من الأعمال الطيبة التي على الصائم أن يلتزم بها، وأن يتحلى بها، وأن يلازمها في رمضان هي كتاب الله عز وجل، فرمضان هو شهر القرآن.. لذلك على الصائم أن يلازم كتاب الله قدر استطاعته، ويجب أن يتسم كل هذا بالتروي والتأني، فهي ليست قراءة كالتي يفعلها البعض يُسرع فيها فلا يعرف ماذا يقرأ؟، ولا في أي سورة هو؟، رجاءً أن يصل إلى نهاية المصحف ليعيد الكرة مرة بعد مرة، حتى يقول للناس إنني قد ختمت كتاب الله عز وجل عدة مرات في شهر الصيام، ليس هذا هو المقصود، وإنما الأفضل وما هو مطلوب بالفعل أن يتدبر الإنسان ما يقرأ في كتاب الله عز وجل، وأن يحاول أن يدرك معانيه، وأن يحاول أن يستفيد بها سلوكًا ومنهجًا في حياته، لذلك يكون قد استفاد من مطالعة كتاب الله، وملازمته، وضمن شفاعة القرآن له عند الله في آخرته.
وهناك بعض الناس يفهمون رمضان فهمًا خاطئًا، فإذا دخل شهر رمضان قعدوا في بيوتهم وانقطعوا لمصاحفهم وصلاتهم وتسبيحهم لله عز وجل، وانقطعوا عن دنياهم، ومع أن هذه الأمور، أمور جيدة، ومحببة في العبادة؛ لكنها قد تكون معصية من بعض الناس، نعم، إذا كان الإنسان يوكل إليه عمل من الأعمال تتعلق به مصالح الناس، ولا يوجد من يقوم بهذا العمل إن تغيب هو عنه، فإن هذه العبادة قد تكون في ميزان المعصية لا في ميزان الطاعة.
فعمله الذي فوض فيه وأوكل إليه ويتقاضى عليه الأجر، أولى من انقطاعه لقراءة القرآن والتسبيح والذكر، لأن هذا العمل فرض عليه، وواجب عليه أن يؤدي العمل الذي يتقاضى في مقابله أجرًا ومالاً.
* وكيل الأزهر
رمضان.. شهر القرآن

رمضان.. شهر القرآن

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة