محكمة مصرية تضيف 40 عامًا سجنًا للرئيس الأسبق مرسي في ثاني إدانة له بالتخابر

حكم بإعدام 6 من عناصر الإخوان بينهم أردني لإفشاء وثائق الأمن القومي لقطر

الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وراء القضبان بلباس أحمر عادة ما يرتديه المحكومون بالإعدام (رويترز)
الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وراء القضبان بلباس أحمر عادة ما يرتديه المحكومون بالإعدام (رويترز)
TT

محكمة مصرية تضيف 40 عامًا سجنًا للرئيس الأسبق مرسي في ثاني إدانة له بالتخابر

الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وراء القضبان بلباس أحمر عادة ما يرتديه المحكومون بالإعدام (رويترز)
الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وراء القضبان بلباس أحمر عادة ما يرتديه المحكومون بالإعدام (رويترز)

قضت محكمة مصرية أمس بسجن الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي الذي عزل عقب ثورة شعبية قبل ثلاث سنوات، لمدة 40 عاما لإدانته في القضية المعروفة إعلاميا بـ«التخابر مع قطر» في حكم آخر بالتخابر بعد أن سبق إدانته بالتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية حماس في يونيو (حزيران) من العام الماضي. وقضت المحكمة أيضا بإعدام ست آخرين في القضية نفسها.
وجاءت أحكام أمس لترفع رصيد الرئيس الأسبق من سنوات السجن إلى 85 عاما فيما انشغل أنصاره بخلافاتهم الداخلية التي تصدعت على أثرها أعرق تنظيمات الإسلام السياسي في البلاد.
وأصدرت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة أمس حكما بمعاقبة مرسي، بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، والسجن المشدد لمدة 15 عاما، لإدانته وآخرين من كوادر وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، بالتخابر وتسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية وموجهة إلى مؤسسة الرئاسة وتتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، وإفشائها إلى دولة قطر.
كما قضت المحكمة بمعاقبة 6 مدانين، بإجماع آراء أعضاء هيئة المحكمة، بالإعدام شنقا بحق كل من: أحمد علي عبده عفيفي (محبوس - منتج أفلام وثائقية)، ومحمد عادل حامد كيلاني (محبوس - مضيف جوي بشركة مصر للطيران للخطوط الجوية)، وأحمد إسماعيل ثابت إسماعيل (محبوس - معيد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا)، وأسماء محمد الخطيب (هاربة - مراسلة بشبكة رصد الإعلامية)، وعلاء عمر محمد سبلان (هارب – أردني الجنسية - معد برامج بقناة الجزيرة القطرية)، وإبراهيم محمد هلال (هارب - رئيس قطاع الأخبار بقناة الجزيرة القطرية).
كان المستشار محمد شيرين فهمي رئيس المحكمة قد تلا بيانا في مستهل الجلسة، قال فيه إنه ورد إلى المحكمة رأي مفتي الديار المصرية في تلك القضية، متضمنا أن القرائن قاطعة الدلالة تقطع بإثبات الجرم في حق المتهمين الستة المقضي بإعدامهم.
وكانت المحكمة قد أحالت أوراق المتهمين الستة، في 7 مايو (أيار) الماضي، إلى مفتي البلاد لاستطلاع رأيه بشأن الحكم بإعدامهم في القضية. ورأي المفتي استشاري وغير ملزم للمحكمة، ولم يكن الرئيس المعزول من بين المتهمين المحالة أوراقهم إلى المفتي.
وأصدرت المحكمة حكما بمعاقبة أحمد عبد العاطي (محبوس - مدير مكتب رئيس الجمهورية الأسبق – صيدلي)، وأمين الصيرفي (محبوس - سكرتير سابق برئاسة الجمهورية) بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما.
وتضمنت الأحكام معاقبة مرسي والصيرفي وابنته كريمة الصيرفي (طالبة) بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، ومعاقبة المتهم خالد حمدي عبد الوهاب (محبوس - مدير إنتاج بقناة مصر 25) بذات عقوبة السجن المشدد لمدة 15 عاما مع تغريمه 10 آلاف دولار أميركي.
وقضت المحكمة أيضا بمعاقبة كل من المتهمين أحمد علي عفيفي، وخالد حمدي عبد الوهاب، ومحمد عادل كيلاني، وكريمة الصيرفي، وأسماء الخطيب، وعلاء سبلان، وإبراهيم هلال، بالسجن المشدد لمدة 15 عاما.
كما قضت المحكمة ببراءة كل من الرئيس المعزول ومدير مكتبه عبد العاطي والصيرفي وخالد حمدي عبد الوهاب ومحمد عادل كيلاني وأحمد إسماعيل ثابت وكريمة الصيرفي وأسماء الخطيب، من إحدى الاتهامات الواردة بقرار الاتهام.
وقررت المحكمة إلزام المتهمين بالمصاريف الجنائية، ومصادرة أجهزة الكومبيوتر والهواتف الجوالة والأقراص المدمجة وغيرها من الأحراز المضبوطة بحوزة المتهمين، ووضعها تحت تصرف جهاز المخابرات العامة.
وظهر مرسي بزي المحكومين بالإعدام لسابق إدانته في قضية اقتحام السجون إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011. وحيا الرئيس المعزول أنصاره في القاعة، في غيبة مظاهرات الإخوان التي طالما أزعجت السلطات قبل أن ينشغل أعرق التنظيمات المصرية بخلافاته الداخلية التي يعتقد مراقبون وقادة سابقون في الجماعة أنها آخر محطاته بعد مسيرة قاربت قرنا من الزمان.
وأدين مرسي للمرة الأولى في أبريل (نيسان) من العام الماضي في القضية المعروفة إعلاميا بقتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وهي القضية التي تعود أحداثها لأواخر عام 2012 حين اعتدى أنصاره على متظاهرين محتجين على إصداره إعلانا دستوريا خول فيه لنفسه سلطات واسعة.
وفي يونيو (حزيران) 2015 أدين مرسي في قضيتي التخابر مع حماس وقضية اقتحام السجون، وعوقب في الأولى بالسجن المؤبد وفي الثانية بالإعدام، ولا يزال يحاكم في قضية أخيرة هي إهانة القضاء. وجميع الأحكام الصادرة بحق مرسي لا تزال قابلة للنقض، وليست نهائية.
وصاحب ظهور مرسي في قفص الاتهام مع بدء المحاكمات مظاهرات واسعة واحتجاجات من أنصاره، لكن بمرور الوقت واتساع هوة الخلافات داخل جماعة الإخوان تراجعت المظاهرات واكتفت الأجنحة المتصارعة على قيادة الجماعة بإصدار بيانات لإدانة تلك الأحكام.
وكان النائب العام الراحل هشام بركات قد أحال المتهمين إلى المحاكمة في سبتمبر (أيلول) عام 2014. وذلك في ختام التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا بالقضية، حيث جاء بأمر الإحالة (قرار الاتهام) أن مرسي وعددا من المتهمين قاموا باختلاس التقارير الصادرة عن جهازي المخابرات العامة والحربية، والقوات المسلحة، وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية - والتي من بينها مستندات غاية في السرية تضمنت بيانات حول القوات المسلحة وأماكن تمركزها والسياسات العامة للدولة - بغية تسليمها إلى جهاز المخابرات القطري وقناة الجزيرة الفضائية القطرية، بقصد الإضرار بمركز مصر الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن استنكارها ورفضها الكامل للزج باسم قطر في الحكم.
وأوضح السفير أحمد الرميحي، مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية، أنه وعلى الرغم من أن الحكم الصادر عن محكمة جنايات القاهرة غير باتٍ، فإن هذا الحكم عارٍ من الصحة، ويجافي العدالة والحقائق، لما تضمنه من ادعاءات مضللة تخالف سياسة دولة قطر تجاه جميع الدول الشقيقة ومن بينها مصر، كما أن تهمة التخابر مع قطر الموجهة لرئيس سابق ولصحافيين مرفوضة من أساسها ومستغربة.
وأشار الرميحي إلى أنه ليس من المستغرب صدور مثل هذا الحكم، في ظل ما شهدته المحاكم المصرية خلال العامين الماضيين من صدور أحكام بالإعدام والحبس المؤبد لأكثر من ألف شخص متهم، تم إلغاؤها من محكمة النقض المصرية، كما أكد أن مثل هذه الأحكام التي تفتقر إلى العدالة بمفهومها السليم، والتي تؤسس على أسباب لا علاقة لها بالقانون، وإنما لأسباب معروفة لا تساعد على ترسيخ الروابط والعلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة، وتشكل سابقة خطيرة في العلاقات بين الدول العربية.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).