اشتباكات ضارية في «مريس» تكبد الانقلاب 30 قتيلاً

مصادر: الميليشيات تفرغ السجون من جناة ارتكبوا جرائم قتل

اشتباكات ضارية في «مريس» تكبد الانقلاب 30 قتيلاً
TT

اشتباكات ضارية في «مريس» تكبد الانقلاب 30 قتيلاً

اشتباكات ضارية في «مريس» تكبد الانقلاب 30 قتيلاً

نجحت قوات الشرعية في صد كثير من الهجمات التي نفذتها ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح، في عدة محاور رئيسية، كان أبرزها كسر التقدم في جبهة «مِريس دِمت» الذي يعد أكبر هجوم تنفذه الميليشيا خلال الأيام الماضية على مواقع المقاومة والجيش الوطني.
وشرعت ميليشيا الحوثيين في إطلاق سراح السجناء والمحكوم عليهم بعشر سنوات وأكثر لتورطهم في قضايا جنائية وقتل، وإحلال مدنيين مكانهم، تعتقلهم الميليشيا دون وجود أي جريمة أو مسوغ قانوني، وذلك للاستفادة منهم في عملية تبادل الأسرى مع الحكومة الشرعية بعناصر مهمة للميليشيا من خلال زيادة عدد المعتقلين التابعين للحكومة.
ووفقا لمصدر يمني رفيع، فإن قوات الشرعية كبدت الحوثيين خسائر كبيرة في مواجهات «مريس» التي استمرت قرابة الثلاث ساعات من بعد فجر أمس الثلاثاء، موضحا أن قتلى الحوثيين في أول الإحصاءات تجاوزوا 30 شخصا، وأن هناك أكثر من 20 جريحا، كما دكت المقاومة مراكز تجمع الحوثيين في «نجد القرين»، و«العرفاف» بقذائف المدفعية، التي أدت إلى فرار أطقم كاملة من تلك المواقع باتجاه القرى القريبة منها.
وأضاف المصدر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الشرعية فرضت سيطرتها على المواقع التي زحفت منها الميليشيا باتجاه الضالع، وأنها تقوم بملاحقة بقايا أطقم الحوثيين الفارين نحو الجنوب، خصوصا في جبل التهامي، وبيت مدرة، والسيد والمحطة، ونجد القرين، ويطبقون الحصار على العشرات من الميليشيا في موقع بيت مدرة والتهامي.
وأشار المصدر إلى أن الجيش عرض على ميليشيات الحوثي وصالح المحاصرين، تسليم أنفسهم لضمان سلامتهم وإلقاء السلاح للخروج الآمن، في فرصة أقصاها يوم، وإلا فستقوم قوات الشرعية بشن هجوم على المواقع التي يتحصنون بها وأسرهم أو قتلهم في المواجهات مباشرة.
وذكرت مصادر يمنية أن مدينة ذمار أصبحت خلال الأيام الماضية الحاضن الأكبر لقتلى ميليشيات الحوثي وصالح؛ إذ أصبحت المدينة تستقبل العشرات من القتلى والجرحى بشكل مستمر منذ دخول شهر رمضان المبارك، موضحين أن هذه الخسائر في الأرواح تعكس مدى ضعف القوة العسكرية لدى الحوثيين في المواجهات العسكرية، وأن زيادة الأعداد من الأفراد ما لم يكونوا مدربين، لا تشكل رقما في المعارك العسكرية.
وفي هذا السياق، قال عبد الحفيظ الخطامي، وهو ناشط حقوقي يمني، إن محافظة ذمار تعد أبرز محافظة شاركت في الحرب من حيث المقاتلين في صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وخسرت كثيرا من القتلى، من بينهم أطفال، وتحديدا من مديرية أنس الواقعة جنوب المدينة، والتي تبعد 5 كيلومترات تقريبا.
وأضاف الخطامي أن ميليشيات الحوثيين، وفي حدث غير مسبوق، قامت بإنشاء مقبرة خاصة بهم، ودفن قتلاها فيها وسط مقبرة العمودي، وهي واحدة من بين عشرات المقابر التي استحدثتها الميليشيا بمحافظة ذمار ومديريتها، موضحا أنه وبصورة شبه يومية يتم تشييع قتيل أو قتيلين من أنصار الميليشيا، والذين يلقون مصرعهم في مختلف جبهات القتال. وتعد مديرية جبل الشرق ومديرية أنس والمنار أبرز المديريات خسارة من حيث عدد القتلى.
هذه الخسائر دفعت الميليشيا المدعومة بالقوات الموالية للمخلوع صالح للقيام بأعمال عدوانية ضد المدنيين في عدد من المحافظات، إذا قامت بنسف منازل عدد من المدنيين في «المصلوب» التابعة إداريا إلى محافظة الجوف، كما أقدمت الميليشيا على اقتحام المنازل ومداهمة عدد منها والعبث بمحتوياتها واختطاف المدنيين إلى وجهات غير معلومة خارج مدينة «إب».
وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيا الحوثيين تكثر عمليات الاعتقال بحق المواطنين العاديين، وذلك بهدف تقديمهم أسماء رئيسيةً في عمليات التفاوض على إطلاق سراح الأسرى بين الطرفين، وعدم إبراز الأسماء الحزبية أو معتقلي الرأي والسياسيين، بعد أن أنكرت وجود عدد من الأسماء التي طلبت الحكومة إدراجهم ضمن قائمة عملية التبادل.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا في الوقت الراهن تقوم على تفريغ السجون من الجناة، والذين حكم عليهم في قضايا جنائية منذ سنوات أو قضايا قتل، وإحلال سجناء مدنيين مكانهم لم يقترفوا جرمًا ولا يوجد مسوغ قانوني لعملية اعتقالهم وسجنهم، إلا أن الميليشيا لديها مخطط تنفذه هذه الأيام بإطلاق سراح المساجين لزيادة أعمال العنف وزعزعة الأمن في تلك المدن.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».