من الفنانين، محليين وعالميين، وتقام عليه عدة عروض فنية وموسيقية ومسرحية تستهدف الأطفال والعائلات وأيضاً الشباب.
وعلى جانب آخر من متنزه الردف، تقام فعالية «الطعام والورد»، بمشاركة نخبة من الطهاة المحليين في أنشطة متخصصة للطهي، بهدف تعزيز المنتجات المستخلصة من الورد الطائفي في الطبخ وتعريفها للعالم، كما خصص مهرجان «ورد الطائف» منطقة للأطفال في متنزه الردف، صُمّمت بناءً على مبادئ التعليم بالترفيه، حيث يشارك المعهد الملكي للفنون التقليدية بمتنزه الردف بورشتي عمل، من خلال حفر نقوش الورد على الجبس، وتشكيل الورد بالخوص في الوقت الذي يقدم «شارع النور» رحلة ثقافية وعروضاً فنية حية تقام على امتداد الشارع بمشاركة فنانين محليين.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال تنظيم مهرجان «طائف الورد» إلى إبراز مقومات الطائف الثقافية، والترويج لمنتجاتها الزراعية، وأبرزها الورد الطائفي، والاحتفاء بتاريخها وتراثها بشكلٍ عام، مما يعزز من قيمتها بوصفها وجهة ثقافية جاذبة.