تعودت على صيام شهر رمضان في سن السادسة من عمري، وكنت أصر على الصيام رغم حرارة الجو في محافظة أسيوط التي تقع جنوب مصر.. وعشت الجو الرمضاني في بيت والدي طوال ليالي رمضان التي كان يتخللها قراءة القرآن، وتبادل الحديث من شيوخ الأزهر وأهل القرية والضيوف من القرى المجاورة، الذين يحضرون الإفطار والسحور، وكأنها أفراح لا تنقطع طوال الثلاثين يوما.
وأتذكر اليوم الأول لصيامي رمضان، وكانت والدتي مشفقة جدا عليّ؛ لكني أصررت على الصيام، فمناخ البيت الرائع، والروحانيات المبهجة في الشهر الكريم، وغرس عقيدة الصوم ومعرفة قيمة رمضان وأهميته، وطعم رمضان يجوب في خاطري دائما، وأشتاق للرجوع إلى بيت أبي لأعيش أجواء الليالي المباركة، وروحانيات رمضان.
تعددت سفرياتي لخارج مصر خلال شهر رمضان؛ لكن أتذكر دائما سفري إلى هولندا، حيث شهدت إشهار ثلاثة أشخاص إسلامهم في ليلة السابع والعشرين من رمضان، رجل وامرأتين، وقمت بتلقين السيدتين الشهادة، ولقن شيخ المسجد الرجل الشهادة.. ويعد هذا الموقف من أسعد المواقف التي لا أنساها خلال رمضان، بالإضافة إلى زيارتي ألمانيا التي أمضيت بها عشرة أيام، قدمنا فيها ندوات ولقاءات حول رمضان وعلاقة المسلم بغير المسلم، وقيمة الإنسانية التي يحتفي بها الإسلام، وركزنا وقتها على تعريف المسلمين بأمور دينهم وبمعاملاتهم السمحة التي أوصى بها الإسلام، ونشر سماحة الإسلام وتعاليمه بسهولة ويسر وشكل فيه جاذبية الاستماع للطرف الآخر نحو الاستزادة لتعاليم الإسلام المعتدلة الصحيحة.
عضو مجلس النواب أستاذ الفلسفة والعقيدة
بجامعة الأزهر وداعية إسلامية