جودة في موسكو لتثبيت التفاهمات حول هدوء الجبهة الجنوبية السورية

جودة في موسكو لتثبيت التفاهمات حول هدوء الجبهة الجنوبية السورية
TT

جودة في موسكو لتثبيت التفاهمات حول هدوء الجبهة الجنوبية السورية

جودة في موسكو لتثبيت التفاهمات حول هدوء الجبهة الجنوبية السورية

يقوم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، اليوم الخميس، بزيارة عمل إلى موسكو، يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعددا من المسؤولين الروس.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأردنية، صباح الرافعي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوزير جودة سيبحث مع نظيرة الروسي سبل تطوير العلاقات الثنائية ومجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك وبخاصة الملف السوري وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
على صعيد متصل، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن مباحثات جودة مع الوزير لافروف ستتصدرها ثلاثة ملفات، أولها الملف السوري، حيث إن الأردن سيسعى لتثبيت التفاهمات المبرمة مع الروس أواخر العام الماضي لجهة المحافظة على هدوء الجبهة الجنوبية السورية وعدم التصعيد في المناطق المحاذية للحدود، كي لا تكون هناك عمليات نزوح جماعية أخرى.
وأضافت المصادر أن الوزير جودة سيؤكد خلال الاجتماع على الاتفاق الذي جرى بين الأردن وروسيا في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، وتم تعزيزه بزيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأردني الفريق مشعل الزبن، أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، للتباحث في الأمور التفصيلية، خصوصا أن الهدوء النسبي الذي شهدته الجبهة الجنوبية كان نتيجة التعاون السابق، موضحة أن العمليات العسكرية التي استؤنفت مطلع الشهر الحالي ضد المعارضة المعتدلة وتكبيدها خسائر كبرى، أدى إلى انزعاج الأردن من عمليات النزوح من المناطق الجنوبية التي كانت هادئة.
وأكدت المصادر أن الأردن يسعى للتأكيد على عدم إلحاق خسائر في صفوف المعارضة المعتدلة، لأن هذه المعارضة سيكون لها دور في أي اتفاق سياسي قادم.
وكان الأردن حذر السلطات السورية والمعارضة السورية على حد سواء من عدم الاقتتال في المناطق القريبة من الحدود الأردنية بعمق 10 كيلومترات بعد أن طالت القذائف الطائشة البلدات والقرى الأردنية القريبة من الحدود السورية الأردنية، إضافة إلى الحد من معاناة اللاجئين وزيادة أعدادهم على الحدود.
وأشارت المصادر إلى أن ملف عملية السلام وتداعياتها سيكون مدار البحث، وبخاصة الضغط على إسرائيل في موضوع اقتحام المسجد الأقصى، والاطلاع على نتائج مباحثات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي انتهت أول من أمس، وبخاصة فيما يتعلق بعملية السلام والموضوع السوري.
وأكدت المصادر أن العلاقات الثنائية وسبل تطوير ستأخذ حيزا كبيرا، خصوصا أن الأردن يسعى لجذب السياح الروس وتصدير محاصيله الزراعية إلى روسيا، إضافة إلى أن هناك مشاريع عملاقة بين الجانبين، وهي إنشاء مفاعل نووي تصل تكلفته نحو 10 مليارات دولار، ومشاريع مثل قناة البحرين بين البحر الميت والبحر الأحمر، ومشاريع الطاقة المتجددة، وكذلك مشاريع التصنيع العسكري التي قطعت شوطا كبيرا في تصنيع الذخائر والقاذفات الفردية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.