لقاء أوباما ومحمد بن سلمان ناقش القضايا الساخنة وأكد التعاون لمواجهة تحديات المنطقة

الرئيس الأميركي أثنى على «الرؤية 2030» وأكد تعميق العلاقات الاستراتيجية* مسؤول عسكري: كارتر ناقش مع ولي ولي العهد رفع القدرات العسكرية للسعودية

الرئيس الأميركي لدى استقباله ولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض أمس (واس)
الرئيس الأميركي لدى استقباله ولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض أمس (واس)
TT

لقاء أوباما ومحمد بن سلمان ناقش القضايا الساخنة وأكد التعاون لمواجهة تحديات المنطقة

الرئيس الأميركي لدى استقباله ولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض أمس (واس)
الرئيس الأميركي لدى استقباله ولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض أمس (واس)

استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي، صباح اليوم بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، حيث استمر اللقاء لمدة نصف ساعة أكد خلالها الجانبان الأميركي والسعودي أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية.
وأكد الرئيس الأميركي التزام بلاده بمواصلة التعاون مع السعودية لما فيه مصلحة البلدين، والعمل مع المملكة لدعم أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، والتحديات التي تواجهها المنطقة، كما تطرق الجانبان خلال اللقاء إلى الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة، حيث أكد الرئيس باراك أوباما عن ترحيب الولايات المتحدة بـ«رؤية السعودية 2030» والبرامج الاقتصادية التي تشهدها المملكة، وتعزيز التعاون معها في خططها المستقبلية.
وقال بيان للبيت الأبيض إن اللقاء واصل المناقشات التي بدأت في أبريل (نيسان) الماضي في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي شارك فيها الرئيس أوباما خلال زيارته للرياض.
وقال البيت الأبيض إن أوباما أعرب عن تقديره لمساهمات السعودية في التحالف الدولي لمكافحة «داعش»، وناقش أوباما مع الأمير محمد بن سلمان المكاسب التي تحققت في العراق ضد «داعش» والخطوات المطلوبة لدعم الشعب العراقي، بما في ذلك زيادة الدعم الخليجي لتمويل الاحتياجات الإنسانية وتحقيق الاستقرار.
واحتلت الأزمة السورية، وفقا لبيان البيت الأبيض، جانبا مهما من النقاشات؛ حيث أكد الرئيس أوباما والأمير محمد بن سلمان أهمية وقف الأعمال العدائية وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا دون بشار الأسد، كما تطرقت المناقشات إلى الوضع في ليبيا وأهمية حشد الجهود لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية.
وفيما يتعلق باليمن قال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما رحب بالتزام المملكة العربية السعودية بالسعي إلى إبرام تسوية سياسية للصراع في اليمن وتقديم الدعم من كل دول مجلس التعاون الخليجي لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وإعادة بناء اليمن.
وناقش الطرفان أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار وأهمية استكشاف السبل التي تؤدي إلى وقف تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، كما تطرقت المحادثات إلى الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به المملكة العربية السعودية في مواجهة الفكر المتطرف.
وأشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتزام ولي ولي العهد بخطط إصلاح اقتصاد السعودية، وأكد دعم الولايات المتحدة القوي لتحقيق «الرؤية 2030» وأهدافها. وأكد الأمير محمد بن سلمان التزام السعودية القوي بنتائج اتفاق باريس للتغيير المناخي ورحب بالتعاون مع الولايات المتحدة حول قضايا الطاقة النظيفة.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء بين الرئيس باراك أوباما والأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، يؤكد الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وأضاف أن الرئيس أوباما أثنى بشكل خاص على الدور المحوري الذي تلعبه السعودية في المنطقة لحل النزاعات وتهدئة التوترات، وأشار إلى أن استقبال الرئيس أوباما للأمير محمد بن سلمان الذي يشغل المنصب الثالث في التسلسل الهرمي في إدارة الحكم في المملكة، هو تكريم خاص للأمير حيث من المعتاد بروتوكوليا أن يستقبل الرئيس الأميركي نظراءه من قادة دول العالم ويجتمع معهم للنقاش حول القضايا المشتركة.
واجتمع الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض بواشنطن أول من أمس مع الفريق الاقتصادي للرئيس الأميركي باراك أوباما، وضم جيف زينست مدير المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس الأميريكي، وجاك لو وزير الخزانة، وبيني بريتزكر وزيرة التجارة، وإيرنست مونيز وزير الطاقة، بحضور الوفد الرسمي المرافق لولي ولي العهد، وعدد من المستشارين في البيت الأبيض.
وجرى خلال الاجتماع استعراض أفضل السبل لتعزيز التعاون المشترك والمستمر بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية في ظل رؤية السعودية 2030، وبرامجها الاقتصادية الطموحة بما فيها برنامج التحول الوطني.
وتم خلال الاجتماع التأكيد على مواصلة تنسيق الجهود بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.
كما اجتمع الأمير محمد بن سلمان في وقت لاحق أول من أمس مع رئيس الغرفة التجارية الأميركية توماس دونهيو، وجرى خلال الاجتماع استعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بالمجال التجاري والاستثماري بين البلدين، وبحث مواصلة تنميتها.
حضر الاجتماع الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية والوفد الرسمي المرافق لولي ولي العهد وعدد من رجال الأعمال الأميركيين.
وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قد أقام استقبالا رسميا للأمير محمد بن سلمان، مساء أول من أمس، الخميس بمقر وزارة الدفاع الأميركي بولاية فيرجينا، حيث استعرض الأمير حرس الشرف الأميركي وعقد اجتماعا مع وزير الدفاع الأميركي والمسؤولين العسكريين الأميركيين لمدة ساعتين.
وأشاد المسؤولون العسكريون عقب الاجتماع بالعلاقات الثنائية مع المملكة، وأشار بيتر كوك، المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين، إلى أن المناقشات بين الجانبين كانت مثمرة للغاية، مؤكدا الشراكة الاستراتيجية والأمنية والعسكرية المهمة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقال كوك إن النقاشات تركزت حول تقييمات جهود الحرب ضد تنظيم داعش في العراق والشام والوضع في اليمن والدور السعودي المهم في ملاحقة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأشار كوك إلى أن المناقشات تطرقت أيضا إلى رفع مستوى القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية.
وأضاف كوك: «عقدنا محادثات مثمرة في السابق في الرياض من خلال اجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجي، وقد خرجت تلك الاجتماعات بكثير من الاتفاقات والتعهدات لضمان أمن الدول الخليجية، وقد تعهد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بمواصلة التعاون مع المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة تهديدات التطرف العنيف ومواجهة «داعش» ومواجهة النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة والمخاوف الأمنية المشتركة الأخرى»
واجتمع الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخزانة جاك ليو، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني للرئيس الأميركي جيف زينست، ووزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر، ووزير الطاقة أرنست مونيز، والممثل التجاري الأميركي مايكل فرومان، ورئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين جيسون فورمان.
وقال البيت الأبيض في بيان إن الفريق الاقتصادي الأميركي أبدى رغبة واضحة من جانب الولايات المتحدة، لتكون شريكا في مساعدة المملكة العربية السعودية في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح، واتفق الجانبان على أهمية التنويع الاقتصادي وتوسيع فرص العمل في القطاع الخاص والمشاركة مع الشركات الأميركية لتنفيذ أهداف الإصلاح الاقتصادي.
وأشاد الفريق الاقتصادي بالبيت الأبيض بما تتضمنه الرؤية من إصلاحات وطموحات لتحقيق التنوع الاقتصادي وتوسيع فرص العمل في القطاع الخاص وتطوير الصناعات والسعي إلى تحقيق شراكات متميزة مع الشركات الأميركية.
ومن المقرر أن يتجه الأمير محمد بن سلمان إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا؛ حيث يلتقي بعدد كبير من شركات التكنولوجيا الأميركية، لبحث كيفية الاستفادة من تلك الشركات في تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادية و«رؤية السعدية 2030».
ويلتقي الأمير محمد بن سلمان في محطته الثالثة في نيويورك، يوم الأربعاء القادم، مع عدد من رؤساء ومديري صناديق الاستثمار الأميركية وكبرى رؤساء الشركات المالية، ويجري مباحثات مع مديري الأسواق المالية وول ستريت ومديري كبري المصارف الأميركية ويستعرض تفاصيل طرح خمسة في المائة من شركة «أرامكو» العملاقة للنفط.



السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
TT

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)
السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

جاء ذلك في بيان ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير عبد العزيز الواصل، أمام الجمعية العامة بدورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة المستأنفة بشأن فلسطين للنظر بقرارين حول دعم وكالة الأونروا، والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.

وقال الواصل إن التعسف باستخدام حق النقض والانتقائية بتطبيق القانون الدولي أسهما في استمرار حرب الإبادة الجماعية، والإمعان بالجرائم الإسرائيلية في غزة، واتساع رقعة العدوان، مطالباً بإنهاء إطلاق النار في القطاع، والترحيب بوقفه في لبنان، واستنكار الخروقات الإسرائيلية له.

وأكد البيان الدور الحيوي للوكالة، وإدانة التشريعات الإسرائيلية ضدها، والاستهداف الممنهج لها، داعياً إلى المشاركة الفعالة بالمؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية الذي تستضيفه نيويورك في يونيو (حزيران) المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.

وشدد الواصل على الدعم الراسخ للشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيراً إلى أن السلام هو الخيار الاستراتيجي على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وفق قرارات الشرعية الدولية.

وعبّر عن إدانته اعتداءات إسرائيل على الأراضي السورية التي تؤكد استمرارها بانتهاك القانون الدولي، وعزمها على تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، مشدداً على عروبة وسورية الجولان المحتل.

وصوّت الوفد لصالح القرارين، فجاءت نتيجة التصويت على دعم الأونروا «159» صوتاً، و9 ضده، فيما امتنعت 11 دولة، أما المتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، فقد حصل على 158 صوتاً لصالحه، و9 ضده، في حين امتنعت 13 دولة.