إسرائيل تهدم منزل أسير فلسطيني تنفيذًا لتوجيهات نتنياهو الانتقامية

ضمن سياسة العقاب التي اشتملت على تعزيزات عسكرية في الضفة والقدس ومواصلة منع «التسهيلات»

والدة الأم الشاب الفلسطيني مراد إدياس الذي هدمت القوات الإسرائياية منزل عائلته في بلدة ياطا بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
والدة الأم الشاب الفلسطيني مراد إدياس الذي هدمت القوات الإسرائياية منزل عائلته في بلدة ياطا بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تهدم منزل أسير فلسطيني تنفيذًا لتوجيهات نتنياهو الانتقامية

والدة الأم الشاب الفلسطيني مراد إدياس الذي هدمت القوات الإسرائياية منزل عائلته في بلدة ياطا بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
والدة الأم الشاب الفلسطيني مراد إدياس الذي هدمت القوات الإسرائياية منزل عائلته في بلدة ياطا بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل أسير قاصر، أمس في مدينة يطا جنوب الخليل، ضمن الأوامر الانتقامية التي أصدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ردا على عملية الأربعاء في تل أبيب والتي أودت بحياة أربعة إسرائيليين.
وفجرت القوات الإسرائيلية أمس منزل الأسير مراد ادعيس (15 عاما) في مدينة يطا، بعدما سمحت المحكمة العليا الإسرائيلية قبل يومين بهدم منزله، بتهمة قيامه بقتل المستوطنة دافنا مئير من مستوطنة عوتنيئيل في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي. وداهمت قوات إسرائيلية كبيرة مصحوبة بوحدة متفجرات وجرافات ضخمة المدينة الفلسطينية وهدمت المنزل. فيما كانت قوات أخرى تأخذ معلومات وقياسات أوفى عن منزلي خالد ومحمد مخامرة اللذين نفذا عملية تل أبيب الأخيرة، وهما من نفس المدينة (يطا).
وأفاد شهود أن الجرافات هدمت منزل ادعيس المكون من طبقتين والذي كان يقطن فيه 10 أفراد. ويعتقد أن تقدم القوات الإسرائيلية في وقت قريب على هدم منزلي مخامرة ضمن السياسة الانتقامية المتبعة. وكان نتنياهو قرر تسريع عمليات هدم منازل منفذي الهجمات ردا على مواصلة العمليات. واستنكر رئيس بلدية يطا موسى مخامرة، هدم قوات الاحتلال منزل ذوي الأسير ادعيس. ووصف ذلك بأنه يأتي «ضمن سياسة الاحتلال الإسرائيلي في العقاب الجماعي وخاصة أن المنزل يؤوي 10 أفراد من نفس العائلة».
وهدمت إسرائيل منزل ادعيس فيما واصلت إجراءاتها الأخرى على الأرض، إذ أبقت على حصار مدينة يطا لليوم الرابع على التوالي ونفذت جملة من الاعتقالات في المدينة وباقي مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المغلقة حتى مساء اليوم الأحد كإجراء إضافي ضمن الإجراءات التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية ردا على هجوم تل أبيب.
ولقي الإجراء الإسرائيلي تنديدًا من قبل المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي اعتبر أن إغلاق الأراضي الفلسطينية «يمكن أن يرقى إلى عقاب جماعي». وقالت المتحدثة باسم المفوض الأعلى رافينا شمدساني إن «التدابير المتخذة على نطاق أوسع ضد السكان، لا تعاقب الجناة (منفذي عملية تل أبيب) إنما عشرات، وربما مئات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء». وكانت إسرائيل بالإضافة إلى إغلاق الضفة وحصار مدينة يطا، نشرت المزيد من قواتها في المدن الفلسطينية، وجمدت 83 ألف تصريح للدخول إلى إسرائيل، كانت منحت للفلسطينيين بمناسبة شهر رمضان، إضافة إلى تجميد كافة الإجراءات التي منحت لفلسطينيي قطاع غزة بمناسبة شهر رمضان. ويوم الجمعة، لم يتمكن سوى 100 ألف فلسطيني من الصلاة في الأقصى بعدما كان يزيد العدد عن 300 ألف في رمضان. وسمحت سلطات الاحتلال للنساء بالدخول إلى القدس المحتلة للصلاة في المسجد الأقصى، ووضعت حدًا لأعمار الرجال المشاركين (فوق 45 عامًا).
وقالت المتحدثة باسم هيئة تنسيق أنشطة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية إن الاستثناء لا يشمل سوى «الجمعة». وأمس، نشرت القوات الإسرائيلية مزيدا من الجنود في القدس خشية من عمليات محتملة في الاحتفالات اليهودية «بنزول التوراة» الذي يحل الأحد، حسب توقيتهم. وأكدت الشرطة أنها نشرت قوات معززة في البلدة القديمة من القدس بغية ضمان حرية «العبادة». ومن جهتها قالت حركة حماس في بيان «إن سياسة الاحتلال الصهيوني في هدم البيوت لن تفلح في كسر إرادة شعبنا»، ووصفت هدم منزل عائلة الأسير الطفل مراد ادعيس بأنه «جريمة حرب».
وحمّل الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، في تصريحٍ مكتوب المجتمع الدولي المسؤولية تجاه الانتهاكات «الإسرائيلية» للقانون الدولي.
وقال أبو زهري «سياسة هدم البيوت لن تفلح في كسر إرادة شعبنا»، مشددا على «أن الانتفاضة ستستمر لردع مثل هذه الجرائم». وعبّر أبو زهري عن تقدير حركة حماس لذوي الجهود الخيّرة الذين يحتضنون أهلنا من أصحاب البيوت المهدومة، مشيرا بشكل خاص إلى موقف رئيس بلدية يطا الذي أعلن عن تأمين بيت لكل عائلة يتم هدم بيتها في البلدة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.