محافظ الأنبار: مقتل العشرات من أبناء الفلوجة على يد {الحشد الشعبي}

الحديثي: أصدرنا أوامر بحماية المدنيين ومتابعة الخروقات لإيقاف المشتبه بهم

عمليات فرز واحتجاز تسبق إجراءات التحقيق للرجال والشباب من قبل القوات الأمنية العراقية لأهالي مدينة الفلوجة الفارين من قبضة «داعش»
عمليات فرز واحتجاز تسبق إجراءات التحقيق للرجال والشباب من قبل القوات الأمنية العراقية لأهالي مدينة الفلوجة الفارين من قبضة «داعش»
TT

محافظ الأنبار: مقتل العشرات من أبناء الفلوجة على يد {الحشد الشعبي}

عمليات فرز واحتجاز تسبق إجراءات التحقيق للرجال والشباب من قبل القوات الأمنية العراقية لأهالي مدينة الفلوجة الفارين من قبضة «داعش»
عمليات فرز واحتجاز تسبق إجراءات التحقيق للرجال والشباب من قبل القوات الأمنية العراقية لأهالي مدينة الفلوجة الفارين من قبضة «داعش»

قال محافظ الأنبار صهيب الراوي إن العشرات من أبناء مدينة الفلوجة قتلوا على يد عناصر تابعة لميليشيا الحشد الشعبي واختفى المئات الذين ما زال مصيرهم مجهولاً حتى هذه اللحظة، وقال الراوي «إن 49 شخصًا من الرجال والشباب تمت تصفيتهم على يد عناصر ميليشيات تابعة للحشد الشعبي، بعدما تمكنوا من الهرب من قبضة تنظيم داعش، حيث وجدوا أنفسهم في قبضة عناصر إجرامية اقتادتهم إلى أماكن مجهولة وقتلت منهم هذا العدد بينما تم خطف المئات من أهالي مدينة الفلوجة وناحية الصقلاوية واقتيادهم إلى أماكن مجهولة
وأضاف الراوي: «إن عملية اختطاف أكثر من 650 شخصًا من أبناء الفلوجة بعد عزلهم عن عائلاتهم، تعد جريمة كبرى تتحملها الحكومة المركزية ولا بد من تحرك فوري لمعرفة مصير المختطفين الأبرياء وإطلاق سراحهم على الفور وإعادتهم إلى عائلاتهم، لكون هذه الجرائم ستمكن التنظيم الإرهابي من احتواء آلاف المدنيين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة بين صفوفه، بعد خشيتهم من الخروج والوقوع بيد الميليشيات المنتشرة عند أطراف المدينة.
في هذه الأثناء قال سعد الحديثي المتحدث باسم الحكومة العراقية إن القيادة أصدرت أوامر مشددة لجميع القطاعات بضرورة حماية المدنيين، مضيفًا أن هذه الأوامر وجهت أيضًا للحشد الشعبي وتتم متابعة الخروقات لإيقاف عدد من المشتبه بهم في مسألة مقتل عدد من المدنيين في الفلوجة.
من جهته، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» «إن أكثر من 32 ألف شخص من مجموع 90 ألف شخص من أهالي مدينة الفلوجة المحاصرين داخل المدينة تمكنوا من الهروب من قبضة تنظيم داعش الذي يستخدمهم دروعًا بشرية ويمنع خروجهم من المدينة، حيث تمت عملية استقبال العائلات في ناحية عامرية الفلوجة بواقع أكثر من 5400 عائلة تم عزل الرجال والشباب واحتجازهم في موقع في ناحية العامرية وهو عبارة عن مخازن تابعة لوزارة الصناعة حيث تتم عملية التحقيق معهم من أجل التأكد من عدم مشاركتهم مع التنظيم الإرهابي بينما تم نقل النساء والأطفال إلى مخيمات النزوح».
وأضاف العيساوي أن «اللجنة الخماسية المشكلة من أجل التحقيق مع المحتجزين للكشف عن العناصر التابعة لتنظيم داعش بين جموع المدنيين الفارين، وجهت الاتهام إلى 580 رجلا وأحالتهم إلى القضاء، وأن المشتبه فيهم ثبت تورطهم مع التنظيم، كما عملت اللجنة على تشكيل لجان فرعية تتولى تدقيق بيانات المحتجزين وإلحاقهم بعائلاتهم في مخيم النازحين بعد التأكد من سلامة موقفهم، وبالفعل تم إطلاق سراح أكثر من 3500 شخص وإلحاقهم بعائلاتهم في المخيم، بينما ينتظر أكثر من 6 آلاف آخرين دورهم في عمليات التحقيق التي تسير على مدار الساعة من أجل الإسراع بلم شمل العائلات التي تمكنت من الإفلات من قبضة «داعش».
وأشار العيساوي إلى أن «أكثر من 600 شخص من بين المحتجزين الذين قامت بعض العناصر التابعة للحشد الشعبي بتعذيبهم وانتهاك حقوقهم المدنية قاموا بتقديم الشكوى إلى القضاء من أجل الاقتصاص من الجناة، وتقدموا بطلبات إلى القضاء بذلك عند زيارة وزير الدفاع خالد العبيدي لموقع الاحتجاز، وكذلك إلى رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي، فيما يتوقع وصول أعداد كبيرة من النازحين من أهالي مدينة الفلوجة خصوصًا مع تأمين الممر الآمن في غربي المدينة.
ميدانيًا، أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن مواصلة تقدم القوات الأمنية العراقية في عملياتها العسكرية ووصلت القطعات العسكرية إلى أماكن قريبة جدًا من وسط المدينة حيث باتت على مسافة كيلومترين فقط تفصل القوات العراقية عن مركز المدينة وقال المتحدث الرسمي بلسان قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن القوات الأمنية العراقية المشتركة انطلقت من جميع المحاور الأربعة في عمليات تحرير مدينة الفلوجة، حيث تم انطلاق عمليات تحرير المدينة من المحاور كافة لا سيما عند المحور الغربي الذي اقتضت الخطة التركيز عليه كمنطلق أساسي لاقتحام المدينة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.