تونس: ترشيحات جديدة لتقلد منصب رئيس الحكومة.. وبالناصر أبرز المرشحين

تونس: ترشيحات جديدة لتقلد منصب رئيس الحكومة.. وبالناصر أبرز المرشحين
TT

تونس: ترشيحات جديدة لتقلد منصب رئيس الحكومة.. وبالناصر أبرز المرشحين

تونس: ترشيحات جديدة لتقلد منصب رئيس الحكومة.. وبالناصر أبرز المرشحين

بعد نحو عشرة أيام من إعلان الرئيس التونسي عن مبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لا تزال الأسماء المرشحة لمنصب رئيس الحكومة تتواصل، بدلاً عن الحبيب الصيد، حيث برز على السطح بشكل ملحوظ اسم سفيان بالناصر، الذي يطلق عليه خبراء الاقتصاد اسم «رجل وول ستريت»، في إشارة إلى علاقته الوطيدة بعالمي المال والأعمال.
وذكرت مصادر سياسية متطابقة أن الرئيس الباجي قد يلجأ إلى خيار بالناصر، بالنظر إلى حجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعتبر أصل ومنطلق الأزمة السياسية الحالية.
وسفيان بالناصر أستاذ جامعي مختص في تنمية الحكومات والبحوث الاقتصادية وتنمية البنوك، وهو مقيم في الولايات المتحدة الأميركية، وله علاقات وطيدة مع هياكل التمويل العالمية، وبعض الأطراف الفاعلة في الكونغرس الأميركي. وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تونس، فإن بالناصر يحظى بحظوظ وافرة للفوز بهذا المنصب في حال الاتفاق على اختيار رئيس الحكومة من خارج حزب نداء تونس، وهو ما لم يتبلور إلى الآن.
وسبق لسفيان بالناصر أن ترشح إلى الانتخابات الرئاسية التي جرت سنة 2014، لكنه لم يتجاوز الطور الأول، غير أن المتابعين للحملة الانتخابية احتفظوا له ضمن حملته الانتخابية بتقديم رؤية متكاملة حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني في البلاد.
وبعد سلسلة من المشاورات لم تحسم الهيئة السياسية لحزب النداء اسم المرشح لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، ولا تزال ثلاثة أسماء على الأقل في السباق، وتضم القائمة ناجي جلول وزير التربية، ورضا شلغوم المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية المكلف الملفات الاقتصادية، ويوسف الشاهد وزير الشؤون المحلية المقرب من الرئيس الباجي.
وفيما عبرت نقابتا العمال ورجال الأعمال بشكل واضح عن رفضهما المشاركة في الحكومة المقبلة، فإن أحزاب المعارضة ممثلة في تحالف الجبهة الشعبية والحزب الجمهوري، وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، وحركة الشعب وأحزاب الميثاق، اجتمعت أول من أمس بمقر تحالف الجبهة الشعبية، وأعلنت عن تكليف فريق من الخبراء من مختلف الأحزاب لصياغة ورقة عمل مشتركة تتضمن الإجراءات العاجلة لتجسيم الأولويات المتفق عليها من أجل إنقاذ البلاد. كما قررت تشكيل لجنة اتصال بالمنظمات الوطنية من أجل شرح موقف هذه الأحزاب من الأزمة التي تعيشها تونس، وتقديم مقترحاتها الخاصة المتعلقة بتجاوز الأزمة، وموقفها من مبادرة الرئيس الباجي الداعية إلى حكومة وحدة وطنية. أما بالنسبة لمواقف بقية الأطراف السياسية، فقد دعا محمد بن سالم، القيادي في حركة النهضة، إلى توسيع الائتلاف الحاكم ليشمل مختلف الأطراف السياسية المقتنعة بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، موضحًا أن حركة النهضة ستدفع في تجاه الإبقاء على الحبيب الصيد، وستصوت لصالحه إذا طرحت الأطراف الحزبية مسألة بقائه. أما إذا اتفقت مختلف الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي على تغيير الصيد بشخصية سياسية أخرى، فإن حركة النهضة لن تقبل إلا بشخصية متوازنة، ويعني هذا، على حد قوله، أن حركة النهضة سترفع ورقة حمراء في وجه أية شخصية لها لون آيديولوجي واضح، وتخضع لإملاءات سياسية من خارج دائرة الحكم.
وتتفق حركة النهضة وحزب النداء في تشخيص الوضع الحالي في تونس، وتدعم فكرة أن تكون الشخصية التي سترأس حكومة الوحدة الوطنية متخصصة في المجالين الاقتصادي والتنموي، وهو ما قد ينطبق على سفيان بالناصر، الذي يعتبر المرشح الأبرز حاليًا لتولي هذا المنصب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.