{الخطوط البريطانية}: المنافسة في السوق العربية قوية.. ودبي وبيروت وجدة أبرز أسواقنا

باولو دي رينزيس أكد لـ {الشرق الأوسط} إن نصف عملاء الشركة من الشرق الأوسط

باولو دي رينزيس المدير التجاري للخطوط البريطانية في الشرق الأوسط («الشرق الأوسط»)
باولو دي رينزيس المدير التجاري للخطوط البريطانية في الشرق الأوسط («الشرق الأوسط»)
TT

{الخطوط البريطانية}: المنافسة في السوق العربية قوية.. ودبي وبيروت وجدة أبرز أسواقنا

باولو دي رينزيس المدير التجاري للخطوط البريطانية في الشرق الأوسط («الشرق الأوسط»)
باولو دي رينزيس المدير التجاري للخطوط البريطانية في الشرق الأوسط («الشرق الأوسط»)

أكد باولو دي رينزيس المدير التجاري للخطوط الجوية البريطانية، في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أن المنافسة في السوق العربية ومنطقة الشرق الأوسط في قطاع الطيران تعد من الأقوى في العالم، لما تتمتع به المنطقة من تواجد شركات طيران قوية إلى جانب نمو حركة الطلب على السفر هناك.
وقال رينزيس في حوار مع «الشرق الأوسط» بأن الخطوط البريطانية تعد من أكثر شركات الطيران التي توفر لعملائها في الشرق الأوسط رحلات متجهة إلى أميركا الشمالية، حيث تسير الشركة رحلات إلى 25 وجهة مختلفة في منطقة أميركا الشمالية. وقد أثبتت تلك الرحلات نجاحا كبيرا، مشيرا إلى أن أكثر من نصف عملائهم من الشرق الأوسط حيث يمرون بلندن في طريقهم إلى وجهات شمال الأطلسي.
وكشف المسؤول في الخطوط الجوية البريطانية عن تقدم الشركة بطلبات بشراء 12 طائرة إيرباص إي 380. حيث وصلت الطائرات الثلاث الأولى العام الماضي، في حين سيتم وصول خمس طائرات هذا العام، مشيرا إلى أن تلك الطلبيات ستشكل إلى جانب طائرات بوينغ 787 دريملاينر، المحور الأساس لاستثمارات الخطوط الجوية البريطانية التي تصل قيمتها إلى 5 مليارات جنيه إسترليني في المنتجات والخدمات التي تعود بمنافع على العملاء.
وبمناسبة تدشين أولى رحلات الخطوط البريطانية على متن «إي 380» إلى لوس أنجليس التقت «الشرق الأوسط» باولو دي رينزيس المدير التجاري للشركة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والذي تناول في اللقاء خطط الشركة لتطوير خدمة العملاء والوجهات الجديدة.. وإليكم تفاصيل الحوار.
* بدأتم مؤخرا في تسيير طائرة «إيرباص 380» (A Airbus A380) من لندن إلى لوس أنجليس، إلى أين ستكون وجهتكم التالية؟
- أعلنت الخطوط الجوية البريطانية أن سنغافورة ستكون أحدث الوجهات التي ستسير إليها رحلات «إيرباص 380A»، التي تعد أحدث طراز بالشركة، وستنطلق أولى الرحلات في أكتوبر (تشرين الأول) 2014. وبذلك تكون سنغافورة هي خامس وجهة تسير الخطوط الجوية البريطانية طائرة «إيرباص 380A»، بالإضافة إلى لوس أنجليس وهونغ كونغ وجوهانسبورغ وواشنطن.
* لماذا وقع اختياركم على لوس أنجليس لتكون أولى الوجهات التي تسيرون إليها رحلات إيرباص 380A؟
- تسير الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى منطقة شمال الأطلسي منذ ما يقرب من 38 سنة، وما زالت جميع رحلاتنا في هذا الجزء من العالم تحظى بطلب كبير من عملاء الشركة. وتعد الخطوط الجوية البريطانية أكثر شركات الطيران التي توفر لعملائها في الشرق الأوسط رحلات متجهة إلى أميركا الشمالية، حيث تسير الشركة رحلات إلى 25 وجهة مختلفة في منطقة أميركا الشمالية. وقد أثبتت تلك الرحلات نجاحا كبيرا، حيث يسافر أكثر من نصف عملاء الخطوط الجوية البريطانية من الشرق الأوسط إلى وجهات شمال الأطلسي من لندن.
وبفضل شهرتها بعاصمة الترفيه في العالم، بالإضافة إلى أن اسمها يُعد مرادفا لبريق هوليوود، تشع مدينة لوس أنجليس سحرا مفعما بالحيوية يجذب كل زائر لها، وهو ما يجعلها وجهة رائجة بين المسافرين راغبي الترفيه ورجال الأعمال على حد سواء. وعليه فقد كان من الطبيعي أن نختار مدينة لوس أنجليس لتكون أول مقاصد رحلات إيرباص 380A.
وبغض النظر عن مقدار الإثارة التي توفرها الوجهة التي يقصدها المسافرون، يعرف محبو الأسفار من منطقة الشرق الأوسط أن الأمر لا يتوقف فقط على الوجهة، حيث تعد عوامل الراحة والأناقة من الأشياء المهمة أيضا في اكتمال متعة السفر. وتعد الخطوط الجوية البريطانية مختلفة حقا عن شركات الطيران الأخرى، ونحن ملتزمون بتوفير خدمة عملاء على قدر كبير من التميز على متن الرحلة الجديدة إيرباص 380A، والتي تنطلق في رحلة يومية مباشرة من مطار «هيثرو» في لندن إلى مطار لوس أنجليس الدولي.
* كيف تصف إيرباص 380A بالمقارنة بالطائرات المشابهة التي تسيرها الخطوط الجوية الأخرى؟
- توفر أجنحة الدرجة الأولى على الخطوط الجوية البريطانية ستائر نوافذ شخصية، وقدرا أكبر من الخصوصية، بالإضافة إلى خزانة ملابس شخصية. أما درجة «كلوب وورلد» (Club World) لرجال الأعمال، فقد جرى تصميم المقاعد بحيث يمكن تحويلها إلى أسرة كاملة بحيث يمكن للمسافرين أن ينعموا بقدر كبير من الراحة والاسترخاء بوجود أحدث وسائل الترفيه حسب الطلب، كما يمكنهم ممارسة أعمالهم أيضا، حيث يوجد بدرجة «كلوب وورلد» مقبس طاقة. وتوفر مقاعد درجة «وورلد ترافلر بلاس» (World Traveler Plus) سبع بوصات إضافية توفر مساحة أكبر وأوسع لراحة المسافرين، الذين يحصلون في تلك الدرجة على ميزة تمكّنهم من إحضار وزن إضافي للأمتعة الشخصيّة. كما يمكن للمسافرين على درجة «وورلد ترافلر بلاس» أن يتمتعوا في المقصورة الاقتصادية بوسائل ترفيه حسب الطلب وطعام ومشروبات لذيذة في أجواء عائلية حميمة.
وتتميز مقصورة الدرجة الأولى على إيرباص 380A بأن تجربة تناول قائمة الطعام فيها مؤلفة من خمسة أطباق والمقدمة من فندق لانجهام الشهير والبارز في مدينة لندن. كما تتضمن القائمة تناول وجبة شاي ما بعد الظهيرة المستوحاة من مجموعة الوجبات اللذيذة التي يعرضها فندق لانجهام، الذي شهد ميلاد وجبة ما بعد الظهيرة منذ أكثر من 140 عام. كما يتمتع المسافرون على رحلة إيرباص A380 بميزة حصرية تتمثل في بالاستجمام والنشاط مع منتجات أروما ثيرابي أسوشييتس (العلامة التجارية الرائدة للمنتجعات الصحية العالمية وخبراء طب الروائح للعناية بالبشرة) الكاملة والمزودة بكافة احتياجات العناية بما فيها مرطبات إعادة النشاط والمنتجات الأخرى الفاخرة للتخلص من جفاف الجلد.
ويمكن لجميع المسافرين على الرحلة A380 التمتع بأحدث إصدارات خطوط الطيران البريطانية من نظم ترفيه تاليس والتي توفر أكثر من 1.600 ساعة من المواد الترفيهية من الأفلام والمواد التلفزيونية والموسيقية، بما في ذلك أكثر من 130 من أحدث أفلام وكلاسيكيات هوليوود، بالإضافة إلى 650 برنامجا تلفزيونيا من جميع أنحاء العالم.
وبغض النظر عن نوع الطائرة التي يسافر على متنها عملاء الخطوط الجوية البريطانية، فإننا نسعى دائما لتقديم خدمة بأعلى درجات الجودة، التي تجعلنا نغرد خارج السرب وتبقينا خارج حدود المنافسة مع باقي شركات الطيران. ومع توفير خدمة على نحو سلس يراعي كافة احتياجات المسافرين – سواء على الطائرة «إيرباص A380» أو أي طائرة – فإننا نمنح المسافرين تجربة تجسّد «أفضل ما في الضيافة البريطانية» من خلال خدمة سلسة لا مثيل لها من البداية إلى النهاية. وهذا ما يوفره فريق حاصل على أعلى مستويات التدريب يضم طاقم الطائرة وموظفي خدمة العملاء، بالإضافة إلى منتجات حائزة على جوائز وشبكة العلاقات الواسعة عبر مقر الشركة بمبنى الركاب رقم 5 بمطار «هيثرو».
* كم عدد الطائرات من نوع «إيرباص A380» التي تمتلكها الخطوط الجوية البريطانية في الوقت الحالي، وكم عدد الطائرات التي تنوي الشركة إضافتها في المستقبل؟
- تمتلك الخطوط الجوية البريطانية في الوقت الحالي أربع طائرات من نوع «إيرباص A380» بعد تسلمها أحدث طائرة في الرابع عشر من يناير (كانون الثاني) 2014. وهناك ثماني طائرات أخرى من نوع «إيرباص A380» تحت الطلب، والتي سيجري تسليمها للشركة خلال العامين القادمين.
وتسير الخطوط الجوية البريطانية في الوقت الحالي رحلات A380 إلى لوس أنجليس وهونغ كونغ وجوهانسبورغ، بينما ستنطلق رحلات A380 إلى واشنطن وسنغافورة في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر على التوالي.
* ما هو تقييمك لقوة المنافسة في منطقة الشرق الأوسط؟
- تُعد منطقة الشرق الأوسط موطنا لعدد من خطوط الطيران التي تركت بصمة واضحة في صناعة الطيران، لكنها في نفس الوقت تتميز بدرجة كبيرة من التنافسية في مقابل شركات الطيران الأوروبية الأخرى. وأستطيع أن أؤكد بارتياح وبكل فخر أننا نستطيع المنافسة مع كلا الجانبين. وأنا على يقين من أن قدرتنا على المنافسة تنبع من إخلاصنا لما نؤمن به وما نقدمه من خدمات.
* يعد خط طيران لندن - دبي هو الأكثر حركة بين جميع خطوط الشركة، فهل تخططون لإضافة المزيد من الرحلات؟ وتشهد بعض الوجهات في الشرق الأوسط مستويات طلب عالية للغاية خلال شهور الصيف، لا سيما في ظل غياب الاستقرار في بعض بلدان المنطقة، فهل هناك أي خطط لزيادة عدد الرحلات الجوية إلى بعض الوجهات، كبيروت على سبيل المثال؟
- يُعد الشرق الأوسط من أهم مناطق نشاط الخطوط الجوية البريطانية، وعليه فإننا نراقب باستمرار شبكة الخطوط الجوية الخاصة بنا لنرى أين ومتى يمكن زيادة خطوط الطيران وعدد المقاعد على الرحلات، بالإضافة إلى زيادة عدد الرحلات إلى الوجهات المختلفة. وتبلي خطوط طيران الشركة من لندن إلى دبي وبيروت بلاء حسنا، حيث تشهد رحلاتنا إلى الوجهتين طلبا متزايدا من جانب المسافرين، سواء كانوا رجال أعمال أو محبي الرحلات الترفيهية.
كما أننا نزيد من استثماراتنا في الشرق الأوسط من خلال تطوير أسطول الطائرات على خطوط بعينها، وكذلك زيادة عدد الرحلات لتلبية الطلبات الموسمية. على سبيل المثال، قمنا بزيادة عدد المقاعد على رحلاتنا إلى الرياض في عام 2013. كما أدخلنا المزيد من التحسينات على جداول الرحلات. وكنا قد أعلنا مؤخرا أننا أضفنا مزيد من الرحلات المتجهة إلى جدة بحيث أصبحت يومية، كما ستسير الشركة طائرات من نوع بوينغ 777 ذات أربع درجات سفر على خط جدة بدءا من 31 مارس (آذار) 2014.
* بعض شركات الطيران الأخرى لديها مواعيد أفضل لرحلاتها إلى دبي، من لندن على سبيل المثال، فهل تخططون لتغيير مواعيد رحلاتكم إلى دبي؟
- تشير ملاحظات الخطوط الجوية البريطانية عن عملائها إلى نتائج إيجابية للغاية. يبدأ جدول رحلاتنا لفصل الصيف في الحادي والثلاثين من مارس 2014. وعليه ستوفر الخطوط الجوية البريطانية رحلتين في اليوم من لندن إلى دبي، حيث تغادر الرحلة الأولى مطار هيثرو عند الساعة 12:50 وتصل دبي عند الساعة 22:45. وهو ما يسمح لعملائنا بتجنب ساعة الذروة الصباحية في العاصمة لندن، ومن ثم يحظون ببداية مريحة ليوم السفر. وتغادر الرحلة الأخرى إلى دبي في تمام الساعة 21:35 وتصل إلى دبي عند الساعة 07:30، وهو ما يوفر للمسافرين فرصة قضاء يوم كامل في لندن قبل رحلتهم المسائية.
كما توفر رحلاتنا من وإلى دبي فرصة ممتازة للمسافرين الراغبين في اللحاق بإحدى الرحلات إلى منطقة شمال الأطلسي. وسواء كان عملاؤنا مسافرين من أو عائدين إلى دبي، فإن العدد الوافر من مواعيد الرحلات، بالإضافة إلى اتساع شبكة خطوطنا المتجهة إلى منطقة شمال الأطلسي، فإننا نوفر مجالا أوسع من الخيارات للمسافرين على متن الخطوط الجوية البريطانية أكثر مما توفره شركات الطيران الأخرى العاملة في منطقة الشرق الأوسط.
* هل هناك أي خطط من جانب الخطوط الجوية البريطانية للتوسع في منطقة الشرق الأوسط؟
- لقد انتهينا للتو من عام 2013 الذي كان ناجحا بكل المقاييس فيما يخص نشاط الشركة في منطقة الشرق الأوسط، ونطمح إلى أن يكون عام 2014 أكثر نجاحا من سابقه. وتسير الخطوط الجوية البريطانية عدد رحلات من وإلى منطقة الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى. وقد قمنا بزيادة عدد الرحلات التي تنطلق من مطار هيثرو في لندن بنسبة 40 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية بفضل الطلب المتزايد، والذي يسمح لنا بضخ المزيد من الاستثمارات في خطوط الطيران التي نسيرها إلى الشرق الأوسط.
نحن نستثمر بشكل مستمر في نشاطنا في منطقة الشرق الأوسط. وخلال الثمانية عشر شهرا الماضية، أضفنا مزيدا من الاستثمارات في خدماتنا في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. وفي أوائل عام 2013، قمنا بزيادة سعة رحلاتنا على الرياض بأكثر من 1، 000 مقعد في الأسبوع الواحد، كما أدخلنا المزيد من التحسينات على جداول الرحلات، وهو ما يعني تحسين الخدمة المقدمة لعملاء المملكة، الذين يقصدون لندن بغرض إنهاء بعض الأعمال، أو أولئك الذين يتوجهون إلى لندن من أجل السفر على متن الرحلات المتجهة إلى أميركا الشمالية. كما أعلنا مؤخرا أننا سنسير طائرة بوينغ 777 ذات أربع درجات سفر على خط جدة بدءا من 31 مارس 2014، كما أضفنا مزيد من الرحلات المتجهة إلى جدة بحيث أصبحت يومية. وسيكون بمقدور المسافرين على بوينغ 777 من جدة إلى لندن التمتع بمقصورة الدرجة الأولى على الخطوط الجوية البريطانية وكذلك مقصورة «كلوب وورلد»، مع زيادة عدد المقاعد على 250 على الرحلات التي تصل إلى مبنى الركاب رقم 5 بمطار «هيثرو».
* هل تعتقد أن مطار آل مكتوم الدولي الجديد في دبي سوف يمنح المزيد من الفرص للخطوط الجوية البريطانية؟
- من المؤكد أن استثمار حكومة دبي في إنشاء مطار ثان في الإمارة سيساعد في تدعيم مستقبل دبي على المدى الطويل في مجال صناعة الطيران في الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص وفي المنطقة كلها بشكل عام. وعند اكتمال المطار، سيكون باستطاعته استيعاب 160 مليون مسافر سنويا، وعليه فإننا نرى أن ذلك سيساهم بالتأكيد في توفير المزيد من الفرص للخطوط الجوية البريطانية، فضلا عن شركات الطيران الأخرى.
وتشهد سوق الطيران نموا كبيرا، وهو أمر في غاية الأهمية، لا سيما في ظل التوقعات بأن تشهد منطقة الشرق الأوسط أسرع معدلات النمو على مستوى العالم. ويتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن تصل حركة المسافرين في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 82.3 مليون راكب بحلول عام 2015، مدفوعة بزيادة مقدارها 9.4 في المائة عدد المسافرين جوا في منطقة الشرق الأوسط.
* ما هو أكثر خطوط شركتكم تحقيقا للربح؟
- للأسف، لا يمكنني البوح بمثل تلك المعلومات نظرا لحساسيتها من الناحية التجارية، ولكن ما يمكنني قوله: إننا نرى إمكانيات نمو هائلة بانتظار الخطوط الجوية البريطانية في المنطقة، وبخاصة وجهات شمال الأطلسي. وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، تحظى منتجاتنا وخدماتنا، الحائزة على جوائز، بشعبية كبيرة بين العملاء المسافرين على متن رحلاتنا الجوية.
* هل هناك خطط لتسيير رحلات إلى إيران مجددا، لا سيما بعد أن استأنفت الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية النمساوية رحلاتها إلى طهران، بالإضافة إلى أن خط الطيران من طهران إلى لندن كان واحدا من أكثر خطوطكم نجاحا وتحقيقا للربح بفضل شبكة الخطوط الأخرى المتصلة به؟
ـ يُعد الشرق الأوسط من أهم مناطق نشاط الخطوط الجوية البريطانية، وعليه فإننا نراقب باستمرار شبكة الخطوط الجوية الخاصة بنا لنرى أين ومتى يمكن زيادة خطوط الطيران وعدد المقاعد على الرحلات، بالإضافة إلى زيادة عدد الرحلات إلى الوجهات المختلفة.
وسوف تطلق الخطوط الجوية البريطانية رحلات هذا العام إلى الكثير من الوجهات الجديدة، مثل أوستن في ولاية تكساس، وبورتو في البرتغال، وميكونوس وسانتوريني في اليونان، ومالطا. كما تسير الشركة رحلتين أسبوعيا بدءا من الثلاثين من مارس 2014 من مطار هيثرو إلى مالقة وفارو، مما يمنح عملاءنا فسحة في الخيارات بشأن المطار الذي يريدون المغادرة منه، حيث تسير الشركة رحلات عبر هذين الخطين من مطاري غاتويك ولندن سيتي.
* متى ستتسلمون الدفعة القادمة من طائرات إيرباص A380؟
- الخطوط الجوية البريطانية تستثمر في مجموعة من الطائرات الجديدة (12 طائرة من طراز إيرباص A380، و24 طائرة بوينغ 787. و6 طائرات بوينغ 777، و10 طائرات إيرباص طراز A320)، وقد تسلمنا بالفعل 8 طائرات من طرازي إيرباص A380 وبوينغ 787، ومن المقرر تسلم 8 طائرات أخرى نهاية هذا العام. ويفتح انضمام هذه الطائرات إلى أسطول الخطوط الجوية البريطانية فصلا جديدا في تاريخ الشركة، حيث تشكل محور الاستثمار البالغ خمسة مليارات جنيه إسترليني في طائرات جديدة ودرجات سفر أكثر أناقة وصالات فاخرة، إضافة إلى تقنيات حديثة، من أجل أن نجعل السفر أكثر راحة على الأرض وعلى متن رحلاتنا.
* هل سارت خططكم فيما يتعلق بطائرة بوينغ 747 - 400 كما كان متوقعا؟
- كجزء من برنامجنا لاستثمار خمسة مليارات جنيه إسترليني في منتجات وخدمات جديدة لما فيه صالح العملاء، فإننا نقوم بتجديد أسطولنا من خلال تطوير المقصورات على عدد من طائراتنا العاملة. كما نستثمر 100 مليون جنيه إسترليني في الدرجة الأولى ووورلد ترافلر ووورلد ترافلر بلس، ووسائل الترفيه على متن الرحلات، إلى جانب عمليات تجديد أساطيل بوينغ 767 و777. كما تتضمن عملية التطوير التخلص التدريجي من طائرات بوينغ 747 - 400 واستبدالها بأحدث وأكثر الطرز تقدما.
* هل ستكون الدفعة الجديدة من طائرات A380 بنفس تصميم الدفعة التي تسلمتموها بالفعل؟
- نعم، حيث إننا نشعر بأننا أتقنا التعامل مع مقصورات إيرباص A380. وتوفر A380 لعملاء الخطوط الجوية البريطانية واحدة من أكثر المقصورات هدوءا بمساحات تخزين أوسع وإضاءة حسب الطلب ووسائل ترفيه ومزيدا م مقابس الطاقة للأجهزة الإلكترونية الشخصية.



مليارات الذكاء الاصطناعي... هل هي فرصة تاريخية أم فخ الفقاعة؟

روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
TT

مليارات الذكاء الاصطناعي... هل هي فرصة تاريخية أم فخ الفقاعة؟

روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)

في وقت تتدفق فيه مئات المليارات نحو صناعة الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، يجد المستثمرون أنفسهم أمام سؤال جوهري: هل نحن أمام ثورة رقمية تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، أم على أعتاب فقاعة مالية جديدة تشبه الدوت كوم؟

فالسباق العالمي لبناء مراكز البيانات، وتطوير الرقائق، وتوسيع البنية التحتية، تجاوز بالفعل حجم استثمارات تاريخية مثل «مشروع مانهاتن» و«برنامج أبولو»، فيما تتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة على اقتناص موقع قيادي في «سباق السلاح الرقمي» الجديد. لكن هذا الزخم الهائل ترافقه مؤشرات مقلقة: أسعار أسهم صعدت بوتيرة فلكية، وتقييمات شركات ناشئة لا تعكس حجم إيراداتها الفعلي، وشهية استثمارية تغذِّيها توقعات النمو أكثر مما تغذيها النتائج الواقعية.

وبينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة اقتصادية تمتد لعقود، يُحذر آخرون من أن الحماس المفرط قد يُخفي وراءه هشاشة يمكن أن تؤدي إلى تصحيح قاسٍ في الأسواق.

لا يعتقد مورتن ويرود، الرئيس التنفيذي لشركة «إيه بي بي»، أن هناك فقاعة، لكن «نرى بعض القيود فيما يتعلق بسعة البناء التي لا تواكب جميع الاستثمارات الجديدة»، وفقاً لـ«رويترز».

وأضاف: «نتحدث عن تريليونات من الاستثمارات، وستستغرق عدة سنوات لتنفيذها، لأن الموارد والبشر غير كافيين لبناء كل هذا».

أما دينيس ماشويل، الرئيس التنفيذي لشركة «أديكو»، فيرى أن «هناك بالفعل فجوة حالية بين هذا العرض الهائل من الذكاء الاصطناعي والطريقة التي تقوم بها الشركات بتضمينه فعلياً في عملياتها الأساسية»، كما قال في نوفمبر (تشرين الثاني). وأضاف أن المشروع المشترك لمجموعته مع «سيلس فورس» قد يقلل من مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي من خلال دفع الشركات لاستخدامات أكثر واقعية للتقنية.

يد آلية أمام رسالة مكتوب عليها «الذكاء الاصطناعي» ولوحة مفاتيح (رويترز)

ويقول سندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة «ألفابت»: «لا أعتقد أن أي شركة ستكون بمنأى عن التأثر، بما في ذلك نحن»، وذلك في مقابلة مع «بي بي سي» نُشرت في 18 نوفمبر، عند سؤاله عن كيفية تعامل «غوغل» مع احتمال انفجار فقاعة. وأضاف أن موجة الاستثمار الحالية في الذكاء الاصطناعي «لحظة استثنائية»، لكنه أقر بوجود «عناصر من السلوك غير العقلاني» في السوق، مشيراً إلى تحذيرات مماثلة خلال فترة فقاعة «الدوت كوم».

أما جيف بيزوس، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «أمازون»، فيقول: «عندما يتحمس الناس بشدة للذكاء الاصطناعي كما يحدث اليوم، يتم تمويل كل تجربة... ويصعب على المستثمرين التمييز بين الأفكار الجيدة والسيئة وسط هذا الحماس».

وأضاف: «الفقاعات الصناعية ليست بالخطورة نفسها كالفقاعات المصرفية، وقد تكون مفيدة لأن الفائزين النهائيين سيعودون بالنفع على المجتمع من خلال تلك الابتكارات».

وحذر بنك إنجلترا (البنك المركزي) من أن الأسواق العالمية قد تتراجع إذا تغير مزاج المستثمرين تجاه آفاق الذكاء الاصطناعي. وقالت لجنة السياسة المالية في البنك في 8 أكتوبر (تشرين الأول): «ارتفعت مخاطر حدوث تصحيح حاد في السوق»، مضيفةً أن احتمال تأثير ذلك على النظام المالي البريطاني «مهم».

وخلال حلقة نقاشية في قمة خاصة بالتكنولوجيا في آسيا في 3 أكتوبر الماضي، قال برايان يو، المدير الاستثماري في «جي آي سي»، إن «هناك بعض الضجة المبالغ فيها في مجال الشركات الناشئة»، وأضاف: «أي شركة ناشئة تحمل شعار (إيه آي) ستُقوَّم بمضاعفات ضخمة مهما كان حجم الإيرادات الصغيرة... قد يكون ذلك عادلاً لبعض الشركات وليس كذلك لأخرى».

فيما أكد جوزيف بريغز، الاقتصادي في «غولدمان ساكس» للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن فيض الاستثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة مستدام، ورفض المخاوف المتزايدة من أن القطاع قد يكون في مرحلة فقاعة. لكنه حذر من أن «الفائزين النهائيين في الذكاء الاصطناعي لا يزالون غير واضحين»، مع تغير التكنولوجيا بسرعة، وانخفاض تكلفة الانتقال، مما قد يحد من مزايا المبادر الأول.

وأشار بيير-أوليفييه غورينتشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، إلى أنه قد تتبع موجة استثمارات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة انهياراً شبيهاً بفترة «الدوت كوم»، لكنها أقل احتمالاً أن تكون حدثاً نظامياً يضر بالاقتصاد الأميركي أو العالمي. وأضاف: «هذا لا يتم تمويله بالديون، مما يعني أنه إذا حدث تصحيح في السوق، قد يخسر بعض المساهمين وبعض حاملي الأسهم».

جن سين هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، يقول: «تحدث الكثير عن فقاعة الذكاء الاصطناعي، لكن من وجهة نظرنا نرى شيئاً مختلفاً جداً»، مشيراً إلى الطلب الكبير من شركات الحوسبة السحابية على رقائق شركته.

وفي أغسطس (آب) الماضي، تساءل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»: «هل نحن في مرحلة يكون فيها المستثمرون بأكملهم مفرطين في الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي؟ جوابي: نعم». وأضاف: «سوف يخسر البعض مبالغ هائلة، وسيجني البعض الآخر مبالغ هائلة أيضاً».

وفي أول منشور له على «إكس» منذ أكثر من عامين، حذر مايكل بوري، مستثمر ومؤسس «سايون» لإدارة أصول، من فقاعة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ووضع رهانات هبوطية على «إنفيديا» و«بالانتير» الشهر الماضي، وهذا زاد من مخاوف المستثمرين بشأن الإنفاق المبالغ فيه في صناعة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

لكن تشي تاي-وون، رئيس «إس كيه هاينكس» الكورية الجنوبية، لا يرى «أي فقاعة في صناعة الذكاء الاصطناعي». وأضاف: «لكن عند النظر إلى أسواق الأسهم، نجدها صعدت بسرعة كبيرة جداً، وأعتقد أنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض التصحيحات»، مشيراً إلى أن أسهم الذكاء الاصطناعي تجاوزت قيمتها الأساسية.

ويرى محللو الأسهم في بنك «يو بي إس»، أن عدد المستثمرين الذين يعتقدون أننا في فقاعة الذكاء الاصطناعي يقارب عدد أولئك الذين ما زالوا محتفظين باستثماراتهم في القطاع. وأضافوا في مذكرة منتصف أكتوبر الماضي: «معظمهم شعر بأننا في فقاعة، لكن بعيداً عن الذروة فإن نحو 90 في المائة من الذين قالوا إننا في فقاعة ما زالوا مستثمرين في العديد من مجالات الذكاء الاصطناعي».


أوروبا لتبسيط إجراءات الاستيراد

اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
TT

أوروبا لتبسيط إجراءات الاستيراد

اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)

يدخل أكثر من 12 مليون طرد الاتحاد الأوروبي يومياً، مما يجعل مهمة فحصها بحثاً عن البضائع غير القانونية، أو التي لم تُعلن، أو تقدير الرسوم المستحقة عليها، مهمة شاقة على رجال الجمارك.

والكثير من هذه الطرود صغير الحجم وقليل القيمة، ففي عام 2024 دخل إلى التكتل 4.6 مليار طرد بقيمة معلنة فردية أقل من 22 يورو (25.6 دولار).

وذكرت المفوضية الأوروبية في أغسطس (آب) الماضي أن نسبة ما فحصته سلطات الجمارك من إجمالي المنتجات المستوردة بلغت فقط 0.0082 في المائة.

ووفقاً لديوان المحاسبة الأوروبي (محكمة المدققين الأوروبيين)، تفتقر عمليات الفحص الجمركي في بعض الدول الأعضاء إلى الصرامة الكافية. كما أن عدم توحيد تطبيق القواعد في جميع دول الاتحاد يجعل الاحتيال أمراً سهلاً.

إصلاح الجمارك: ما الخطة؟

وفي عام 2023، قدمت المفوضية الأوروبية مقترحات تهدف إلى إجراء إصلاح شامل للحد من البيروقراطية والتعامل مع تحديات مثل الارتفاع الحاد في حجم التجارة الإلكترونية.

وتُعدّ كيفية إدارة التدفق الهائل للطرود والشحنات الواردة من دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي -خصوصاً الصين- نقطة محورية في خطة الإصلاح.

وقررت دول الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إلغاء الحد الحالي للإعفاء الجمركي، البالغ 150 يورو، على الطرود، وذلك بمجرد استكمال الإجراءات اللازمة -وهو أمر متوقع بحلول عام 2028- مع الالتزام بفرض رسوم جمركية مؤقتة على الطرود الصغيرة خلال الفترة الانتقالية. كما اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم عامة على المناولة، وهو إجراء لا يزال قيد النقاش.

وعلى نحو مختصر، يهدف الإصلاح إلى تحديث إجراءات الجمارك، وتعزيز التعاون بين سلطات الجمارك في الدول الأعضاء، وتحسين الرقابة على الواردات والصادرات. كما يعد بتحسين تحصيل الرسوم والضرائب، وتوفير حماية أفضل للسوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي.

ومن أجل تحقيق ذلك، سيجري إنشاء «منصة بيانات الجمارك الأوروبية»، التي ستخضع لإشراف هيئة الجمارك الأوروبية، التي لم تُنشأ بعد.

ومن المقرر أن تعمل هيئة الجمارك الأوروبية بوصفها مركزاً رئيسياً لدعم هيئات الجمارك في الدول الأعضاء. وبمجرد تشغيلها، سوف تسعى إلى تبسيط الإجراءات، وتحسين سلامة المشتريات الإلكترونية، وتزويد السلطات الوطنية بأدوات أكثر بساطة وتوحيداً.

ومن المتوقع أن يحقق الإصلاح عدة مزايا، من بينها تبسيط متطلبات الإبلاغ عبر جهة موحدة، وذلك توافقاً مع وعود رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بتقليص الروتين.

ويتوقع الاتحاد الأوروبي تحقيق توفير بقيمة مليارَي يورو سنوياً، عبر إحلال المنصة محل بنية تكنولوجيا المعلومات في الدول الأعضاء.

مقر هيئة الجمارك الأوروبية

من المقرر إنشاء هيئة الجمارك الأوروبية بداية من عام 2026، وسوف تتولي المفوضية الأوروبية مسؤولية إطلاقها. ومن المتوقع أن تحصل الشركات على أول فرصة وصول إلى منصة البيانات بحلول 2028، مع بدء الاستخدام الطوعي في 2032، ثم الإلزامي في 2038.

أما القرار الأول الحاسم فسوف يكون تحديد مقر الهيئة، وقد تقدمت تسع دول أعضاء الأسبوع الماضي، بملفات لاستضافة المقر: بلجيكا (لييغ)، وكرواتيا (زغرب)، وفرنسا (ليل)، وإيطاليا (روما)، وهولندا (لاهاي)، وبولندا (وارسو)، والبرتغال (بورتو)، ورومانيا (بوخارست)، وإسبانيا (مالقا).

وستقوم المفوضية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- الآن بدراسة الطلبات التسعة، على أن تضمن أن الموقع الذي يقع عليه الاختيار سوف يمكن الهيئة من أداء مهامها، واستقطاب كوادر مؤهلة ومتخصصة، وتوفير فرص تدريب.

ومن المتوقع صدور قرار في هذا الشأن خلال شهر فبراير (شباط)، تقريباً، بالتعاون بين الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي.

وسيتعيّن على الدولة المضيفة توفير مبانٍ جاهزة على الفور، وبنية تحتية متقدمة لتكنولوجيا المعلومات والأمن، ومساحة لما لا يقل عن 250 من الموظفين، إلى جانب غرف اجتماعات ذات تقنية عالية، و«منطقة آمنة» لإدارة المعلومات السرية، إلى جانب العديد من الشروط الأخرى.

حماية الأسواق الأوروبية

وقال وزير المالية البولندي، أندجي دومانسكي: «تجارة أكثر أماناً تعني أوروبا أكثر أماناً». وأوضح أن اتحاداً جمركياً «قوياً ومرناً» يضمن حماية السوق الداخلية وسلامة المستهلك والتنمية الاقتصادية المستقرة.

ولكن، ما تزال كيفية إدارة سياسات التجارة والجمارك المشتركة محل خلاف. ويأتي الإصلاح في الوقت المناسب، في الوقت الذي تسعى فيه العواصم الأوروبية إلى حماية القطاعات الاستراتيجية الرئيسية لديها في ظل تصاعد حدة التوتر في التجارة الدولية.

وتتعالى الدعوات في بعض الأوساط لإطلاق برنامج «صنع في أوروبا»، الذي يعطي أفضلية للمنتجات المحلية، وهو موقف تتبناه فرنسا، على نحو خاص.

وكانت المفوضية الأوروبية تعتزم نشر مبادرة أوروبية مرتبطة بهذا الأمر هذا الشهر، لكنها واجهت معارضة من جمهورية التشيك، وسلوفاكيا، وآيرلندا، والسويد ولاتفيا، وغيرها. وحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أُجّل المقترح حتى مطلع العام المقبل.


الصين لتعزيز الصادرات والواردات في 2026 سعياً لنمو «مستدام»

آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين لتعزيز الصادرات والواردات في 2026 سعياً لنمو «مستدام»

آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)

ذكر تلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في) نقلاً عن مسؤول اقتصادي كبير، السبت، أن الصين تخطط لتعزيز الصادرات والواردات العام المقبل ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز التجارة «المستدامة».

ويثير الفائض التجاري البالغ تريليون دولار الذي سجله ثاني أكبر اقتصاد في العالم توتراً مع شركاء بكين التجاريين، ويؤدي إلى انتقادات من صندوق النقد الدولي، ومراقبين آخرين يقولون إن نموذج النمو الاقتصادي الذي يركز على الإنتاج غير مستدام.

وقال هان ون شيو، نائب مدير لجنة الشؤون المالية والاقتصادية المركزية، في مؤتمر اقتصادي: «يجب أن نلتزم بالانفتاح، ونعزز التعاون المربح للجانبين في قطاعات متعددة، ونوسع الصادرات مع زيادة الواردات في الوقت نفسه، لدفع التنمية المستدامة للتجارة الخارجية».

وأضاف أن الصين ستشجع صادرات الخدمات في عام 2026، متعهداً باتخاذ تدابير لتعزيز دخل الأسر، ورفع المعاشات الأساسية، وإزالة القيود «غير المعقولة» في قطاع الاستهلاك.

وحث صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع بكين على اتخاذ «الخيار الشجاع» بالحد من الصادرات، وتعزيز الطلب الاستهلاكي.

ووعد القادة الصينيون يوم الخميس بالإبقاء على سياسة مالية «نشطة» في العام المقبل لتحفيز الاستهلاك، والاستثمار، إذ يتوقع المحللون أن تستهدف بكين تحقيق نمو بنحو 5 في المائة.