المحكمة الاتحادية العليا ترجئ جلسة «شرعية البرلمان» العراقي إلى الاثنين المقبل

المحكمة الاتحادية العليا ترجئ جلسة «شرعية البرلمان» العراقي إلى الاثنين المقبل
TT

المحكمة الاتحادية العليا ترجئ جلسة «شرعية البرلمان» العراقي إلى الاثنين المقبل

المحكمة الاتحادية العليا ترجئ جلسة «شرعية البرلمان» العراقي إلى الاثنين المقبل

أرجأت المحكمة الاتحادية العليا في العراق للمرة الثانية البت في قضية شرعية الطعون المقدمة من عدد من النواب المعترضين على شرعية رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبيه، وجلسة التعديل الوزاري التي جرت في أجواء مضطربة، وذلك حتى يوم الاثنين المقبل. ويعود ذلك نظرا لتهديدات المتظاهرين من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باقتحام قاعة البرلمان. فيما لم يجر التصويت على الدفعة الأولى من الوزراء الذين تقدم بهم رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وقررت المحكمة، خلال جلسة عقدتها أمس (الأربعاء)، إلى تسمية خمسة خبراء جدد بعد الاعتراض على تقرير الخبراء السابقين. وكانت قد اختارت سابقا ثلاثة خبراء من كلية الإعلام بجامعة بغداد لغرض فحص عشرة أقراص مدمجة تظهر فيما لو كانت جلستا البرلمان في الرابع عشر والسادس والعشرين من شهر أبريل (نيسان) نيسان الماضي شرعيتين. وطالبت المحكمة أطراف الدعوى باختيار أربعة خبراء على أن تسمي المحكمة الخبير الخامس.
وفي هذا السياق، أكد عضو البرلمان العراقي عن النواب المعترضين مشعان الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «قررنا الطعن بتقرير لجنة الخبراء الذين انتدبتهم المحكمة وهم ثلاثة خبراء وهذا من حقنا الطعن من الناحية القانونية، حيث إن المحكمة الاتحادية لن تصدر قرارها إلا بعد الاستماع إلى دفوعات المتعرضين الذين تقدموا بطعون لها». وأضاف الجبوري أن «المحكمة الاتحادية قررت تسمية خمسة خبراء جدد على أن يتولى المعترضون اختيار أربعة بينما هي تختار الخامس. وهو ما يعني إنه يحق للطرف الآخر وهو رئيس البرلمان ونوابه حق الاعتراض وطلب سبعة خبراء جدد. وبعدها يصدر القرار الخاص من المحكمة الاتحادية».
في سياق آخر، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية عبد العظيم عجمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عددا كبيرا من النواب تقدم بمقترح للطرفين سواء كانوا من جبهة الإصلاح أو المتمسكين بشرعية رئاسة البرلمان. وذلك بعقد جلسة استثنائية يتم من خلالها إعادة التصويت على هيئة الرئاسة طبقا للنظام الداخلي في المجلس. وفي حال تمت إقالتها بالأغلبية فإنه سيتم انتخاب رئاسة جديدة وفي حال لم يحصل ذلك فإن بإمكان نواب جبهة الإصلاح تكوين كتلة برلمانية معارضة و«ينتهي هذا الشلل والجدل الذي يرافقه». وأضاف أن «هذه المبادرة اصطدمت بعوائق وشروط ومن ثم رفضت من قبل نواب جبهة الإصلاح».
وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد استأنفت في 29 مايو (أيار) من العام الحالي جلستها للنظر في دعاوى الطعن في جلستي مجلس النواب اللتين عقدتا خلال شهر أبريل. وكانت دعت في السابع عشر من شهر مايو أطراف دعوتي الطعن بجلستي البرلمان المنعقدتين في شهر أبريل لتقديم إجاباتهم خلال 15 يوما.



رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
TT

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

على الرغم من التوصل إلى «هدنة غزة» واصلت الجماعة الحوثية، الجمعة، تصعيدها الإقليمي، إذ تبنّت مهاجمة إسرائيل في 3 عمليات بالصواريخ والمسيرّات، بالإضافة إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» في شمال البحر الأحمر.

وبينما لم تصدر تعليقات على الفور من الجيشَيْن الأميركي والإسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها 5 غارات وصفتها بـ«الأميركية» استهدفت منطقة حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران الواقعة إلى الشمال من صنعاء.

وخلال حشد في أكبر ميادين صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر.

وزعم المتحدث الحوثي أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

وبالتزامن مع ذلك، زعم المتحدث العسكري الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتوعّد المتحدث الحوثي بأن قوات جماعته جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وأنها ستراقب «تطورات الوضع» في غزة، و«ستتخذ الخيارات التصعيدية المناسبة» في حال نكثت إسرائيل الاتفاق مع حركة «حماس».

وبينما أعلنت وسائل إعلام الجماعة تلقي خمس غارات في منطقة حرف سفيان، لم تتحدث على الفور عن الآثار التي تسبّبت فيها لجهة الخسائر البشرية أو المادية.

ومع التفاؤل الدولي والإقليمي واليمني بأن تؤدي الهدنة في غزة إلى استعادة مسار السلام في اليمن، إلا أن مراقبين يمنيين يتخوّفون من استمرار الجماعة الحوثية في تصعيدها سواء البحري أو الداخلي، مستبعدين أن تجنح إلى السلام دون أن تنكسر عسكرياً.

تهديد بالتصعيد

جاءت الهجمات الحوثية والضربات الأميركية، غداة الخطبة الأسبوعية لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، التي استعرض فيها إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال 15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتِّفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

عناصر حوثية خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة لاستعراض القوة (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

يُشار إلى أن الجماعة تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران، ومحطة كهرباء جنوب صنعاء، وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

عرقلة السلام

عاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.

السفينة التجارية «غلاكسي ليدر» قرصنها الحوثيون واحتجزوا طاقمها منذ 14 شهراً (رويترز)

وأدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، خلال 14 شهراً، إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتَيْن، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

وإذ استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي، كانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على الهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان أغلبيتها من نصيب الحديدة الساحلية، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.