ربما لا تخلو أكلة عربية من إضافة «حب الهيل» إلى مقاديرها، لإعطائها النكهة والطعم المميز، ويعد الهيل أو الحبهان أغلى التوابل في العالم، ليحتل المركز الثالث لأغلى التوابل بعد الزعفران والفانيليا، كما يعد من أقدم التوابل الشعبية في العالم، ويتميز هذا النبات برائحة ومذاق ذكي وقوي، ويستخدم أيضًا في الوصفات الطبية، حيث يعتبر معالجًا قويًا لكثير من الأمراض وله كثير من الفوائد.
وزرع الهيل قديمًا في جنوب الهند حتى اكتشفه الصينيون وقرروا البدء بزراعته، وهناك أيضًا أدلة على أن المصريين القدماء قاموا باستخدام هذا النوع من التوابل لأغراض مختلفة، ولكن معظمها يرجع للأغراض الطبية لعلاج اللثة والأسنان.
وأضاف العرب الهيل إلى القهوة، إذ بالإضافة إلى إكسابها طعمًا ونكهة أفضل عند مزجها بمطحون حبوب الهيل، فإن الدراسات تُشير إلى أن إحدى خصائص الزيوت الطيارة ذات الرائحة العبقة في بذوره. له ميزة إبطال مفعول الكافيين على الجسم. ومن المعروف أن طريقة تحميص حبوب البن لإعداد القهوة العربية تتطلب أن يكون لونها بعد التحميص باهتًا وليس بنيًا غامق اللون، كما في حمص القهوة التركية أو الاسبرسو، وكمية الكافيين في البن، كما يقول الباحثون، تقل كلما كان لون حبة البن غامقًا، مما يعني أن بن القهوة العربية الأشهب أعلى محتوى من الكافيين مما يُستخدم فيه البن الغامق.
ويعد الهيل مكونًا رئيسيًا في معظم الأكلات العربية بمختلف بلدان الوطن العربي، بدءًا من الكبسة السعودية والمنسف والمسخن والكبة الخليجى المحشية باللحم والصنوبر، وكذلك أصناف كثيرة من الحلوى.
وعلى الجانب الآخر، يستخدم الهيل في كثير من الوصفات الصحية لما له من فوائد كثيرة، وهو ما دلت عليه مدونات الطب اليوناني القديم وكثير من نصائح الطب الشعبي اليوم في كثير من مناطق العالم، فينصح به لاضطرابات عدد من أجهزة وأعضاء الجسم.
ويفتح الشهية ويُخفف من الغازات وحرقة المعدة، وهو مفيد في تنظيف الفم من الميكروبات للقضاء على التهابات الفم ومنع تكون الرائحة غير المحببة فيه، إضافة إلى أن إخراج زيوته يعالج أعراض الجهاز التنفسي ويساعد في طرد البلغم وتسكين نوبات السعال الجاف، وكثيرون يُشيرون إلى قدراته في مقاومة الميكروبات.
وتنصح رابطة الحمل الأميركية تناول بعض من الهيل أو زيته للتقليل من الغثيان والقيء أثناء الحمل ولاكتساب رائحة طيبة للنفس والفم من دون أن يكون ذلك مُضرًا بالجنين.
الشاب السوري أحمد الحرك، مُوثِّق رحلة ولادة مسلسلات، وصيّاد مجريات الكواليس، بدأ مشواره من الدهشة…