عفيفي: مسلسلات البيئة الشامية مطلوبة حتى لو كانت أفكارها مكررة

الممثلة السورية ترى أن الشللية في الوسط الفني ظاهرة طبيعية

عفيفي: مسلسلات البيئة الشامية مطلوبة حتى لو كانت أفكارها مكررة
TT

عفيفي: مسلسلات البيئة الشامية مطلوبة حتى لو كانت أفكارها مكررة

عفيفي: مسلسلات البيئة الشامية مطلوبة حتى لو كانت أفكارها مكررة

على الرغم من انطلاقتها قبل عدة سنوات من عالم الإخراج، حيث عملت مخرجة منفذة ومساعدة مخرج في كثير من المسلسلات التلفزيونية، فإن الفنانة السورية لميس عفيفي قررت الانحياز إلى عالم التمثيل، حيث تفرغت له بشكل دائم. وفي حوار معها، تتحدث لميس عفيفي لـ«الشرق الأوسط» عن جديدها في عالم التمثيل للموسم الحالي، قائلة: صورت دوري في مسلسل من البيئة الشامية بعنوان «بيت الموالدي»، وفيه أقدم شخصية (عمّة) أسرة الموالدي، وهي امرأة قوية متسلطة على زوجها. كذلك صورت دوري في مسلسل اجتماعي معاصر بعنوان «جيران القمر»، وفيه أجسد شخصية راقصة تختلف مع زوجها الذي يمتلك نوادي سهر، فتتركه لتستأجر منزلاً، وتحصل بينها وبين صاحب البيت (وهو منزل شامي تقليدي) عدد من المواقف الكوميدية الناعمة البسيطة. وشاركت أيضا في مسلسل «مذنبون أبرياء»، وأجسّد فيه شخصية سيدة أعمال تدعى «حنان» تدخل مع سيدات أعمال أخريات في نشاطات اجتماعية مثل تأسيس جمعيات خيرية، ولكن يكون الهدف التغطية على أعمال غير أخلاقية. ولدي مشاركة في مسلسل «شو القصة»، وهو عمل اجتماعي من الواقع المعاش، أجسّد فيه شخصية «فوزية» الفتاة المتسلطة على زوجات أشقائها، التي تقف والدتها إلى جانبها ضد كنّاتها. كما شاركت في المسلسل الكوميدي الساخر «بقعة ضوء»، بجزئه الثاني عشر للموسم الحالي، وبعدد من اللوحات الكوميدية.
وعن سبب توجهها للتمثيل، وتخليها عن الإخراج، تقول لميس: دخولي الوسط الفني قبل عدة سنوات كان من باب التمثيل، ولكنني أحببت أن أدخل أكثر في عمق الحالة الفنية الدرامية، وأتعرف على كل تفاصيلها، لأن من يقف خلف الكاميرا سيفهم بشكل أفضل كيف يقف أمامها، ولذلك قررت أن أكون في عالم الإخراج لفترة من الوقت، حيث أعطاني ذلك خبرة وإدراكًا أكثر للعمل في مهنة التمثيل. وبرأيي، حالة صحية وسليمة أن يعمل الممثل في الإخراج، والعكس صحيح أيضًا.
وعن اختيارها للدور والشخصية والمحددات في ذلك، توضح لميس: أحب أن أقدم كثيرًا من الأدوار المتنوعة، وأن أجسّد مختلف الشخصيات، وليس فقط شخصية واحدة أقدمها في كل المسلسلات، ولذلك أقبل أي شخصية تُعْرَضْ علي حتى لو لم تكن تشبهني، وبرأيي أن الممثل يجب أن يكون لديه المقدرة على أن يقدم كل الأدوار والشخصيات. وبالنسبة لي، لا توجد لدي مشكلة في تقديم الأدوار الجريئة والمثيرة التي تكون في سياق المسلسل وقصته ولها هدف، وليس الإثارة باللباس والحركات التي لا تخدم الدور، أو الشخصية العابرة، فلن أقبل مثلاً أن أقدم دورًا لشخصية بلباس البحر (البكيني) فقط لأظهر بهذا اللباس، أو لدور عابر ليس له أي هدف أو رسالة. فعندما أقدم تنازلات يجب أن يكون لها غاية، وليس للشهرة أو لإظهاري في دور مثير.
ولميس التي تُحْسَبْ على فئة الممثلات الجميلات في الدراما السورية ترى أنه «جميل» أن تكون الفنانة جميلة وذات شخصية مهضومة، ولكن الموهبة تلعب دورًا أكبر من الجمال في نجاح الممثلة، والجمال عبارة عن فقاعة ستزول مع الوقت ليبقى الحضور والموهبة والحرفية هي الأساس في عالم التمثيل.
وهل تشاهدين أعمالك في أثناء عرضها، وتنتقدين نفسك؟ تتنهد لميس: أشاهدها، ولكن ليس جميعها، ويتعبني متابعة نفسي وانتقاد ما أؤديه، ولكن عندما أشاهدها أحدث نفسي أنه لو عملت هنا بشكل مغاير قد يكون أفضل.
وعن أحب أنواع الدراما إلى نفسها، تقول لميس: أنا ميالة للكوميديا أكثر، ولا أجد صعوبة في تجسيد أي دور في أي نوع من الدراما، ورغم الانتقادات التي توجه للكوميديا السورية، فإن هناك دائما مخاضا وولادة لأفكار جديدة ولممثلين متميزين في الكوميديا. ويبقى هناك تجارب وأفكار قدمها كوميديون، واجتهدوا فيها نجحوا أو لم ينجحوا، ولكن إرضاء الناس غاية لا تدرك ولا تنتهي! فالناس أذواق، والبعض منهم أحب المسلسلات الكوميدية التي تعرضت للانتقاد، وقيل عنها إنها تهريج، وليست كوميديا راقية.
وحول دراما البيئة الشامية، وما قيل عن ظاهرة التكرار فيها، ترى لميس أن هناك مشاهدين يحبون أجواء البيئة الشامية حتى لو كانت أفكارها مكررة، ويبقى الخلاف في وجهات النظر فقط. وبرأيي، لو لم يكن هناك أناس كثر أحبوا مسلسلات البيئة الشامية لم تكن هناك أعمال كثيرة قُدِّمَتْ وتقدم، ولتوقفت كظاهرة عابرة.
الشللية موجودة في كل الأوساط - تجيب لميس عن ظاهرة الشللية الفنية - وليس فقط في الوسط الفني، وهي ظاهرة طبيعية، ولكن يكون الوضع أفضل لو لم تكن موجودة، بحيث يأخذ كل شخص حقّه في هذا المجال بعيدًا عن العلاقات الشخصية.
هل صوتك جميل؟ تبتسم لميس: أنا أغني في المسلسلات إذا تطلبت الشخصية مني ذلك، ويقولون عن صوتي إنه «حلو»، ولكن لم يتبناني أحد بشكل شخصي لأصبح مطربة، وأنا أقدم كل أشكال الغناء وأحب الطربي منه.
وهل ترقصين؟ بالتأكيد - تضحك لميس – أرقص، وأجيد كل أنواع الرقص (الشرقي والغربي والباليه)، وبرأيي أن الممثل الناجح يجب أن يمتلك كل المواهب من رقص وغناء، إلى جانب التمثيل. ولدى لميس كثير من الهوايات كما تخبرنا، ومنها الرياضة، حيث تمارس لعبة التنس وركوب الخيل. وعن مواصفات زوج المستقبل وشروطها لتوافق عليه، تقول لميس: أهم شرط هو أن يكون هناك حب بيني وبينه، وأن يكون رجلاً بكل معنى الكلمة وشهمًا وكريمًا.



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».